23 ديسمبر، 2024 11:16 ص

الغياب والسكوت المطبق للمرجعية

الغياب والسكوت المطبق للمرجعية

(لقد استغل الصدريون ومن يحالفهم من قوى علمانية, ومن أمكانية اختراقهم من قوى شيطانية متنوعة بعثية أو غيرها ممن يدارون من جهات خارجية أو داخلية متربصة سنية كانت أم كردية… استغلوا الفراغ الذي حصل نتيجة اعتكاف وانسحاب المرجعية الدينية العليا من المشهد السياسي العلني فكان الغياب والسكوت المطبق للمرجعية ودورها المرتجى…!؟).بين الفينة والأخرى يخرج, من يتقول الأقاويل ويتطاول, على مقام المرجعية الرشيدة, بأفقه الضيق وهو يروج لمن لا يأخذ بمقام المرجعية, ويشكل على خروج المتظاهرين ضد الفاسدين والسلطويين.لا نريد في هذا المقام, أن يأخذنا الحديث عن المتظاهرين والفاسدين؛ بل نذهب لبيان ما يسعنا, من مواقف سماحة السيد على السيستاني في العراق, تجاه العملية السياسية والإحداث, التي تلت سقوط نظام صدام.منذ الوهلة الأولى كان مواقف سماحة السيد واضحة, فهو الشمس لا تحجبها الغيوم. فبعد أن عملت قوات الاحتلال الأمريكي, على نهب وسلب مؤسسات الدولة, وهي تتفرج أمعنا منها في تكريس الدمار والخراب؛ ليتسنى لها فيما بعد من ذرائع حول الأعمار والبناء, ليكون محل فساد وسبب لوجودهم.فقد حرم سماحته؛ الاحتفاظ أو تداول أو شراء أي شيء, مسروق من دوائر الدولة ومؤسساتها, واوجب بإرجاعها الى الدولة.فقد كان خطابه في جميع المواقف؛ شامل لجميع المكونات والطوائف, ونبذ كل تأجيج طائفي, مهما كان حجمه أو نوعه. وأصر على تشكيل, جمعية وطنية منتخبة لكتابة الدستور, الأمر الذي أحرج واخرج القرار من أيدي الأمريكان, ليصبح القرار وطني, عبر صناديق الانتخابات. بذلك وقف أمام تشكيل مجلس كتابة الدستور؛ الذي أراده الاحتلال بمجلس, يعين أعضائه على أساس؛ عشائري وديني وقومي, ليقلب سحرهم عليهم.كانت مواقف سماحة السيد واضحة؛ من الاحتلال فقد سماهم من البداية بقوات الاحتلال, وكانت رسائله وتوجهاته, الى الشعب العراقي كثيرة, يستدل من ذلك على رفضه التام؛ لأي مقابلة لقادة الأمريكان.بعد أن احتلت داعش ثلث ارض العراق؛ أطلق المرجع الأعلى السيد السيستاني, فتوى الجهاد الواجب الكفائي ؛لينقذ العراق أرضا وشعبا, من داعش التي هي صنيعة دول العهر الطائفي, ومن خلفها أمريكا. رغم كل ذلك نجد من يتطاول, على مقام المرجعية وينعتها بالسكوت والغياب, وينسى ويتناسى أن من كان سبب دخول داعش, وما فعلته والفساد والأزمات. التي حلت بالعراق؛ كان نتاج غياب الرؤية في سياسة الحكومة, التي تجاهلت كل توجهات ونصائح المرجعية.لا يمكنا في هذه السطور والكلمات؛ أن نحيط بدور ومواقف سماحة السيد, في العراق فقد يفوتنا كثير.أن وجود المرجعية المبارك ونورها المحمدي لا يمكن أن تحجبه غيوم المنافقين والمبغضين.فقد جاء في التوقيع المقدس, الصادر للثقة محمد بن عثمان العمري, بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: (وأما الحوادث الواقعة, فارجعوا فيها الى رواة حديثنا, فإنهم حجتي عليكم, وأنا حجة الله عليهم).