23 ديسمبر، 2024 12:46 م

الغرق في وحل الصراع السياسي

الغرق في وحل الصراع السياسي

نقدس الرصاصة التي تنطلق بسرعة, وتخترق كل المعوقات التي تقف في مسارها, لتصيب الهدف لغرض تحرير الأرض, أو تحرير الإنسان, من مغبة الغير من الفاسدين والفاشلين .
     امتزاج الإنسان بالسلاح الشخصي, ومنهم الساسة في العراق, من قليلي الوعي والثقافة, تمنحهم الطمأنينة والارتياح, لعزلتهم عن المجتمع, وشعورهم بالذنب, تجاه شعبهم الذي تحول من مناصرهم إلى عدوهم .
   كان في عهد النظام السابق, ورئيسه المقبور, يستخدم سلاحه الشخصي, لتكميم الأفواه عند لقائه بالساسة, لفرض إرادته على الجميع, مهما كانت مستوياتهم العلمية والثقافية, سواء كانوا أساتذة أو علماء, يفوقونه بكل شيء, يمتنعون عن الرد, حفاظا على أرواحهم .
    بعد انجلاء الغمامة السوداء, والطاغية من العراق, التي طال أمدها ثلاثون عام, من التكبر والاستبداد في الرأي, على حساب أبناء البلد, وأكثرهم ظلم شيعتنا, استبشرنا خيرا بالديمقراطية, وحرية الرأي والنقاش والحوار المفتوح, بعيدا عن الهمجية والتعصب .
    استطاع الشعب اختيار ممثليه بالانتخابات الحرة, بصفتهم أكثر وعي وثقافة وحرص على حب الوطن, وعلى مبدأ حب لأخيك ما تحب لنفسك .
    انفرد بعض الأفراد والكتل والأحزاب, بحب الذات والبحث عن المصالح الشخصية, والابتعاد عن الإطار السياسي المرسوم, لخدمة البلد بمسافات لافته للنظر, وخلق فجوات بينها وبين الآخر, استطاع عدونا استغلالها .
     أخترقهم من خلالها وبث التفرقة في نفوسهم, ليدفع بالعراق إلى شفا الهاوية, بعدما أصبح قويا, بفضل المرجعية وأبنائها من القادة السياسيين, وتنصلت أمريكا عن موقفها المدافع عن مصالح العراق, والحفاظ على وحدة أرضه وسمائه ومياهه.
        أصبحوا يشعرون أنهم في زاوية سياسية ضعيفة جدا, ويشار إليهم بالأنامل لضعفهم وفشلهم, وسياستهم الهوجاء, مخلفا أمراضا بين صفوفهم كالنفسية وغيرها, وتشير أفعالهم قد يتناولون العقاقير, التي تخفف حالهم .
    شن الهجمات الإعلامية, عاجزة عن تبرير مواقفهم الفاشلة, أدى ذلك إلى تصرفات انفرادية, لأشخاص تثبت تصرفاتهم أنهم بعيدين عن السياسة, وعاريين من الثقافة, يستعملون القوة والسلاح, بدلا من الكلمة والحوار, ومصابين بأمراض نفسية.
    السؤال هو متى يعرف الجميع, أن الوضع أخطر من أن يحل على طاولة الحوار, المدججة بالسلاح, وتحيطها ميليشيات تتوسع يوما بعد يوم؟ وأن نتوحد وتتوجه أفواه أسلحتنا, باتجاه العدو لا باتجاه أنفسنا .