الغول ( كائن خرافي ، ووحش اسطوري ، مفترس ، ذو شعر كثيف مقزز ، وانياب بارزة ، وله جسم ضخم ) .. هكذا يوصف ، وبسبب هذه المواصفات المروعة كانت الجدات والإمهات تخيف به أطفالهن ، لكي يخلدوا للنوم مبكرا ، أو يكفوا عن اللهو الضار ، أو اللعب بمالا ينفع
ولكنه اليوم أصبح كائنا حقيقيا ، ( إنسيا ) ، ومن لحم ودم ، وقلب وعقل ، وآذان يسمع بها ما يقال عنه ، وعين ترى أثاره المدمرة عيانا ، ويخيف الصغار والكبار ، ويهدد الحياة بالموت والدمار ، ويتلون كالحرباء ، ويأخذ إسمه من الحالة التي يتغول فيها .. مرة بإسم الفساد ..
وثانية بإسم الارهاب ..
وثالثة يجمع الاثنين ..
ويلتهم في طريقه كل ما يصادفه بلا رحمة ، وشفقه ، وليس له إلٌّ ولا ذمة ..
فهل في تصور أحد أن يصل العنف والحقد والكراهية والاذى والارهاب عند من يسمى مجازا ب ( الانسان ) الى حد الابادة الجماعية لفصيلة جنسه ، وهو الكائن الأرقى في الوجود..
واذا كنا قد قرأنا عنها ، وإستغربنا منها ، وأخذتنا الدهشة لجرائم من هذا النوع ، والاشمئزاز ممن يوصفون ب ( آكلة لحوم البشر) ، فإننا نتعرض اليوم لجرائم مشابهه ، عندما يشعر من يرتكبها بلذة كبيرة ، ويمارسها ببرودة أعصاب ، وزهو ب (الانتصار) . والفساد غول مخيف ينهش بانيابه الوطن باستنزاف موارده وفرص تطوره ، بمنتهى الشراهة والشراسة والوحشية .. لقد تحول هذا النوع من البشر ، ممن يمارس الارهاب والفساد الى مجرد ( ألة ) بلا روح ، وجسد بلا ضمير ، وجسم يسمى مجازا ( كائنا حيا ) ، لكنه في الحقيقة غول شيطاني مفترس ..
000000000000000