12 ديسمبر، 2024 2:57 ص

الغليان مستمر باسم العقائد

الغليان مستمر باسم العقائد

بأسم الايديولوجيات والمعتقدات والولاءات ظل دم المواطن الشرق اوسطي يغلي ويهدر ويتساقط البشر كأوراق الشجر ويذهب ادراج الريح
هذه البقعة الواسعة التي تمتد من المحيط الى الخليج تدفع الاثمان بسبب هول الصراعات تارة بسطوة اميركية استعمارية او بريطانية واسرائيلية او تركية وايرانية
قبل اكثر من ثلاثة قرون خضعت المنطقة لسيطرة الغرب سواء كان بريطاني اميركي فرنسي ايطالي جنبا الى جنب الامبراطورية العثمانية ومع بواكير القرن العشرين وانتهاء الحرب العالمية وبدء الاحتلال الغربي لعموم المنطقة لاسباب اقتصادية بالدرجة الاولى والذي واجه الرفض والثورات الشعبية الذي نتج عنه ما يسمى الاستقلال وتحول بعض الانظمةالى جمهوريات شكلية حيث ظاهرة الحكم الدكتاتوري كان هو السائد مثل الجزائر ومصر والسودان وسوريا والعراق وتونس  وليبا مع اضنظمة الخليج الدكتاتورية ولكن كانت اكثر عدلا مع شعوبها ولو اريد المقارنة لاتضح كان البون الشاسع بين المواطن الخليجي والمواطن في الجمهوريات الدكتاتورية التي ظلت تتلاعب بها الانقلابات القمعية وغياب الحريات وانتشار الفساد والثروات الخيالية لدى حكام هذه الدول
وفي الجانب الاخر ظلت تركيا وايران يتصارعان للاستحواذ على مناطق نفوذ
فشاه ايران كان شرطي الخليج الذي كان يهدد امن المنطقة من العراق الى دول الخليج والحال ينبطبق على تركيا
وما ان انتهت امبراطورية الشاه عام ١٩٧٩ واستبدل الحكم الى جمهورية حتى عادت هذه الامبراطورية ووفق دستورها تبني خططها على تحرير القدس واممية العالم تحت الشريعة الاسلامية والمذهب الشيعي  ومع عقد الامال على الثورة الاسلامية الاانها  انشغلت بالحرب العراقية الايرانية وتباين مواقفها تجاه الدول العربية   سرعان ما ان انتهت هذه الحرب كان المفروض ان تتجه للبناء الاقتصادي لما تملكه من ثروات ومساحة وشعب لكنها اتجهت للبناء العسكري والاسلحة النووية ومحاولة مد نفوذها المذهبي نحو مجموعة من الدول العربية والافريقية وخاصة دول الشرق الاوسط منها العراق ولبنان وسوريا واليمن  وجزء من فلسطين واستنزفت ربما كم هائل من مواردها للتدخل المباشر وبسط سطوتها على هذه الانظمة والامر هذا يذكرنا بالنفوذ السوفيتي الذي وصفه غورباتشوف بالعبثية اذ كان السوفيت يصنعون السوخوي ودبابة T72 والمواطن يتحسر على بنطلون الجينز ومع توسعهم بدعم الحركات الثورية كان الشعب يغلي ويغلي حتى انهار بليلة واحدة وانهارت هذه الامبراطورية وسقطت معها منظومة الدول الاشتراكية وتلاشت حركات التحرر وكما يتضح حسب التأريخ ان اي توسع افقي وفتوحات خارجية ترسم حتف النظام والدولة ولنا في التوسعات الاسلامية انموذجا لما تركته من انكسارات  واعتقد ان التجربة الايرانية مشابهة للتجربة السوفيتية
اقول كان بالامكان لايران ان تحذو حذو الصين والهند واندونيسيا ودول النمور والخليج بالبناء الاقتصادي بدلا من انغماسها في التوسع المذهبي والعقائدي
هاهي الدومينو تتساقط  من حماس لحزب الله الى سوريا وربما العراق واليمن وتذهب هذه الاحلام ادراج الريح لا بل ربما الانهيار يشمل ايران ذاتها
ان اميركا والغرب يسعيان للتوسع الاقتصادي بفعل ما يمتلاكانه من قوة فكل شئ هو وليد ونتاج الغرب منذ حقبة
من الكهرباء الى الطب والتعليم والطيران والبحار والسفن وصناعة الاسلحة الفتاكة وتقريبا كل الصناعات العالمية هي صناعة الغرب فالاجدر ايجاد مشتركات. اقتصادية تنهض بواقع الشعب
والسؤال من الاقوى الصين ام ايران والجواب حتما الصين اذن لماذا لا تلجأ الصين للزحف نحو تايوان واعتقد انها تبتلعها خلال ساعات لكنها تعول على وجودها الاقتصادي العالمي ولكي لا تشغل نفسها بحرب تأتي على اقتصادها بالدمار
وهنا اقول كان بامكان ايران ان تحذو هذه السياسة
وتتوجه لبناء ايران بدلا من هذا الانهيار العام لوضعها
ولقد دفعت حماس وحزب الله وسوريا والعراق الاثمان الجسيمة سيما من البشر جراء مبدأ وحدة الساحات ضد اسرائيل وبدلامن ذلك تشرد الاف من البشر وقتل الاف وانهارت سوريا وبالتالي بسط. الكيان الصهيوني نفوذه بالقوة الغاشمة على هذه الدول
هذه منطق العقل والسياسة لاجل بناء الانسان والاقرار بقرارات الامم المتحدة حيث لا مناص من ذلك ابدا ولا الكلاشنكوف تحرر الارض امام اعتى الاسلحة الفتاكة والفكر القمعي الجديد
حيث التمنيات ان يعيش مواطن الشرق مثلما يعيش الصيني والماليزي والسنغافوري والاندونيسي والاماراتي والسعودي والخليجي اذ يتمتع بامتيازات المواطنة والسفر والجوازات والدخل القومي للفرد اضعاف ما يعيشه الايراني والعراقي واللبناني والسوري واليمني
اذن متى تعي شعوبنا وقياداتنا هذه الحكمة لبناء هذه الاوطان