19 ديسمبر، 2024 4:30 ص

دائماً ما يردد العراقيون هذه العبارة بتفاخر ” احنه اهل الغيرة” و هو الامر الذي لا يختلف عراقي مع آخر على صحته لكن الواقع ان الغيرة “الشمولية” تحولت الى غيرة “عرقية – طائفية” وهذه الازدواجية في شخصية البعض تكاد تكون موجودة في كثير من اصحاب القرار وخصوصاً في هذه الايام..و لا اعني باصحاب القرار السادة المسؤولين لا سمح الله…انا اقصد  المواطنين العاديين، لانهم هذه الايام هم اصحاب القرار المصيري و هم من سيقومون بتحديد شكل الجمهورية القادمة ، اجد ان الكثيرين يجاملون السياسيين ع حساب الوطن .. ما هو المطلوب لكي يتعلم الجميع ان من منحوا سابقاً فرصه للعمل ولم ينجزوا شيئاً لا يستحقون الحديث عنهم مجدداً .. متى ” تصعد” الغيرة ليلتزم الشعب بوصايا المرجعية الرشيدة بعدم انتخاب سراق المال العام و الفاسدين الذين اهتموا بمناصبهم فحسب و لم يقدموا للشعب شيئاً يذكر. الكثير من العراقيين اليوم يروجون للفاسدين و اكثر منهم من يروم التصويت فعلاً لمن خدع الشعب طوال سنين.
حقيقةً.. احدثكم عن مشهد مؤلم حضرته قبل يومين في بغداد…عجوز طاعنة في السن تروم الحصول على استمارة لاستصدار شهادة جنسية .. بدأ الكل ينصحها بالرجوع حيث ان الساعة قاربت على ال12 ظهراً و قالوا لها بانها لا يمكن ان تحصل على استمارة بهذا التوقيت بدون “واسطة” و بدأ الجالسون في السيارة بالسخرية منها بشكل يخلو من الادب حتى وصلت الى دائرة الجنسية في الكرادة و صادف ان احدى محطات الراديو في سيارة ” الكوستر ” التي كنا نستقلها كانت تسمعنا انشودة (موطني..موطني….) فبكت العجوز ، فسألها احد الساخرين ” ها حجية ؟؟ خيرج؟ اشو تبجين…هاي كلهه من وره استمارة الجنسية !!” فاجابته بكل صدق….” لا يمه..اني من اسمع هذا النشيد احس بروحي مظلومة”…ثم قالت بصوت عال ملئوه الاسى ….
بلادي وان جارت علي عزيزة … واهلي وان جاروا علي كرامُ ….نزلني يمه…نزلني يمك. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات