17 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

الغرب ومبادئ حقوق الإنسان

الغرب ومبادئ حقوق الإنسان

في عام (1948) أنبثقت منظمة حقوق الإنسان ، وباتت الشعوب ولاسيما الفقيرة المستضعفة تتطلع إلى تلك الولادة ، على أمل التغيير وتقرير المصير … وقد تبنت العديد من دول العالم وخاصة الغربي تلك الولادة وأقرتها في دساتيرها … ومع مرور الزمن مازالت الدعوة تطبيقات تحمل المفارقات والتناقضات المتناقضة مع روح وقيم الشعار … وكثيراً ما نرى ونسمع الاحاديث التي تتحدث عن مظلموية الشعوب ومعاناتها من حكامها أو التسلط الخارجي … وحين نقف أمام الحقائق ، نرى ذات الدول التي تتكلم كثيراً عن المبادئ والقيم والاخلاقيات ، وترفع شعار حقوق الإنسان ، هي ذاتها تمارس المظالم الجائرة بحق الشعوب وأوطانها ، وهي نفسها تنتهك حقوق الإنسان وتسيء لكرامة الشعوب واستقلالها … فالغرب وأمريكا نصبا نفسيهما إماماً ورائداً لحرية الشعوب وواقفين بجنب المظلومين ، ولو نتأمل قليلاً وننظر إلى تعدد مواقفهما وازدواجية معايرهما في تعاملهما مع الشعوب … فالشاهد والحكم ما يحدث على سوح الاحداث العالمية وما يجري لشعوبها من مظالم وانتهاك لحقوقها وخاصة ” دول العالم الثالث ” وما يحلّ في شعوبنا وأوطاننا العربية والإسلامية من مظالم وحيف ودمار ، لم يعد مستوراً فأصفه ولا محجوباً فأنعته … فشعاراتهم لا ينخدع سوى الصم البكم العمي الذين لا يرون ولا يسمعون … وجروحنا تنزف دماءً من كيدهم ومكرهم وما صنعت اياديهم من اصنام صلطوها على رقابنا من – حاكمين ظالمين مستبدين – … فمصائبنا لا تجمعها مقالة ولا يحصيها كتاب … وأخيراً وليس بأخير عشر دول عربية وإسلامية بمباركة أمريكية تشنّ حرباً ضروساً على اليمن الدولة العربية المسلمة ذلت السيادة العضو في جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية وهيئة الأمم المتحدة تحت ذرائع واهية لا يقبلها عقل ولا منطق سليم ولليوم العشرين والغارات الجوية تُشن – أمام مرأى ومسمع العالم – تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها يذهب ضحيتها الأطفال والنساء والعجزة وتهدم البنية التحتية بأتباع سياسة الأرض المحروقة – فياليت هذه الغارات الجوية وهذا التكتل العربي الإسلامي يستيقظ ضميره ولو لمرة واحدة وتُشن هذه الهجمات على العدو الحقيقي – إسرائيل – التي تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي … والأسوأ والأغرب مما يحدث أن مجلس الأمنّ الذي

كنا نتطلع إلى عدالته يدين الضحية ويقف مع الجزار ، والأخطر مما يحدث أنَّ جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية تضع عروبتها وإسلامها وضميرهاومسؤوليتها خلف ظهورها تغابت وتعامت أن رسول الله لم يستثنِ من أحد في باب المسؤولية إلّا من ورد ذكره في حديثه الشريف {رُفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتى يبلغ ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق } فما هو موقفكم يوم تؤلون أمام الله وأنتم في المفهوم العام راعاة الرعية وأصحاب قرار ودين وعلم وكلمة نافذة وأنتم تقفون مع الظالم ضد المظلوم .

{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ٢٢} سورة السجدة ، 22

أحدث المقالات