23 نوفمبر، 2024 4:50 ص
Search
Close this search box.

الغير مألوف في معركة تحرير الموصل ..

الغير مألوف في معركة تحرير الموصل ..

كثيرة صور البطولات الفردية والجماعية للقوات العراقية لكن اشد ما يثير الفخر هو أن تجد قادة هذه الجيوش والصنوف العراقية وبرتبهم العالية جدا وهم يسيرون جنبا الى جنبا مع مقاتليهم ويفترشون الارض وينامون على الارض الجرداء وعلى الاحراش ويأكلون الزاد البسيط الذي لايعدو الخبز واللبن او التمن وبعض من السلطات وهم مع مقاتليهم يعلوهم التراب والغبار حتى انك لاتفرق بين الجندي والضابط والضباط الذي اعنيهم برتب عالية تعبر وتعلو رتبة العميد الركن فاللواء والقائد الركن والفريق ماعنيه لا توجد اي غرابة وأنت تراهم خلف الساتر وهم يقابلون القناصة او يستطيع الهاون المحمول ان يتجاوزه بقنابره ,,مثل هذه الحالات غير مالوفة في الجيوش العالمية وأعتقد لايسمح بها في العرف العسكري حفاظا على مثل هذه الرتب من الموت او الاصابه  التي هي اعمدة المعركة وحرصا على حياتهم لكن في معركة تحرير الموصل انتهت هذه التعليمات وغادرت المألوفات لان المقاتل العراقي وهو يرى قادته يسيرون بجنبه ويقاتلون بسلاح كسلاحه ويحيط به الجمع من المقاتلين اكيد لايتوقف هذا العسكري قبل أن يصل الى اهدافه  .. 
شاهدنا وعايشنا الكثير من المعارك والحروب وقرأنا الكثير عن الحروب لم نجد مثل هذه المعنويات ولا مثل هذا الاندفاع نحو الاهداف وتحريرها والقضاء على الاعداء ,, بل كنا نسمع بالقائد والضابط والآمر وهو يوجه قطعاته بالأجهزة اللاسلكية والجفر والنداءات ولم نرى في معركة ما كشراسة هذه المعارك وبعدو مخادع وقاتل ولايهمه الا القتل مثل داعش وقادة وضباط الوحدات العسكرية يتحركون مع جنودهم جنبا الى جنب حاسري الرأس يرتدون ملابس تشبه ملابسهم يعلوهم التراب وأحذيتهم ممتلئة بالاتربة لاتكاد تتميز الوانها ,,هذه الحقائق التي يعيشها العراقيون على الارض وهم يرون كل هذا الذي يرونه مصحوبا بالنصر يجب أن يسجل ويؤرشف في اوراق التاريخ وما يجري اليوم ما هو الا الايمان بالقضية التي يعيشها هذا العسكري والعقيدة التي تجاوزت الدروس ومناضد الرمل والتوجيهات المتعارف عليها .
ما يشاهده العراقيون اليوم لم يكن من السهوله مشاهدته لولا بزوغ جيل اعلامي يرتدي ملابس المراسل الحربي وهو ينقل الحدث من قلب الحدث ويصور القناص والداعشي والسيارة المفخخة وهو قريب الى درجة أن البعض قد استشهد على الساتر وفي جوف المعركة هذا الجيل الذي يقدم للعراق ملحمة النصر لايمكن أن يمر بسهولة دون الاشارة له والشكر لجهوده المتميزة وهو يقدم كل هذا المجهود كمراسل حربي واضح المعلومة ينقل لك الاحداث بسلاسة ويلتقي مع الجنود والقادة ويرسل لقناته مباشر ولصحفه ولمواقعه الخبرية ,,الحقيقة هذا الامر ليس هينا وعابرا فهو يؤسس لجيل اعلامي عراقي سيكون عبرة للاعلام الحربي العالمي وسيمضي وقتا طويلا والمؤسسات الاعلامية تتحدث عنه .
كل هذه العناصر من القادة المتواضعين والإعلام الحربي المباشر القريب على المعركة والنزال والجندي المقاتل المؤمن يعني ان العراق لايمكن افراغه من اصالته وشجاعة ابنائه ووحده مكوناته وأن جرت عليه بعض الخطوب التي ما استمرت الا بعض سنيات ورحلت مع صانعيها امر مفرح ومسيرة مؤزرة بالنصر .
ليس غريبا أن يتوحد الشعب العراقي ثانية بعد أن نال الزمن مناله واصبح لا يهتم الا بقوميته أو حزبه أو مذهبيته لفترة طويلة اقتربت من العقد الزمني تقريبا لكن هذا الشعب الذي لايعرف الا الاصالة وأن فارقها يوما او بضعة سنين لابد وانه لها عائد هكذا يصبح العراقيون اليوم موحدون وهم يعيشون معارك التحرير في العراق وتطهير ارضهم الطاهرة من درن قذر وسخ اراد القضاء على هذه النبته العراقية الجميلة نبتة الطيب والمحبة والالفه ليجد نفسه ثانية يعود الى صحته وعافية جسده بعد أن سمح له في بعض من مدن العراق العبث به وبغفلة متسارعة النشاط راكظة نحو الخراب ,,يعيش هذه الايام العراقيون كسايق ايام تحرير مدن العراق الاخرى كالانبار والفلوجة والصقلاوية وتكريت ووديالى وجرف الصخر يعيش فرحا غامرا لم يعيشه منذ فترة وهو يرى قواته البطله وحشده الشعبي يستمتع يالقضاء على زمر داعش الارهابية في مدينة الموصل وهي تنهار صاغرة تحت ضرباته البطلة الموحدة ,, يتابع العراقيون هذه المعركة وهم فخورين جدا يرون جيشهم بهذا المستوى القتالي والمهنية المنقطعة النظير ومنفذ بدقة لكل الخطط المرسومة له ولم ينسى شرف مهنته العسكرية وهو يتعامل مع العوائل التي كانت مقيدة تحت قوانين داعش المتخلفة ياويهم ويقدم لهم الغذاء والماء ويطبب مصابيهم ويحمل اطفالهم على أكتافهم ,, صمود منقطع النظير وحماس شديد كحماس الشباب الفرح وتعاون وتكاتف بين كافىة القطعات اذهلت هذه التطورات البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق واصبحت هذه القوات بكافة فصائلها العسكرية والحشدية والبيش مركة وحدة متراصة يشار لها بالحب والعزة والنصر المؤزر ,, حتى ان بعض القنوات الاجنبية السياسية والعسكرية خصصت من بثها اوقات طويلة لم تخصصها لاي حدث سابقا وهي تتحدث عن هذا التحول والتطور في كل الصنوف العسكرية في المعركة على الرغم من قلقها وخاصة المغرضة منها من تنامي هذه القوة مستقبلا واثبات وجودها وتدمير كل الافكار والاجندات التدخلية لتلك الدوائر المدفوعة الثمن ,, يعيش هذه الايام العراقيون ايام فرح ومسرات وهم يجدون جيشهم وقات الحشد الساندة والبيش مركة وهي تسير سيرا واثقا نحو النصر الذي بات في متناول اليد والعين ..
Kathom [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات