23 ديسمبر، 2024 4:24 ص

الغضب العاجز لواشنطن

الغضب العاجز لواشنطن

أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها مرةً أخرى أن توجه سياستها الخارجية ليس على تسوية الأزمة السورية المستمرة فحسب بل على تحقيق المصالح الخاصة في المنطقة. أكثر من ذلك يواصل واشنطن تقديم المساعدة العسكرية للمعارضة السورية المعتدلة التي اتهموها مرارا على جرائم الحرب وقد انتقل إلى الهجوم الإعلامي ضد المنافسين الجيوسياسيين في الشرق الأوسط روسيا وإيران التي قامت بمكافحة الإرهاب في سوريا بنشاط.
قدمت عدد من الصحف الرائدة الأمريكية خبر مغادرة الطائرات الروسية قاعدة همدان الجوية الإيرانية بصفة برهان فتور في العلاقات بين موسكو وطهران التي انتقلت إلى أعلى مستوى في الآونة الأخيرة. كذلك يغضب التعاون الروسي الإيراني الوثيق والمثمر اللوبي الأمريكي ضمن النخبة السياسية الإيرانية وتأكده تصريحات بعض السياسيين الليبراليين المحليين (http://goo.gl/d0YZzP).
الجدير بالذكر أن لا يمكن أن يكون معطيات الاستخبارات الأمريكية التي استعمل بعض مؤلفين في مقالاتهم حجةً دامغةً لأن قد أصبحت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مصدر التضليل الإعلامي التي يحتاج إليها البيت الأبيض لتبرير سياستها الخارجية وتشويه سمعة المعارضين. أبدى جهاز الاستخبارات الأمريكي ضعف مستوى المهنية وقد أبلغ واشنطن عن التناقضات الحادة التي أظهرت نتيجتا لاستخدام البنية التحتية العسكرية الإيرانية من قبل الجانب الروسي. فنشرت وسائل الإعلام الغربية هذا الخبر فورا.ولكن وفقا لمصدرنا داخل وزارة الدفاع الإيرانية لا توجد أي التناقضات بين روسيا وإيران في مجال محاربة الإرهاب. “قبل الروس الدعوة اللطيفة من الجانب الإيراني الذي منح استخدام القاعدة الجوية لتنفيذ الهجمات على مواقع الإرهابيين في سوريا” يؤكد المصدر. “توجد لدى بلدينا خبرة التعاون الكبيرة وقد استخدم الطيران الروسي قاعدة همدان الجوية بشكل منتظم. ويمكن القول بالتأكيد أن نواصل التعاون في المستقبل”.
فيؤكد هذه المعلومات البيان الرسمي لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأن تحليق الطائرات الروسية من قاعدة همدان “لم يتوقف” فيمكن روسيا أن تستخدمها حتى وجود ضرورة فيها.
اليوم، تشعر الولايات المتحدة بخيبة الأمل والإحباط أن تنجح موسكو في تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط وفي حصول على الحلفاء الجديدة وفي توسيع مجال نفوذها. أما أمريكا وحلفاءها فلا يمكن أن نسمى الأعمال ضد الإرهاب ناجحا ولا تزال أهدافها المعلنة سابقا بعيدة عن تحقيقها كما كانت في العام الماضي. إن بهذا صدد سيواصل واشنطن اتخاذ محاولات تشويه طهران وموسكو وأعمالها المشتركة في مكافحة الإرهاب.