9 أبريل، 2024 3:52 ص
Search
Close this search box.

الغزو الفضائي العراقي ….؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان ياما كان في دولة جمهورية العراق وزير شبعان ….. بلغه عن طريق حاشيته الشرفاء ….؟
 ان الموظفين يعانون من مشاكل في النقل  … وان الموظفين متذمرين  والسواق يهددون بالاضراب …. ولما كان لكل مدير عام مخصص له سيارة وسائق …ارسل الوزير لمدير مكتبه وقال له بلغ السادة المدراء العامين ..اني منعت عنهم استخدام السيارات  المخصصة لهم  واعتبارا من اليوم يذهبون  بسيارات الموظفين …وقد منح سواق السيارت المخصصة للمدراء العامين اجازة اجبارية لمدة ثلاثة ايام …. قام مدير المكتب بتبليغ السادة المدراء  العامين بامر الوزير …..فساد الهرج والمرج وتجمع الموظفين وهم يتندرون وذاك يضحك والاخر يقول …حيل بيهم ….اما المدراء العامون فانهم تجمعوا بمكتب السيد الوكيل الاداري …..اشلون احنا نتساوى بالموظفين …. والاخر يقول … والله فلا انفذ الامر لو حتى اتعاقب ….اما البعض من العقلاء وللامانة كان هؤلاء من المسلكيين …فقالوا  يا جماعة خلي نستدعي مسؤؤل النقل ونحل مشاكل النقل للموظفين والسواق  …. اما الوكيل …فقال اللي مينفذ امر الوزير سيتعرض للمسالة الادارية وانصحكم بالذهاب الى مكاتبكم فورا والا سمع الوزير  ….سارعو الى الذهاب الى مكاتبهم وفي اقل من نص ساعة ابلغوا السيد الوكيل ان خطوط نقل الموظفين قد حلت وتم حل جميع المشاكل …. بشكل مرتب ولم يترك موظف الا وشمل بالنقل وانصف السواق  …..لكن الوكيل اصر على تنفيذ امر الوزير …. وما كان امامهم الا تنفيذ امر الوزير ….وفعلا تم تنفيذ الامر وتم تنظيم الخطوط بشكل مرتب جدا …وكان المدراء العامين .. اول الصاعدين في الخط واخر الواصلين الى بيوتهم … ولمدة ثلاثة ايام …تفاعل المدراء العامين مع المشكلة وتمكنوا من حل جميع الاشكالات التي كانت تواجه الموظفين والسواق معا ……ومن ذلك التاريخ لم تحدث مشكلة ولم نسمع بموظف او موظفة او سائق …. يتذمر ….اضافة الى ان هذه التجربة خلقت تفاعلا انسانيا وعلاقات متينة بين الجميع ….. هذه الحادثة تذكرتها وانا استمع الى شكوى المواطنين من عدم رؤية السادة النواب الذين انتخبوهم وتغييرهم لارقام موبايلاتهم وانتقال عوائلهم الى السكن في المنطقة الخضراء او خارج العراق في العواصم الاكثر استقرارا لا بل التحاق اولادهم للدراسة في جامعات تلك الدول مما يضطر هم الى السفر لعوائلهم مرة او مرتين في الاسبوع لتلك الدول للاطمئنان على عوائلهم …. ذلك كله بسبب الرواتب العالية جدا والامتيازات التي لم يكونوا ليحلمون بها …. وهذا ينطبق على الوزراء والمدراء العامون والوكلاء ….اي ان الانظمة تنقل هؤلاء مثل ما يقول المثل العراقي من ( الطهارة الى المنارة ) ….وبالتالي هذه الامتيازات تخلق هوة عميقة بين المواطن وبين السادة النواب والوزراء   …..
لم يتجرأ احدا على  مراجعة للامتيازات التي منحها لهم الحاكم الامريكي بريمر للطبقة السياسية الحاكمة  …. ولن تمس ابدا ولم يتطرق لها احدا وهذا يسري على رواتب وامتيازات رؤساء الوزارة والرئيس ونوابه  ……..في حين المواطنين يعانون من اشد انواع الظلم بظل ديمقراطية عرجاء لم تنتج لنا الا دولة فاشلة في كل شيء ……
 الحل الوحيد هو في الاصلاح  …… واول هذه الاصلاحات  هو مراجعة شاملة للامتيازات والرواتب وجعلها  ….؟ اسوة بباقي العالم ….. لانهم في العراق الديمقراطي  يتقاضون رواتب وامتيازات فضائية …ومشاهدة واحدة في المصارف تجد ان  التعامل  لا يتم عن طريق الحقائب السمسونايت الانيقة وانما بالكواني … ويتم ذلك امام امام انظار المواطنيين الحاسدة والحاقدة وحسرات المتقاعدين   ….. وهذه المناصب الفضائية والامتيازات الفضائية  انسحبت على الكثير من القطاعات  …..؟ فلقد تحول نتيجة هذه الاجراءات ….الزبال والجندي والموظف والوزير والنائب  الى فضائيين   …. واحتمال غزو المريخ او زحل من قبل العراقيين اصبح قريبا جدا   …. في الوقت اللي يحتاج  العراق الى اناس  على الارض يعملون من اجل الاصلاح  ……؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب