منذ عام 2003 ، لا تبارح وجوه الفاسدين شاشات الفضائيات ، تارة يتكلمون عن العملية السياسية وضرورة الحفاظ عليها ، وتارة يدافعون عن الإسلام السياسي محاولين جعل المواطن عدوا للدين الحنيف، ، وتارة يتهمون الغرب بمعاناة إيران ومنها معاداة الدين الإسلامي ، وكثيرا ما يشيرون إلى الفاسدين والفساد وهم من غلاة قوم الفاسدين ، والمواطن البسيط يتساءل في كل مكان نذهب اليه، اذا كان فلان غير فاسد وينتقد الفساد ، وعلان لاشائبة عليه ، من هو الفاسد .إذن.؟ هل هناك جنود من الجن تختلس المال العام . هل هناك إنسان خفي يعمل على تدهور البلد .؟
ان المشكلة لدى السياسيين العراقيين أنهم يعتقدون أن سكوت السواد الأعظم من الناس على أدائهم ان الشعب راض عنهم، او انه في موقع المؤيد لترهاتهم، والخطر كل الخطر في اعتقاد كهذا ،لان الشعب ظل ساكتا على تصرف نوري السعيد والوصي عبد الاله ، وبمجرد إعلان البيان الاؤل لثورة 14تموز عام 1958انطلق الناس نحو مساكن المسؤولين ليطيحوا بهم قبل افراد القوات المسلحة الثائرة وتم سحل من كان عدوا للناس. لقد ظهر الكثير من الفاسدين على شاشة هذه القناة او تلك وهو يملأ الفضاء صراخا بان ليس هناك فساد بهذه الصورة المعتمة ، والحق الحق فساد الجميع ممن تصدى للعملية السياسية بلا استثناء منذ السقوط الحق كل هذا الضرر الذي جر البلد الى التخلف وقضى حتى على بدايات الحضارة التي كان يتمتع بها العراق ، الذي كان في مقدمة الدول العربية ودول الجوار في كثير من حقول التنمية.فلقد كان العراق في مقدمة الدول المشار إليها في مستوى الأجور ، وكان متقدما جدا في مسألة الخدمات الصحية ، وكان شهادته العلمية مقبولة لدى الكثير من دول العالم ، وكانت نسبة الإعمار متقدمة جدا وكانت بغداد على سبيل المثال تعد من العواصم التي يسافر إليها الكثير من السياح ،ووو، واليوم نحن نتوجه إلى الاردن ، او تركيا او إيران ، طالبين العطف والشفقة لا لشئ إلا لأن أموالنا سرقتها قياداتنا ، إلا لأننا قبلنا بكم أيها المتصابين على الشاشات كقادة لبلد كان يمكن أن يكون في مستوى دول أوربا لولا رعونة رأس النظام السابق ورعونتكم انتم وولاءاتكم لدول لا تريد للعراق الخير ، فالخير ان تنسحبوا على التوالي وتدريجيا من الفضائيات والساحة وترك الامور للمثقفين والتقنيين والوطنيين الذين يملؤون اليوم دول المهجر ، فلم يعد دفاعكم بكاف عن حجب الحقائق عن الناس ، ولم يعد لكم مكان في بلد كنتم سببا في تدميره….