23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

بالأمس وقفت بالباب تنتظر الإذن بالدخول 0
عجبت لمجيئها بل وفوجئت به لأن الذي حدث أمر عظيم وما جنت من ذنب لا يغتفر. لا املك أن اغفر وان عاتبت نفسي على جفوتها وان آلمني أن أرى الانكسار باديا عليها إذ أنساني صلفها بالأمس وجرمها الذي حطمت به بيتا كان لها ذات يوم وعائلة برئت من فعالها وما عاد لها من سبيل إلى أن تعود إليها .
أتراني ظالمة إذ لم استمع شكواها كاملة وأحاول أن اعرف سبب ما أقدمت عليه من جرم وما وصلت إليه من ضياع ولا أنكر أني قد حاولت ذلك لكنها تشبثت بأكاذيبها التي أوصلتها إلى ماهي عليه .
الحق إنني لم أزل متألمة لما هي عليه واطلب من ربي ضارعة أن يشملها بعنايته ويهديها سواء السبيل ويهيئ لها سببا يخرجها من محنتها فأن من يطلب من بارئه الغفران عليه أن لا يبخل به إذا ما طولب به من المخلوقين.
هل هي وحدها من تحتمل الإثم أو بالأحرى الجرم …لا أظن ذلك …لا شك أن هناك مجرم حقيقي لم تصل إليه العدالة شأنها في اغلب الحالات لكنها نالت من هذه المرأة وابنتها لأنهما أولا لم تقولا الحقيقة الكاملة ولم تشيرا بأصبع الاتهام لذلك المجرم إما خوفا منه أو أملا لا أظن أنهما محققتاه بعد كل الذي حدث فقد سخرهما لنيل بغيته وتركهما لينالا جزاء جريمته متنعما بالمال الحرام الذي جمعتاه له من أناس بذلوا المال أملا بالفائدة المرجاة يسوقهم سوط طمعهم غير ملتفتين إلى شرعية ما فعلوا أو أهليه من ائتمنوا.
أعماهم بريق الذهب فشملتهم الخيبة وباؤا بالخسران … أهي وحدها التي يجب أن تعاقب وقد عوقبت حقا إذ باتت طريدة الحياة ليس لها من بيت يؤويها أو آسرة تستقبلها وقد تنكروا لها بعد تلك المحنة التي كان لهم شأن كبير فيما وصلت إليه لقد نسوا وتناسوا كيف زينوا لها الخطأ وأيدوا عزمها على اقتراف اكبر الآثام في هذه الدنيا إلا وهو خيانة زوج طيب كان يؤثر أن يعيش معها رغم سوء خلقها وانعدام اهتمامها به كزوج لا لأجل شيء إلا أن يرعى ابنتيه اللتين حرص دائما على أن يقدم لهما كل ما يستطيع آب حنون أن يقدم ولكن ماذا قدما له بالمقابل لم تقدما له إلا الجحود متعذرتين بأنه رجل بسيط يعيش على عمله اليومي وكده لتحصيل الرزق الحلال الطيب فما كان ذلك ليرضيهما فكانتا تستصغران شأنه بل ربما دفعهما الغرور لإنكار أبوته لهما بل عملتا على أن تبعداه عن حياتهما نهائيا بافتعال المشاكل ومواجهتهما الوقحة له بكل صلف معتمدتين على طيبته وإنسانيته وكثير من الحنان الذي لم يكن خليقا بهما فخرج من حياتهما وان ظل يمدهم بما يستطيع من مال ويشهد الله أن خروجه من حياتهم كان لسبب اكبر من مجرد مشاكل عائليه واقول وليس ظنا أن هناك أمر عظيم ومشهد مبهم يثير تساؤل لم يجد جوابا شافيا مرضيا كان وراء ذلك الخروج الذي هيأ لتلك النفوس البائسة التمادي في الغي والاستمرار في الانحراف حتى صار هينا على فتاة بمثل ذلك العمر الغض أن تحتال بتلك الأساليب القذرة وتجمع من أموال الناس الذين وكما قلت آنفا دفعهم الطمع في فوائد موعودة أن يمنحوها ذلك المبلغ الهائل . ويظل السؤال الذي لم تجيبا عليه لحد هذه الساعة أين ذهب ذلك المال ولصالح من دفعتا حياتيهما وسمعتيهما وأمانتيهما وإنسانيتيهما ..سؤال لا أجد جوابه فهما مصرتان على أن لا تقولا الحقيقة .
إنه لأمر مريب تكاد تصوراتي المختلفة عنه تأخذني بعيدا إلى حيث ما لا تحمد عقباه وأكاد أصل بأصبع الاتهام إلى أطراف أخرى ويقوي ظني على ذلك الأمر الحوادث التي جرت والتي أدت إلى الفراق والخراب وحقا وكما قال الإمام علي عليه السلام بما معناه إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت عرفت…الحق آلمني إنني تصرفت بهذا الشكل ولم ابذل جهدا لأجل معرفة سبب مجيئها إلىَّ دون الآخرين حقا أنا آسفة ولكن ما ينفع هذا وعذري في هذا الأمر أنني لا اعرف أي شيء عن الموضوع وكأنه حدث في عالم آخر غير هذا العالم وهذا ما يجعلني أكثر حيرة واشد جهلا…وكأن يدا شديدة تطوي هذا الأمر ولا تترك مجالا للآخرين لمعرفة السبب مما يثير التساؤل والاستغراب …؟؟