23 ديسمبر، 2024 3:58 ص

الغيرة العراقية القاسم المشترك بين البغدادية وشعبنا في الداخل والخارج

الغيرة العراقية القاسم المشترك بين البغدادية وشعبنا في الداخل والخارج

منذُ أن وعدت قناة البغدادية الفضائية وعلى لسان المواطن أنور الحمداني المرأة العراقية في منطقة أبو غريب التي نادت بأن يكون بث برنامجه الشعبي اليومي “ستوديو التاسعة” من بغداد ومن قلب الحدث ـ ـ والشعب يترقب الساعة التي يستجيب فيها مالك القناة الدكتور المهندس عون حسين الخشلوك وكادره الحر لنداء العراقية الحرّة ، وحيثُ أجابها أحرار البغدادية بقولهم : “إبشري فسنكون معكم قريباً” ، وها هم قد أوفوا وفاء الحر المقتدر ولبّوا النداء ويومها كنتُ في زيارة خاصة لمدينة سان دييغو الأمريكية إستغرقت خمسة أيام ، وحيثُ زفّ لي أهلي والعراقيين في سان دييغو وبلدان المهجر الأخرى عبر المكالمات الهاتفية خبر بث “ستوديو التاسعة” من بغداد الحبيبة ـ ـ حينما ظهر الحر “أنور الحمداني” والإبتسامة تعلو محيّاه ميّزت ظهوره ذلك اليوم عن أيامه السابقة في السابع عشر من نيسان الجاري معلناً بث برنامجه الشعبي من بغداد ومبتداً عهداً جديداً مع إخوانه الذين كانوا يبثون برامجهم من قلب الحدث قبل قرار الحكومة المجحف بغلق مكاتب البغدادية في بغداد ، لكن الغيرة العراقية لمالكها وكادرها أبطلت هذا القرار وكأنه لم يكن وأستمر البث وأستمرت معه ملايين الشعب ملتفة حول الشاشة الصغيرة تتابع تطورات المخاض الذي تعسّر لثلاثة عشر عاماً مستبشراً بولادة الوليد الذي ينتظره الجميع لعراقٍ موحدٍ خالٍ من المحاصصة الطائفية .وفي اليوم الذي كان فيه كادر البغدادية يتهيأ لبث برنامجه “ستوديو التاسعة” من بغداد كان في الطرف الآخر من العالم ومن إحدى أهم المدن الأمريكية فريق رياضي لمجموعة شباب مغترب جمعهم حبهم لوطنهم الموحد في المهجر يتهيأ لخوض المباراة النهائية مع احد الفرق المكسيكية لرفع إسم العراق وإرسال رسالة الى كل العالم يقولون فيها : إننا لا زلنا موحدين يجمعنا قاسماً مشتركاً واحداً وهو غيرتنا العراقية وحبنا لوطننا مهما تغربنا وبعدنا عنه ، غادره أهلنا مكرهين وكنّا حينها أطفال لا نعي من الدنيا شيء إلا غيرتنا العراقية التي رضعناها من صدور أمهاتنا .كنتُ حريصاً على حضور المباراة لتشجيعهم ، وتفاجئت بعدد العراقيين الحاضرين شيباً وشباباً ـ ـ نساءاً وصبايا ، كلّهم جاءوا لنصرة فريقهم العراقي ، لم أستطع تمييزهم وتصنيفهم (طائفياً) أو جغرافياً . سألتُ “يزن” إبن العشرين ربيعاً وهو كابتن الفريق وأحد لاعبيه المميزين بمهاراتهم والذي تفاجأ بدعوة أكاديمية فريق برشلونة له قبل فترة لإختباره غير أنّ إرتباطه الدراسي حال دون تلبية دعوتهم ـ ـ سألته متعمداً الى أية طائفة ينتمي فريقكم ـ ـ نظر اليّ مستغرباً وقال بفخرٍ : “إنّ فريقنا عراقي لاعبوه من جميع مدن العراق تربطنا علاقات أخوية ويتبادل أهلنا الزيارات فيما بينهم ونحتفل جميعنا بالمناسبات الدينية للعراقيين كافة وعندما سمعنا بالتفجير الإرهابي الذي حصل في أحد ملاعب الإسكندرية قرر فريقنا أسود الرافدين في سان دييغو المشاركة في البطولة إكراماً لضحايا التفجير ولإرسال رسالة للعالم بأننا موّحدون ، وقد أوصينا لعمل فانيلات خاصة طُبعَت عليها خارطة العراق الموحد وكُتِبَ عليها “صلّوا للعراق” ودفعنا ثمنها من مالنا الخاص على الرغم من أنّ معظمنا طلاّب لا وارد مادي لدينا ولم نتصل بالسفارة لتقديم الدعم وتحمل تكاليف المشاركة في هذه البطولة والتي نلعب فيها اليوم المباراة النهائية لأننا نعلم الجواب مسبقاً” ، حينها شعرتُ بالترياق يسري في أوردتي ليقيني من سموم الطائفية وشكرتُ الله لأن أبناء العراق حيثما كانوا تميّزهم غيرتهم ، قلتُ ليزن هل تتابع أنت وزملائك أي قناة فضائية عراقية ـ ـ أجابني : “بالتأكيد نتابع قناة البغدادية” ـ ـ عندها زالت عني الدهشة فالغيرة العراقية واحدة لا تتجزأ .وبعد هذا ليتهمني من يتهمني بأنني أحابي البغدادية ، فأنا بغدادي الهوى وموصلّي الإنتماء وبصراوي الطيبة وذي قاريي التاريخ وأنباري النخوة وكردستاني الوفاء ، والحمد لله ليس لمن يكتبُ كلمة حق في “البغدادية” أية غاية أو منفعة غير إشتراكه معها بقاسمٍ مشتركٍ واحدٍ وهو “الغيرة العراقية” وحب العراق .