تحتل الثقافة في العالم مكانة متميزة لاهميتها وكونها الاساس لفهم الفرد لحقوقه وواجباته في المجتمع .. واذا علمنا ان الجامعات الاميركية هي المسؤولة عن صياغة التوجهات الفكرية لاميركا وتحدد فلسفتها السياسية وترسم نمط القيم اللازمة للبناء الاجتماعي فيها ، لادركنا ما يمكن ان تلعبه الثقافة من دور بارز وخطير في الوعي المجتمعي بشكل عام .
نسوق هذه المقدمة كمدخل لمناقشة بعض جوانب حياتنا في الغربة وحالة عدم التوازن التي تصيب البعض وسوء فهمه للحرية التي تجعل من الرجل ينساق الى نزواته بحجة التعايش والتاقلم مع تقاليد المجتمع الاوربي ونفس الشيء للمرأة التي تبدأ باسم الحرية تشاكس زوجها وتتصرف بشكل مثير والنتيجة ان الاثنين يدمران كيان العائلة ويعرضون الاطفال الى مشاكل وازمات نفسية قد تؤدي بهم الى الانحراف .. والسؤال الذي ينبغي ان يطرحه كل فرد عربي او مسلم عراقي او من اية جنسية اخرى هل هذا هو الذي هربنا من اجله وتركنا اوطاننا ؟! وكيف نرضى على انفسنا ان نستبدل قهر واضطهاد سياسي وتكميم افواه في بلداننا الى قهر من نوع اخر نفقد فيها باراداتنا سعادتنا وان نعيش بحرية واعية ومسؤولة كبشر ؟!
ان حق الحرية لايعني ان يفعل الانسان ما يشاء بحسب اهوائه او استجابة لغرائزه ان اجواء الحرية وروحها تعني احترام القوانين والنظام العام وعدم تسبب الاضرار والاذى بالاخرين كما لاتعني بالضرورة التخلي عن قيمنا الاصيلة التي تؤكد على الحب واحترام الفرد للاخر والتضحية والايثار وان يعمل كل واحد لاسعاد جاره فكيف الحال اذا كان الامر يتعلق بالاسرة التي هو مسؤول عنها !!
ان ما نلمسه من حالات عدم توازن عند البعض تصل حد التسيب سببها وهم الحرية الزائف وهذا مرتبط بالوعي والادراك لمعنى الحرية التي يسعى القسم من اللاجئين القفز عليها وتجاهلها برغم ما يحمله من شهادة جامعية او سواها وهو ما يجعله يقع في اخطاء كثيرة تجعله يعيش حالة من اغتراب الذات وضياعها وفقدان الشخصية الى حد التدمير الاسري وهو ما ينبغي التنبيه عليه ..
ان الحقيقة التي علينا ان نواجه بها انفسنا اننا لم نهرب من اوطاننا لكي نفقد اعز ما نملك وهو الحب الاسري والتكاتف في ما بيننا .. وبصراحة فان حالات مؤسفة نشاهدها من رجال ونساء تسيء لفهم الحرية التي تعني في احد اوجهها الالتزام بالمباديء والقيم الانسانية المرتكزة على اشاعة الحب ونبذ الكراهية والانانية .. لقد هربنا لاننا نريد ان نعيش بكرامة مع الاسف فقدناها بسبب عقليات ظلامية متحجرة وهذا ما يدعونا الى عدم الانجرار وراء اهواء ورغبات شخصية تسبب الاذى للمجموع العام ..بصراحة ان عدد غير قليل يعيش محنة وعي وقصور في فهم اجمل وانبل ما تسعى اليه الحرية وهي سعادة الجميع .. فهل نعي الدرس ونبدأ بزراعة بذور المحبة والسلام في غربيتنا ونبتعد عن الانانية والكره والانتقام لنمارس الحرية بوعي عندها نكون في اول الطريق نحو سعادة نسبية طالما حلمنا بها .
الغربة والثقافة ومحنة الوعي والحرية
الغربة والثقافة ومحنة الوعي والحرية
لميس طارق
صحفية عراقيه اكتب منذ ٢٠١١وقد كانت لدي مقالات قبل ذلك في مجال عملي السابق احب الكتابه وأحاول ان اكتب بصراحه ودون خوف كل مايجري في بلدي
مقالات الكاتب