15 أبريل، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

الغزاةُ يقتلون العرب ويبقون على الأعاجم، إستراتيجية مستمرة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن استهداف المنظومة العربية ( أرضًا وشعبًا وهويةً وحضارةً)، لم يأتي من فراغ، وإنما هو إستراتيجية قديمة ومستمرة وضعها الأعداء، بل هو عقيدة ثابتة يؤمنون بها وماضون على ترجمتها إلى واقع حي ومُعاشْ، وقد ساعدهم على ذلك المتأسلمون الذين عمدوا على طمس الهوية العربية وقتل الشعور العروبي لدى المواطن ، حينما اعتبروا إن التمسك والاعتزاز بالهوية العربية وما يرتبط بها، ضرب من التعصب المخالف للشريعة حسب زعمهم ، بيد أن الحقيقة خلاف ذلك تمامًا لأن الاعتزاز بالعربية هو من صميم الدين والتدين…
ولذلك كانت ولا تزال المنطقة العربية محطَّ أطماع واستهداف، باعتبارها مهبط الديانات السماوية، ومركز الثروات الطبيعية، فضلاً عن الأهمية الجيوسياسية لدولها، وهو ما يدفع دائماً بالرغبة في السيطرة عليها وتحويلها إلى امتداد طبيعي لأعدائها.
إن الجاذبية التي تتمتع بها المنظومة العربية هي أحد أسرار المدّ الأجنبي فيها والرغبة الجامحة في إضعافها والهيمنة عليها حتى تبقى متاحة لمن يريد السيطرة على مقدرات العالم وتوجيه مسار الأحداث لخدمة أهدافه ومصالح دولته.
ومن مظاهر ذلك الاستهداف هو قتل المفكرين والقيادات المخلصة أو تهميشهم وتغييبهم وإبعادهم عن القواعد الشعبية واستبدالهم بغيرهم من الأعاجم، وهذا عين ما تفعله قوى الاستكبار والمحتلين الغزاة على طول الخط والزمان،
وقد أشار إلى هذه الحقيقة احد المحققين المعاصرين في تعليق له على ما نقله ابن الأثير، حيث قال المحقق في إحدى محاضراته من على النت :
((…قال الذهبي: (كان هولاكو قد قصد الالموت، وهو معقل الباطنية الأعظم، وبها المقدم علاء الدين محمد بن جلال الدين حسن المنتسب إلى نزار ابن المستنصر ابن الظاهر ابن الحاكم العبيدي الباطني، فتوفي علاء الدين وقام بعده ابنه شمس الشموس، فنزل إلى هولاكو بإشارة النصير الطوسي، وكان النصير عنده وعند أبيه من قبل، فقتل هولاكو شمس الشموس عليه واخذ بلاده واخذ الروم وأبقى بها ركن الدين ابن غياث الدين كيخسرو صورة بلا معني والحكم والتصرف لغيره )
فعلق المحقق المعاصر :
(( تعليق: ا..ب..و: اقل ما يثبت به من كلام الذهبي أن هولاكو قتل الحاكم الإسماعيلي ( الشيعي) العربي وأباد أتباعه فيما أبقى على الحاكم السلجوقي التيمي التركي غير العربي بل وأبقاه في منصبه !!!، والحليم تكفيه الإشارة)). انتهى تعليق المحقق المعاصر.
وأما في وقتنا الحاضر فقد اتخذ الاستهداف أشكالا وصورا متعددة وبشعة فالقتل أو التهميش أو التغييب يلاحق القيادات والمفكرين والكفاءات الوطنية العربية، وفي المقابل تمكين وتسليط الأعاجم، فصار الأعاجم أسياد البلاد والعباد، وابن البلد والعروبة مشرد ومطارد، وكل هذه جرى ويجري بتدبير وتخطيط وتنفيذ الغزاة والمحتلين ودول الاستكبار، والكارثة تحت مظلة الدين وباسم الدين!!!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب