قال ومضى : أعطني قليلا من الشرفاء , وانا أحطّم لك جيشا من اللصوص ( روسو ) .
لا أحد من العراقيين لم يتوصل الى قناعة تامة , بان غالبية الطاقم الحكومي الذي أدار , ويدير مؤسسات الدولة – بخطيه السياسي والاداري – هو فاشل بامتياز , ويحتاج الى ثورة شعبية لتغيير غالبية الوجوه القيادية في مؤسسات الدولة , التي عبثت وعاثت فسادا في مقدراتنا وثرواتنا منذ التغيير والى يوم الناس هذا .. وكبف لا ونحن نعيش في اسوء زمن مر فيه العراق بتاريخه .. في زمن اشار اليه رسولنا الكريم في بعض قوله : { بانه الزمن الذي يُصدًق فيه الكاذب , ويُكذًب ْ الصادق , ويُؤتمن الخائن , ويخون فيه الامين , وينطق فيه الروُيْبضَة – وهو الرجل التافه الذي يتكلم قي الشأن العام – وادارة مصالح الناس } .
لقد كان على الطاقم الحكومي العامل على راس مرافق الدولة – تقديم الاعتذار للشعب العراقي – ومغادرة المناصب التي اساؤوا استخدامها , وهدر المزيد من الاموال واضاعة فرص تقدم البلاد .
لقد صعق وفقد الكثير من المدراء توازنهم , بعد صدور قرار مجلس المحافظة بتغيير المدراء مما مضى في منصبه اكثر من اربع سنوات .. فهم غير مصدقين , او غير متخيلين وجودهم خارج دائرة السلطة والامرة والاستعلاء , والتي تجلب للبعض – الدنيئ منهم – الوجاهة الاجتماعية والمنافع المادية .. عن طريق الاستحواذ على المنافع والمكاسب , وخصوصا التفرّد بالايفادات للخارج , أواستخدام نفوذ المنصب في عمليات فساد مالي غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث , ( وبتشجيع المال السائب يُشجّع على السرقة) !
وبناءا عليه .. تحرك هذا النوع من المدراء – المهوسين بالكرسي – في حملة وساطة واسعة وبمختلف القنوات المتاحة , وبواسطة شيكة العلاقات والمنافع التي بنيت مع اصحاب النقوذ في المحافظة .. فهؤلاء متمرسون في من اين تؤكل الكتف .. فمن يطلب منه طلب لاغراض خاصة يأتيه بدل الواحد إثنين .. او عن طريق التملُّق والتودد او التذلّل الى ذوي النفوذ .. ومن اشد اضرار التملّق على المجتمع باسره هو خداع الناس بوضع الشخص غير المناسب في المكان المفروض ان يكون مناسبا , واخيرا السكوت على اخطاء وخطايا ذلك المتملّق , وشواهد تدني مستويات الاداء الحكومي على مستوى الخدمات لايمكن انكارها {مفردات البطاقة التموينية بين عهدين مثالا } وطبعا وراء اي تدني اومصيبة في هذا البلد مسؤل لص او بليد بمرتبة وزير او مدير عام او مدير حاف !
ختاما نرجوا من السادة اعضاء مجلس المحافظة ( السلطة التشريعية والرقابية في المحافظة ) عدم الخضوع للمؤثرات والضغوط , وتطبيق قرارهم بتغيير مدراء الدوائر كافة , لان ذلك يصب في الصالح العام , والتغيير ايها السادة , هو الشيء الذي لايمكن تجنبّه في الحياة الانسانية .. فقط المجتمعات الميتة هي التي ترقض التغيير , لاسيما نحن اليوم في ازمة اقتصادية خانقة , وتحت وطأة ارهاب لايرحم , ونحتاج فيه لتوفير كل مورد مادي او بشري وتوظيفه في مكانه الانسب .. وتذكروا ان المتشبّث بالكرسي لايصلح ان يكون قائدا أمينا .. ولنا في تجربة امامنا العظيم علي ع مع الصحابيين طلحة والزبير , وكبف انه رفض توليتهما الكوفة والبصرة .. بسبب حرصهما الشديد على الولاية وسعيهما للفوز بها
ضمر مستتر : من دعا الناس الى نفسه وفيهم من هو اعلم منه فهو مبتدع او ضال ( الامام الصادق ع ) .
لك الله ياوطن !