22 ديسمبر، 2024 2:13 م

الغرب الملحد والمؤامرة

الغرب الملحد والمؤامرة

يقحمنا الغرب حد الثمالة بالتباهي بمنظومته القانونية التي يتحكم بتنفيذها مجموعة من اصحاب النزوات وضعاف النفوس الذين يشتري ذممهم القاصي والداني، فيتباين حجم التناقض في سلوكهم المحمل اصلا بثقل العنصرية والتمييز بين مختلف مكونات المجتمع المتنوعة في اوروبا او في امريكا. في بداية عام 2003 وتحديدا قبل سقوط المجرم صدام، كانت مشاعر العراقيين من الوطنيين تتأجج ضد بقاء نظامه مدة أطول، حيث غدر الغرب الامريكي ومعه جيوش اوروبا واليابان وكندا واستراليا بانتفاضة الشعب العراقي، مما ادى إلى ان يبقى نظامه الدموي بعد عام 1991 حتى سقوطه في ايلول عام 2023، فخرج الآلاف من ابناء العراق الغيارى في مختلف دول اوروبا بمظاهرات، صارخين بشعارات تندد بإجرام النظام الصدامي العميل ضد الشعب العراقي وامام سفارات النظام. وقتها كنت في مملكة السويد، واسكن في قرية تبعد عن العاصمة ستوكهولم فقط الفي متر، ولكن كان لزاما علي ركوب باصين وقطارين لكي اصل لمكان المظاهرة، وعند الوصول إلى مكان المظاهرة تفاجأت بأن الشرطة السويدية لم تسمح للمتظاهرين بالتواجد بالقرب من سفارة النظام أوتحديدا في نفس الشارع الفرعي الذي تقع فيه السفارة، بل بالشارع العام المجاور للسفارة والذي يبعد مسافة أكثر من مأئة متر عنها!
سقط النظام وتبين لاحقا أن نظام صدام كان قد اشترى بأموال العراق حتى مدير شرطة ستوكهولم، الذي كان عميلا للنظام الصدامي المقبور، وعرفنا السبب وراء عدم سماح الشرطة السويدية للمتظاهرين من المعارضين لنظام صدام بالتقرب في مظاهراتهم من السفارة، ومع هذا كان يسمح لاذناب مخابرات النظام المتواجدين في السفارة بإطلاق العيارات النارية من بنادقهم ضد المتظاهرين. سمحت الشرطة السويدية لمتطرف عراقي وللمرة الثانية بحرق المصحف الشريف والعلم العراقي في يوم الاربعاء19/تموز2023 وبجنب مبنى السفارة العراقية حيث تم السماح له بهذا العمل الدنيء والسافر لجميع الاعراف السماوية والوضعية وبمسافة تبعد ثلاثة امتار عن مبنى السفارة العراقية في ستوكهولم. تجدر الاشارة إلى ان مبنى السفارة تم تشييده عام 1800، وأرادت السلطات السويدية ان تقايض حكومة العراق برئاسة أياد علاوي على استبداله بمبنى أحدث، لكن الحكومة العراقية رفضت تلك الفكرة آنذاك.
في الدنمارك يسمح لمتطرفين لايصل عددهم عدد اصابع اليد الواحدة بتدنيس كتاب الله المقدس لدى أكثر من ملياري مسلم، وتقريبا كل يوم، وبحماية مكثفة من الشرطة الدنماركية، بينما يتقدم بعض العراقيين من المقيمين في الدنمارك بطلب للشرطة للتظاهر بسلمية، رافعين المصحف الشريف فوق رؤوسهم فلا يسمح لهم، ولا يستجاب لطلبهم بنفس السرعة والاستجابة التي تحصل مع المتطرفين الدنماركيين ! يكاد المرء أن يرى بأم عينه سوء المعاملة بالتفرقة الحاصلة وشتان ما بين الامرين.!