18 ديسمبر، 2024 7:54 م

الغلو في تفسير المجرب لا يجرب

الغلو في تفسير المجرب لا يجرب

اقتربت الانتخابات والجميع يعمل من اجل الفوز , لكن الفوز في العراق لا يأتي الا على سمعة وحطام الاخرين لا احد من المرشحين او اتباعهم يحاول ان يبرز عضلاته وما قام به من انجاز لصالح البلد و الجميع يحاول ان يحطم الجميع من اجل ان يبقى هو بمظهر المنتصر وفي الحقيقة هو مهزوم وخاسر اخر انما وقوفه وسط الركام لا يعني انه الأعلى كعبا بقدر ما يعني انه ربما الاقذر بينهم , حتى ما تدلي به المرجعية بهذا الخصوص يتم توظيفه من اجل تحقيق الفوز و الغنم بما يحمله كرسي النائب , قبل 3 سنوات اطلقت المرجعية الشريفة مقولة المجرب لا يجرب وهنا تلاقفتها عقول بسيطة وسط تكييف بما يخدم طبقة ما , ولي على هذه المقولة او لنكن دقيقين جدا لي على تفسير العوام لهذه المقولة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم بلا وعي او دراية :
1 – ان المرجعية الدينية الشريفة انما اطلقت المقولة ليس من باب الإفتاء انما من باب الرشاد وبهذا فهي ليست واجبة التطبيق انما يمكن لمن يريد العمل بها ولمن لا يريد العمل بها حرية مطلقة على ان يتحمل مسؤولية اختياره والناس ادرى بالمرشح الذي يعمل وقدم خدمة من عدمه .
2- ان المرجعية انما قالت ان المجرب لا يجرب لا تعني ان كل من شغل منصب نيابي او تنفيذي لا يمكن العودة لتجربته انما تعني ان المجرب وفشل في تجربته السابقة في تحقيق طموحات وتطلعات الناس فلا يمكن العودة لتجربته مرة أخرى لان سبب التجربة هو معرفة كون المجرب ناجح ام لا هو ما حصل بنتيجة التجربة الأولى فلم يعد بالإمكان العودة لتجربة من ثبت فشله و كذا ان تجربة شخص وثبت نجاحه في أداء مهامه الموكلة اليه انما يخرج هذا الشخص من دائرة التجربة لأنه سبق وان نجح في التجربة وبالتالي لا يمكن ان يتم اقصاء المجرب الناجح بحجة ان المجرب لا يجرب لان اقصاء الشخص الناجح سوف يعني اننا سوف نختار بدلا عنه شخص لم يثبت نجاحه بل قد يكون فاشلا وعليه ان مقولة المرجعية ان المجرب لا يجرب تعني ان الشخص المجرب ونجح في اختباره انما يتم اختياره مرة أخرى لان العقل يتعارض مع اقصاء الشخص الناجح.
3- مصاديق هذه المقولة الارشادية كثيرة لعل بعضها مؤلم وبعضها يبعث على الامل فان هناك نواب قدموا الكثير للناس والوطن وليس جبار اللعيبي بعيد عنهم وهو الذي دلت الأصوات التي حازها في الانتخابات الماضية على ما يتمتع به من شعبية كبيرة وجارفة , ربما يمكن القول ان مثل هذا المرشح لا مناص من تجديد الثقة به خصوصا اذا ما علمنا انه نال ما نال من العداء في الدورة الماضية والتي كانت مربكه نوعا ما بسبب كورونا أولا ووضع بعض النواب في أماكن لا علاقة لهم بها ومنهم جبار اللعيبي الذي وضعه رئيس البرلمان في لجنة الثقافة ولا اعلم ما علاقة خبير نفطي بالثقافة ان مضمون مقولة المجرب لا يجرب هو ان المجرب السيء لا يمكن إعادة تجربته لسبق معرفته بانه لا يعطي المرجو منه في جهد وطاقة وإخلاص واما المجرب الجيد فيمكن إعادة انتخابه لانه سبق تجربته وثبت نجاحه في عمله ,
فلا يمكن ان تطلب من طبيب ان يقوم بكتابة قصيدة شعر متقنه لانها في غير مجحال عمله وابداعه ولا يمكن ان تطلب من سائق ان يقوم بعملية جراحية لعدم توفر الاختصاص لذا فان رئاسة البرلمان كلفت العراق الكثير عبر اقصاء كافاءات وطاقات كبيرة نتيجة وضع الرجل في غير موضعه ثم تتسائل لماذا لم يقدم بعض النواب ما كان متوقعا منهم