في الماضي كنا نستغرب من تحذير العلماء والمفكرين الإسلاميين حين طرحوا موضوع ” الغزو الثقافي” وحذروا الناس من تبعاته الكارثية على بنية المجتمعات المراد تفكيك ثوابتها الدينية والأخلاقية
كنا نقول إن هؤلاء المفكرين لايريدون ” الخير والعلم” لنا بل يريدون أن نبقى متخلفين وغير مضطلعين على ما تبثه قيم الحضارة والتقدم الإنساني ” النبيل” للبشرية وأخذنا نشتم هؤلاء ليلا ونهارا متهمينهم بالتخلف والرجعية
وها نحن اليوم نذوق طعم هذا الغزو الذي بدأ ينخر بأجسادنا نخرا يصعب التخلص منه
لقد أصبح المجتمع العراقي رهينة بيد ” مشاهير التكتك” وهم قادرون على توصيل ما يريدون إيصاله من خلال فيديو قصير مدته ٣٠ ثانية فقط وترى القطيع تتداوله ب” فخر” وكأنهم يحفظون نصا مقدسا أو معلقة من معلقات الشعر العربي الأصيل
للأسف بات الأشخاص الذين لايتابعون مثل تلك البرامج الإنحطاطية متخلفين من وجهة نظر” التكتكيين” الذين لم يتركوا سيئة إلا ونشروها في المجتمع
نحن اليوم أمام غزو أشد خطرا من أي غزو بري أو جوي أو إقتصادي نحن أمام غزو يستهدف عقول أبنائنا ويجرهم جرا نحو الرذيلة والإنحطاط ونحن نتفرج من دون أن تكون لنا مواقف جادة لإيقاف هذا الغزو
حين يدخل الشخص لموقع” التكتك” يجد أمامه مالذ وطاب من الرذيلة والإنحطاط الخلقي والترويج العلني لتصرفات بعيدة كل البعد عن التصرفات السوية التي نشأنا عليها، فكيف يقاوم أبناؤنا الصغار مثل تلك البرامج وهم يمتلكون أرقى الهواتف الذكية التي تتيح لهم الدخول إلى أي برنامج من خلال ضغطة زر واحدة؟
لقد بدأ مطلقو تلك البرامج بحصد أهدافهم المسمومة فهم إستطاعوا من خلال سنوات قليلة أن يسمموا أفكار شبابنا وجعلوهم ينفرون من الثوابت والقيم الدينية التي تبني الإنسان وتجعله سويا ومحترما
على المجتمع والحكومة واجب أخلاقي كبير للوقوف أمام هذا الغزو لإنقاذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.