المشروع الإسرائيلي لمحاولة إغراق غزّة بمياه البحر المتوسّط والذي بدأ بمحاولةٍ تجريبية بنصب 5 مضخات عملاقة لسحب مياه البحر , فهو والى نسبةٍ تدنو الى نحو % 50 ” وسواء اكثر او اقل ” فأنّه من الزاوية الهندسية التجريدية وكأنه اقرب الى حدٍ ما من الخيال السياسي للقيادة الإسرائيلية .! , اذ بجانب التقديرات الفنية الأولية بأنّ مدة الإغراق قد تستغرق سنتين ونيف , ومع أنّ الغارات الجوية السنوية الإسرائيلية طوال اكثر من 70 يوماً على غزّة قد حوّلت مناطقاً ومجمعاتٍ وابراجٍ سكنيةٍ الى اكوامٍ مرتفعة من الأنقاض والأطلال وبعضها اقرب الى التلال , ممّا يعرقل عملية الغرق والإغراق في طرقٍ شتى ومتباينة , وبما قد تستفيد منه قوات حماس تحت الأرض لوجستياً وهندسياً بالإتجاه المعاكس بشكلٍ او بآخر , ومع ما معروف مسبقاً بأنّ حكومة نتنياهو لها اهداف مزدوجة في ” الإغراق ” , واحدى تلكُنّ الأهداف هي دفع سكّان المدينة للخروج منها والإتجاه القسري المفترض الى سيناء المصرية .!
لكنّ كُلّ ذلك في ” كوم ” حسب التعبير المصري وسواه عربياً ايضاً , أمّا الكَوم الآخر الستراتيجي من الزاوية الساخرة , فكيف ستتحرّك الدبابات الإسرائيلية والمدرعات والآليات العسكرية الأخرى في المياه المستوردة من البحر , مع تحرّك جنود المشاة والكوماندوس ولوجستيات نقل الذخيرة والغذاء لتلك القوات ” والتي معظمها قد لا تجيد السباحة .! ” , هل ستجري حركة الجند في هذه المدينة الغارقة , عبرَ الزوارق المطاطية او الخشبية .؟ ممّا يجعل اصطيادهم اكثر سهولة لمقاتلي حماس من بينَ ثغرات وفتحات الأنقاض المهدّمة , أمْ او أنّ المشروع الإسرائيلي سيحوّل غزة الى ” فينيسيا ” عسكرية او بمدينة ” البندقية ” وفق المصطلح العربي .!؟