23 ديسمبر، 2024 2:36 ص

الغزو في عرف العربان

الغزو في عرف العربان

أذكرلمن فاته البيان بالزيارة التاريخية للرئيس الامريكي دونالد ترامب الى بيت آل سعـــود الذي اصطحب معه زوجته وابنته ايفانكا ذات الاطلالة الجميلة مرافقة لأبيها فضلا عن زوجها والتي تبدو عائلية أكثر مما هي رسمية والتي خلت من وزير الخارجية والدفاع الامريكان.

شكلت هذه الزيارة منعطف كبير في العلاقات القديمة الجديدة بين المملكة وأمريكا معاهدات أبرمت ..عقود صدقت ..وخيارات رسمت..وخلال هذه الزيارة ظهرت خصوصيات لم تمارس من قبل مع أي زعيم زار المملكة.. ففي قاعة الاستقبال اوضح الملك سلمان كيفية التعامل مع فنجان القهوة العربية ..وكيف شارك ترامب رقصة العرضة.. التي ربما هي مقتبسة من رقصة العراضة في العراق التي تمارسها بعض القبائل والعشائر خلال استقبال المعزين من عشائر أخرى بوفاة كبيرمقام.. أو شيخ عشيرة ..أو لمناسبة أخرى ..برفع الاعلام البيضاء والخضراء والحمراء والتلويح بالسيوف وترديد الاهازيج والهوسات بشعر معبر رائع يحيي القادمون ويمجد المناسبة بدبكات تهتز لها العكل وتتطاير الياشماغات .

من خلال هذه العلاقة والمودة وتذكراسقاطات الزيارة التي مضى عليها زمن قصير..نذكر عسى تنفع الذكرى المؤمنين من عربان الخليج التي تعمل وفق ما قيل [ من جهز غازيا فقد غزا ] ولذا هللت ورحبت في تجهيز المؤمن ترامب بما خف حمله وغلا ثمنه.

فاز بالسباق عائلة آل ســـــــــعود ومقربيها بامتياز الدفع الدولاري نقدا وعلى دفعات.. وكانت حصة ألأسد تكريم الرئيس وامرأته وابنته وصهرهم أبرام أكبر صفقة شراء أسلحة على مدى التاريخ بــ 360ملياردولار معدات حربية متنوعة و100ملياردولار تستثمر في تجديد البنى التحتية للولايات المتحدة الامريكية و100ملياردولار أخرى مصرف جيب للسيد ترامب وعائلته ..من غير الهديا البسيطة من الساعات المرصعة بالجواهر وألأحزمة والقلائد الذهبية والحلي والحلل .

ظاهر الزيارة كما دعا الرئيس الامريكي خلال القمة الخليجية الامريكية أو لقائه برؤساء دول مسلمة جمعت 50 بلد مسلم هي محاربة التطرف والارهاب .. ولكن المخفي غير المعلن.

من الوعود التي بذل كل هذا المال الذي لا يصدق من أجله ..هو محاربة وحصار ايران مجددا ومقاومة نفوذها لانها العدو الاول والرئيسي لحكام المملكة.

يذكرنا هذا الامر بموقف مماثل وليس بعيد عن ذاكرة الكثير من العرب والمسلمين.. عنما ساندت دول الخليج نظام صدام ليدافع عن البوابة الشرقية وأجزلت له العطاء من الاموال عندما فتحت ارصدة في بنوك الغرب لتمويل وشراء الاسلحة ..وبصدر رحب كانت اسراب الضحايا تعلب وترسل زرافات ووحدانا الى المقابر مقابل ما تعهدت به دول الخليج وعلى رأسها الكويت والسعودية .

هل تدخل امريكا رأسها في نفق الحرب مع ايران نيابة عن عرب الخليج كما فعل صدام عندما جند وحشد العيال من البسطاء ومنهم المال في حرب خاسرة.

المال نفسه وان كان بحجم اكبر.. الشبهة نفسها.. والالتباس في الحق نفسه.. وهنا تضع دول الخليج نفسها وألآخرين في بذل الاموال مرة أخرى في حيرة وشبهة الذهاب الى المهلكة !!

يبقى لاسرائيل التي تبغي في الارض بغير حق ..كلمة الفصل.. وطريق ضلالة ..في ميلها لتوريط العالم في اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة .