23 ديسمبر، 2024 2:59 ص

الغريب و ميكافيلي وكونفوشيوس

الغريب و ميكافيلي وكونفوشيوس

دائما يساورني الظن بان هناك من يتعقبني ..اينما سرت , عيونا ما ترقبني اينما مضيت وجوها ما تطالعني تفرض علي ان اجيب اسئلة شتى ربما تناولت ادق تفاصيل حياتي .ادركت ان في الامر سرا ما ربما لا نني وفدت الى هذا المكان حديثا فانا غريب والغرباء غير مرحب بهم بل وتحاك حولهم الاحاديث والاقاويل وعليهم دائما الاجابة عن الاسئلة الموجهة لهم على ان تكون صريحة وفصيحة ولا مجال للنقاش في اي اعتراض .
هل اقول لهم الحقيقة…؟ ان ذلك يجعلني في نظرهم مخلوقا غير سوي فحقيقتي بحسب اعرافهم خارجة على نظام الحكم الذي يقدسونه ويعتبرونه اهم ما يوجب لهم الالتزام به ,على انه لا يعني بالنسيبة لي الا وهم زائف وخيال مريض .. فماذا يعني تعلقهم بصنم صنع في غرف متنفذيهم المغلقة والتي لا يصل اليها ضوء الشمس والبسوه أوراق مطامعهم ملونة بحسب الامزجة والميول وهي كثيرة ومتشعبة تكلل بتاج عظيم من مصالحهم الشخصية تتطاول احيانا حتى تكاد تضل كل ما تمتد اليه من ذوات حية أو غير حية ..
اعرف دائهم ..وهو وبيل وكان سببا هاما في فناء الامم والشعوب على مر الاجيال بل مذ خلق الله تعالى ابانا ونيبنا آدم عليه السلام وعصى ربه الجليل رغبة في مصلحة مكتسبة بعد استماعه كلمات سوء من ابليس الحاسد كما تحدثت بذلك الكتب السماوية المقدسة.
اجل اعرف دائهم الذي يسمى المصلحة الشخصية والتي تسحق كل شيء للوصول الى اهدافها حسنها وسيئها وهم يسيرون وفق مبادئ مكافيلي الذي يعطي الحق للملك بأن يحقق اهدافه حتى ولو كان على حساب جبل من الجماجم وهم ناجحون ومميزون في هذا الجانب إذ جعلوا من كل شيء حي صورة بغير حياة ..
لا لن افصح لهم عن حقيقة اعتقادي ولكني سأحاربهم بسلاح ماض وهو ان اقول الحقيقة التي يراد لها الزيف واتحدث الى الجموع الغفيرة التي اضلها خداعهم وافتح نوافد الغرف المغلقة ليتسلل لها نور الشمس الساطع فهذا كفيل بازلة العمى عن عيونهم واحادثهم بحديث الروح المخلص لتستفيق عقولهم ويزال الرين عن
قلوبهم ولكني لن افصح لهم ابدا ان هدفي الاول من وفودي اليهم هو ان اساعدهم لمعرفة الحقيقة …حقيقة دائهم الوبيل ( المصلحة الشخصية) وصنمهم الذي يعبدون وقد تلوموني على هذا التصرف وتقولون اني ايضا امارس الخداع واتخذه سبيلا للوصول الى هدفي …على ان الامر هنا مختلف من واقع النوايا الصادقة وهدف المصلحة العامة فانا اخالف اعتقاد ميكافيلي واعمل بعقيدة كونفوشيوس الذي اوصى مريديه في احدى حكمه قائلا ( اعمل بصمت ودع عملك يتكلم )وهكذا احسب نفسي غير مجانب للحق فما لا اتمناه لنفسي من الجهل لا اتمناه لغيري وهذه حكمة اخرى للفيلسوف المعلم اقتدي بها واعمل بموجبها.