إن محاولة الغرب إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام هي محاولة بائسة ومشبوهة ومعروفة الأبعاد والغايات , في أزدواجية واضحة لتضلليل الراي العالمي وخداع عوام الناس بعيد عن الحقيقة والموضوعية .فلماذا يوصم المسلمون بالتخلف والعنف وتسلط عليهم الماكنة الإعلامية المتحيزة وتكيل الأقلام الاتهامات وتؤلف الكتب لإدانهم وتنظم المظاهرات لشجبهم ، بينما عندما يمارس الآخرون أعمالا إرهابية أكثر ما يقال عنها حادث عارض أو جماعة منحرفة وسيل من التبريرات غير المقنعة ، كما جرى مع حادثة تفجير المبنى الفيدرالي في ولاية أوكلاهوما الأميركية عام 1995 على يد الأميركي تيموثي ماكفي أسفرت عن قتل 168 شخصا بينهم 19 طفلا , وبسيناريو مشابه قام النرويجي أندرس بيرنغ بريفيك بارتكاب جريمته بسيارة مفخخة وسط العاصمة النرويجية أوسلو راح ضحيتها أكثر من 70 نفسا بريئة , وبوحشية عنصرية اقدم امريكي ابيض على قتل تسعة من أسود اثناء قداسة في كنيسة إيمانويل العريقة وهلما جر !إن المتتبع لتاريخ الشعوب يجد أن الإرهاب مورس بفترات تاريخية متعاقبة وفي ظل دول متعددة وأقوام مختلفة وأديان متباينة , فأوروبا رائدة الديمقراطية كانت بؤرة الممارسات الإرهابية , فمن الثورة الفرنسية التي كانت دموية بمعنى الكلمة حيث قتل الآلاف وأعدموا بالمقصلة ورفعت الروؤس فوق الرماح , مرورا بفرق الموت التي نشطت إبّان الثورة الإسبانية لاغتيال السياسيين وأصحاب الأعمال وزعماء الكنيسة , إلى الصراع الأوروبي لأجل النفوذ والسيطرة الذي انتج حربين عالميتين راح ضحيتهما الملايين بين قتيل وجريح , فضلا عن انتهاكات الشيوعيين ومجازر الصرب بحق مسلمي البوسنة , وسياسية الاستعمار والتدخل في شؤون الشعوب , تاريخ من الإجرام والعنف ومع ذلك فإنهم يفتخرون به بكل اعتزاز !نحن لا ندافع على أي حالة عنف أو إرهاب من أي جهة أو شحص صدرت ؛ من مسلم أو غيره وندينها بكل شدة باعتبارها تستهدف الوجود الإنساني ولكن في الوقت نفسه نرفض اتهام الاسلام بالإرهاب , وندعو العالم الغربي لأن يكون موضوعيا ويفرق بين مبادئ الإسلام والممارسات فليس كل ممارسة هي نابعة من مرتكزات مبادئه , فالجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش بأفعالهم الإجرامية التي لم يسلم منهم حتى المسلمون أنفسهم , لم تنطلق من صميم سياسة الإسلام السامية الداعية إلى العفو والتسامح وفتح صفحة جديدة من التعامل كما فعل الرسول “ص ” مع مشركي مكة والمعارضين وإطلاق سراح أسرى المعارك والسماح لليهود والنصارى بالعيش بكل احترام ورفاه في ظل نظام سماوي عادل , فهناك فرق شاسع بل نظلم الإسلام عندما نقارنه مع سلوكيات منحرفة لا تمت له بصلة من قريب أو بعيد بل هي ممارسات أنصار الجاهلية والبربرية ممن لا يمتلكون أي مبادئ أخلاقية أو إنسانية ويسعون لإثارة الفوضى والخراب وفق خطط شيطانية مرسومة من قبل أنظمة إقليمية ودولية لتحقيق أهدافها وأبرزها تشويه حقيقة الإسلام الناصعة .