في العاصمة الاردنية عمان وفي اول يوم جمعة لي فيها من ايام الجمع المباركة بعدما أدينا شعائر هذا اليوم المبارك من الاستماع الى الخطبة واداء فروض الصلاة والتضرع الى الله بالدعاء في مقدمتها انقشاع الغمة عنا وعن بلدنا والانتقام ممن جلبها وسبب في جلبها الينا والعودة الى حضن الوطن الام العراق ،هممنا انا وزميلي الاردني الذي تربطنا معهم علاقات تجارية وعائلية منذ عقود خلت الخروج من الجامع ، بدأت في باحة المسجد الجامع اتلفت يمينا ويسارا ابحث عن من يفترش الارض يطلب العون والمعونة من جمع المصلين ، بصراحة ابحث عن مكدي . . . قال لي زميلي ما بك . . . عن ماذا تبحث . . . . .؟؟؟
قلت . . ابحث عن مسكين او فقير امنحه شيئا من النقود .
رد قائلا . . . . رغم ان بلدنا من البلدان الفقيرة في العالم ونفتقر للموارد الطبيعية وحالنا يرثى لها قياسا لحال العديد من البلدان النفطية إلا ان وطننا يفتقر ايضا الى الفقراء ( المتسولين ) . . .
ثم اضاف . . . في الاردن متسول واحد فقط . . .!!!!
قلت دلني عليه .
قال .. ليس فقيرا كما تتصور ، انه العاهل الاردني ( الملك المفدى ) الذي يجوب العالم يجمع المساعدات والاعانات لشعبه تحرزا من ان يمد شعبه اليد للتسول يستجدي من الاخريين ومنعا عنهم الحاجة والعوز ، لذلك تجد شوارعنا وازقتنا ومساجدنا وكل اماكننا خالية من المتسولين والفضل يعود للملك نبع الاحساس بمسؤولية السلطة ازاء الوطن والشعب .
بكل هد وء وسكينة اعدت ما في يدي من النقود خجلا وحياء الى جيبي اعيش اهتزازت الصعقات الكهربائية العالية الفولطية وسط نيران تذيب صلب الحديد في صراع حرقة داخلية على بلدي العراق حيث نتقدم سلبا الى اعلى السلم لنحتل المراتب الاولى بين الدول الموصوفة بالغنية في مواردها وشعوبها تعيش تحت خط الفقر ومعها تزداد نسبة المتسولين يوميا في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة الى درجة يمكن في يوم من الايام ان نقوم بتصدير المتسولين مع النفط او بدلا عنه لسد النقص في الدول المفتقرة اليها او التى تخلو من المتسولين .