23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

قضية العراق اليوم  مثل الدين، لاتتقبل الاسئلة المنطقية  ، اذا اردت ان تكون علاقتك طبيعية مع الوطن بلا مشاكل ، عليك ان لاتسأل أي سؤال إجابته محرجة او تُفسر على أنها كفر بالسياسة والتاريخ والحكومات .

كثير من الاسئلة يحضرها الدين ، فلايحق لك السؤال في قضايا تجعلك مشركا شكوكا ،ولايحق لك ان تطلب تفسيرا منطقيا لقصة ولادة سيدتنا مريم العذراء لسيدنا المسيح على سبيل المثال  ، او معجزة سيدنا موسى، او الاسراء والمعراج . وكثير من عقائدنا  ومعتقداتنا، فعقلك (المحدود)
لايجعله  متوازنا الا الايمانُ بالغيب. ايمانك بالغيب وحده وتصديقك بما أنزل على انبيائك من ربك،  يجعلك تؤمن بان ذلك امر طبيعي وانه من اعجاز الخالق واسرار الخلق  وتقفل الموضوع.

في العراق اليوم الشيء نفسه ، دون تشبيه ، عليك ان تتقبل كل مايحصل في بلادك ولك ولشعبك دون احتجاج او سؤال .حيث لااجابات منطقية مباشرة على اية أسئلة تتعلق بالحاضر والمستقبل، بازدواجية المعايير، بشكل النظام ، ديني؟، علماني ؟مدني ؟عسكري؟ جمهوري ؟ (عوائلي) ؟  بالسؤال
عن اقتصاد الدولة ، او سوء الادارة ، عن التدخل الخارجي او صمت القضاء والفساد والتقصير دون محاكمات، ودون مساءلة عن أموال و دماء  و مصائر الناس في هذي البلاد ، فلن يجيبك أحد حتى لو صرخت أو كتبت أو شتمت ، أو تظاهرت و طالبت بتفسير لأسباب احتلال البلاد واسباب الفقر
واسباب تراجع البلاد وعدم تطبيق الدستور وعدم تعديل الدستور،. أو أسباب ترؤس بعض الوجوه للمسؤولية طيلة اربعة عشر عاما   في عملية تدوير مثيرة للأحزاب والوجوه والمناصب من اجل البقاء في المشهد السياسي بأية صورة كانت.

بناء على ذلك فانت امام خيارين ، اما أن تترك السؤال عن اي شيء في العراق ، لتُريَح وتستريح ، وتنسجم مع الوطن الجميل الذي لامشاكل فيه، والمسؤولين الأجمل الذين لايخطئون البتة !، واما ان تكون منطقيا حريصا تفتش عن المواقف والحالات والمسؤوليات والدوائر وتنبس ببنت
شفه عن الحريات والحقوق وتاريخ الاشخاص وأدائهم ، فيبدو لك مالا يَسرّك ، لينطبق عليك تحذير كتاب الله سبحانه وتعال للمؤمنين من بعض السؤال بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) صدق الله العظيم.

. عليك إذا ان تصمت كي تكون مواطنا صالحا ، وان تستسلم لفكرة ان مايحدث لبلدك اليوم لاتفسير له ، انه في عالم الغيب الوطني ، وان السياسي العراقي الذي لن يعترف بخطأ ولن يتنحى عن مسؤولية، انما هو وحده، علاّمُ الغيوب .