في حديث له قبل يومين ضمن برنامج العراق هذا المساء على قناة المدى , تحدّث النائب هيثم الجبوري عن محاولات لرئيس الوزراء بتقديم إغراءات إليه ومساومته من أجل ثنيه عن المضي في طلب استجوابه , من خلال إرسال وسطاء حاولوا أغراءه بعدد من المناصب في الحكومة , لكنّ المتحدّث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي , نفى في إيجاز صحفي يوم أمس نفيا قاطعا ما ورد على لسان النائب هيثم الجبوري وما أدلى به , وقال إنّ هذه التقوّلات كاذبة ولا أساس لها من الصحة وهي محض افتراء , لافتا إلى أنّ الذي ورد للعبادي هو عكس ما صرّح به النائب الجبوري , وقد يظن السيد الحديثي نفسه إنّه يتحدّث لأناس لا يميّزون بين الناقة والجمل ولا بين الغّث والسمين من القول , ومن السهل خداعهم وتضليلهم بمجرد نفي ما ورد على لسان النائب الجبوري من محاولات لرئيس الوزراء لمساومته وإغراءه ببعض المناصب في الحكومة .
وإذا كان السيد سعد الحديثي يعتقد أنّ العراقيين صدّقوا نفيه لما ورد على لسان النائب هيثم الجبوري من محاولات لثنيه عن المضي في طلب استجواب رئيس الوزراء , فعليه بمراجعة نفسه وفحص قدراته العقلية , فذاكرة العراقيين لا زالت تحتفظ بعشرات التصريحات الكاذبة لرئيس الوزراء , فهل نسي الحديثي حديث رئيس الوزراء الكاذب حول وجود 50 ألف فضائي في أربعة فرق عسكرية حين أراد أن يسّقط سلفه نوري المالكي ويهيّج الشارع ضدّه ؟ أم نسي حديثه حول داعش حين قال لا يوجد بين أهل السنّة من يؤيد تنظيم داعش ؟ وإن كان الحديثي لا يعرف أسماء من أرسلهم رئيس الوزراء لمساومة النائب الجبوري وإغراءه , فعليه أن يسأل السيد علي والدكتور رضوان وأشرف الدهان ليتحقق بنفسه صدق ما صرّح به النائب الجبوري , والعراقيون أيها الحديثي ليسوا سذّجا كي يصدّقوا هذا النفي المهلهل , وإذا كنتم تتصوّرون أنّكم قادرون على استغفال العراقيين والضحك على عقولهم من خلال خلط الحقائق , فأنتم واهمون , وستثبت لكم الأيام من سيضحك في الآخر .