عندما وقعت إحداث 11سبتمبر كانت إيران قد خطت خطوات كبيرة في إطار تعزيز دورها الإقليمي، خاصة بعد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان ، حيث توسع نفوذ إيران في لبنان سياسياً وعسكرياً، بالإضافة إلى الحلف الاستراتيجي الذي يربط طهران بدمشق، وما إن سقط البرجان في نيويورك وحصلت المفاجئة المذهلة التي هزت أمريكا حتى سارعت إيران لاستغلال الأحداث بما يحقق أطماعها وأحلامها في توسيع دورها الإقليمي وتعزيز وجودها الدولي.
وعندما وجهت أمريكا الاتهامات لحكومة طالبان في أفغانستان وتنظيم القاعدة قدمت إيران يد المساعدة مشجعة أمريكا على الانتقام من الإرهابيين والظلاميين الذين يحكمون كابل وقندهار، فقدمت إيران كل التسهيلات والمساعدات لغزو أفغانستان واحتلالها من قبل القوات الأمريكية والصليبية، والمساعدات التي قدمتها إيران عجلت بسقوط كابول بيد القوات الغازية، بل إن أمريكا لم تكن قادرة على غزو أفغانستان وإسقاط طالبان لولا التعاون الإيراني، وهذا ما صرح به غير واحد من الساسة الإيرانيين! وهم يمنون على أمريكا ويذكرونها بكل أنواع الدعم العسكري واللوجستي إضافة إلى فتح الحدود على مصراعيها لقوات الغزواالامريكي بل وقامت طهران بعد ذلك بتمويل وافتتاح الطريق البري بين الدولتين لتسهيل التدخل في الشوون الافغانيه وبسط النفوذ الايراني في بعض مناطق الافغانيه وهي قليله وكانت ايران اول دولة تفتح سفارتها في كابول عقب احتلالها مباشرة ولما كانت افغانستان هي المحطة الاولى والمهمة السهلة للسياسه الايرانيه فقد ادخرت الكثير من الجهود والاموال والسلاح والعتاد والخطط للمشروع الكبير والعمل العظيم لاحتلال العراق والمشاركة مع الولايات المتحدة في كل ماحدث ويحدث في هذا البلد ورغم كل المحاولات التي تبذلها إيران لطمأنة دول الخليج العربي بعدم وجود نوايا سيئة تجاه هذه الدول إلا أن المخاوف الخليجية تتزايد من الأطماع الإيرانية، خاصة وأن حكام طهران يصرون على تسمية الخليج العربي بالفارسي ويواصلون احتلال ثلاث جزر إمارتية، بالإضافة إلى المخاوف من المشروع النووي الإيراني الذي يهدد دول المنطقة كاملة، وفي مقدمتها الدول الخليجية، نظرا لقرب الحدود مع إيران. والكويت تحديدا أبدت أكثر من مره تخوفها من محطة بوشهر النووية سواء من حيث الإشعاعات أو من حيث التهديد المحتمل، وأخطر من كل هذا إن إيران أعلنت وعبر المرشد الأعلى وكبار المسئولين عن أن أي هجوم أمريكي على إيران سوف يؤدي إلى ردة فعل عنيفة، ومنها ضرب المصالح الأمريكية في دول الخليج، وبالتالي ضرب هذه الدول الصغيرة والقريبة والضعيفة!
ولا شك أن منطقة الخليج العربي من أهم مناطق الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أن إيران تتفوق على دول الخليج عسكريا وصناعيا وسكانيا (73 مليون نسمة عدد سكان إيران، مقابل 51 مليون عدد سكان دول الخليج + العراق)! وفوق ذلك إيران لا تعترف بمجلس التعاون لدول الخليج العربي وتتعامل مع هذه الدول بصورة انفرادية، فليس من مصلحتها التعامل مع تكتل سياسي وجغرافي ومذهبي، وإنما التعامل مع كل دولة على حدة، وإذا أضفنا إلى هذا أن إيران اليوم أصبحت قوة نووية -اعترفنا أو لم نعترف بذلك- فإن منطق أنها قوة نووية يعطيها القوة بأن تصبح قوة إقليمية بلا جدال! هذا إذا لم تصبح قوة دولية
وحسب بعض المراقبين فإن المفاوضات التي تدور بين إيران والاتحاد الأوروبي وأمريكا ليس حول سلاحها النووي وإنما حول دورها الإقليمي، وأن تتم تسوية أزمات المنطقة وفق هذا الدور الإقليمي لإيران، سواء مشكلة العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، ، فإيران تمارس دوراً إقليمياً بالمنطقة، ودور طائفيا كذلك! بمعني إن إيران بالفعل اليوم وبفضل تشرذم العرب وتخلفهم وبعد سقوط الدولة العراقية أصبحت القوة الإقليمية الأولى في المنطقة ومن أهم وأبرز القوى الدولية، وأغرب ما في هذا السياق أن إيران ترفض الاعتراف بمجلس التعاون الخليجي وتطرح بصورة سرية رغبتها ضم العراق إلى هذا المجلس بعد إسقاط نظام صدام، أي دخول العراق في هذا التحالف الخليجي، وبالتالي العمل على ضم إيران مستقبلاً إلى هذا التكتل بدلا عن اليمن، ففي حال رفضت السعودية من ناحية مذهبية هذه العروض فيمكن فصلها عن دول المجلس وتقوم إيران بسد الفراغ الذي تتركه السعودية من حيث النفوذ والأهمية!
هذه معطيات واقعيه وحفائق فعليه ولاشك ان تاخير انضمام اليمن الى دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى الاختلالات السكانيه التي تعاني منها الدول تشجع ايران على اي مغامرة مستقبليه لتوسيع نفوذها وتعميق دورها الاقليمي على خليج تعتبره فارسي
لذلك فالغزل الامريكي الايراني كان ولايزال غزل مبطن ولصالح خدمة الطرفين على حساب مصالح المنطقة فكل الموشرات والدلائل تشير الى تحالف خفي بين الولايات المتحدة وايران وهو اقوى بدون شك من التحالف الامريكي مع دول الخليج وبالخصوص قطر والسعوديه والذي اصبح بلاشك تحالف هرم ولايفي بالغرض فياترى اي التحالفين سيكون اقوى وايهما سيكون اكثر تمثيلا وحفظا على المصالح الامريكيه في المنطقة لان المتتبع للاحداث يرى ان كلا التحالفين هو لخدمة الامريكان والصهاينه ولتثبيت سيطرتهم على المنطقة عبر اختلاق المشاكل والازمات الطائفيه والتوتر بكل انواعه .