22 ديسمبر، 2024 1:43 م

الغزو الأمريكي للعراق 2003

الغزو الأمريكي للعراق 2003

أيّها ألأخوة والأخوات من أبناء وطننا الحبيب ، تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى عصيبة على الوطنيين الأحرار الذين كان لنا موقف نفخر به ولم ندّنس تاريخنا النضالي بالمشاركة في الجريمة النكراء مع أكثر من 180 ألف جندي أجنبي دنّسوا أرض وطننا العزيز باحتلالهم الغاشم والذي بدأت عملياته العسكرية بدءاً من الجوية في التاسع عشر من آذار 2003. في مثل هذه المناسبة لابد لنا من تذكير من لايميزون بين أهل الحق والباطل ، بين المعارض الثابت في مواقفه الوطنية ولايتخذ من معارضته ضد نظام صدام حسين حجة او عذرا للمشاركة او القبول بالاحتلال الأجنبي. شرف الخصومة كنّا من السبّاقين له حيث لم نلتحق بركب العار مع المعارضة في الخارج. بل وقفنا بكل وضوح في إحدى الندوات الجماهيرية التي أقامتها مجموعة من الضباط العراقيين المعارضين في مدينة ديربورن بولاية مشيكان وحذرنا من ألاعيب السياسة الأمريكية وما الذي سيجنيه الشعب من شعارهم تحرير العراق؟ لقد ترفّعنا عن إغراءات المال والسلطة عندما عُرضت علينا فرصة الذهاب مع الجيش الامريكي للدخول الى العراق مع المجموعة التي تُشرف على قيادة محافظات العراق بعد إنهاء سلطة النظام الحاكم وأعني به نظام صدام حسين وكان يُفترض أن أتولى محافظة واسط ، بعد الذهاب الى العاصمة واشنطن ثم السفر الى الكويت ومنه الانطلاق مع الركب العميل. في مثل هكذا مناسبة لابد لي من تذكير الأخوة والاخوات من العراقيين في الداخل والخارج بهذه المواقف ليميزوا بين المدّعي الأفّاق والصادق الثابت على مواقفه. السياسة ليست كما يتصورها السذّج فن الألاعيب او الغاية تبرر الوسيلة فلو كانت كذلك لما يُطرح مبدأ القيم الأخلاقية في العلاقات الدولية او السياسة الدولية.إن أفضل وأبرع من طبّق مبدا الغاية تبرر الوسيلة هي الجماعات الاسلامية المنافقة التي حكمت العراق بفضل عمالتهم للمحتلين الأمريكي والايراني.وبادر الدور الجماعات الاسلامية التكفيرية تحت عنوان مقاومة المحتل الامريكي والروافض كما يسمّونهم ، فقد أدخلوا العراق في دوّامة العنف الطائفي مع شرذمة من الجهلة واللصوص من جيش المهدي ، وكانوا يُعيبون على القاعدة وطاليبان جرائمهم في أفغانستان ولكنهم لايقلون عنهم خسّة وبشاعة في القتل والترهيب وهذا من نتائج الغزو الامريكي للعراق وبداية التمدد الايراني . إننا وحين نستذكّر وإياكم المراحل الأولى للغزو الأجنبي فنذكّر الأحرار بدورهم الذي لابد أن يكون مكملاً لمن سبقهم في مقاومة كافة صنوف الاحتلال والهيمنة الأجنبية وهذه المرّة نرفعُ شعار المقاومة الوطنية. ندعوهم الى قراءة ثورية واعية لجميع حركات التحرر في العالم كيف حقّقوا الاستقلال والنهضة الوطنية في بلدانهم. هذا جزء مما ندعوا اليه حيث المناعة الفكرية والحصانة الوطنيّة التي كثيرا ما نؤكد عليهما. كما نؤكد من أننا لن نحيد عن أهداف رؤيتنا لعراق المستقبل وهذا لن يتحقق الا بتوحيد الجهود المخلصة. فمن فجّر حركة الاحتجاجات المدنية وصعّد في مواقفه قادر على تحقيق المرحلة الثالثة وهي ليست ببعيدة عن المخلصين الأوفياء. كونوا  كما عهدناكم فالله يتولّى الصالحين.