تألمت كثيراً حينما شاهدت الفريق الركن مهدي الغراوي على شاشة البغدادية وبالصورة التي ظهر بها سيما ان اوجاع الظلم بانت على محياه مخترقة تجاعيد وجهه المتعب من الحروب المفتوحة والمغلقة وهو يتحدث بوجعٍ عن سقوط مدينة الموصل والاتهامات التي طالت شرف رتبته العسكرية ، عرفت الغراوي مذ كان برتبة عميد قائداً لقوات حفظ النظام ومقرها آنذاك في معسكر العدالة بمدينة الكاظمية المقدسة ، كما تحدث لي الكثير من الضباط والمراتب عن بطولاته في سوح المعارك التي خاضها ضد تنظيم القاعدة في مدينة الفلوجة ودحره لهذا التنظيم وبنسب كبيرة كما كانت له صولات وجولات مع ذيول الارهاب في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد واقتحامه لاوكارهم في مناطق الدورة والغزالية وحي الفرات ومدن اخرى وهو يتقدم الصفوف حاملاً بندقيته ولا يهاب الموت ، عرفته رجلاً وطنياً يحب شعبه وتراب وطنه ولا يفرق بين مواطن وآخر او لديه نزعة بين المذاهب ، وينظر للجميع بمسافة واحدة إلا ما يحكم به القضاء والقانون ، الغراوي تحمل الكثير لا سيما في سنوات الفتنة الطائفية التي اراد لها البعض ان تحرق العراق بيابسه وأخضره والتي امتد فتيلها بين اعوام ( 2006-2007-2008 ) عندما ساهم بإطفاء هذه الفتنة الصفراء ولاحق ذيول الارهاب وبترها في الكثير من المناطق .
لست بصدد الدفاع عن الغراوي ولكن يجب ان تذكر الحقائق والسنوات الماضية ما بعد التغيير شاهدة على شجاعة مهدي الغراوي وإنسانيته وترفعه عن الكثير من الحالات على الرغم من افعال الذين يحاربونه ويعلمون انهم لا يصلون لمقدار خمسة من شجاعته واخلاصه وكفاءته ، واليوم استغرب عندما يتهم الغراوي بسقوط الموصل وهناك من يكتب ضده ويشهر به وكأنهم ينتظرون ساعة سقوط العملاق ليدمونه بخناجرهم المسمومة ودثر نجاحاته التي تغيظهم واعترافهم العلني والسري بمهنية الغراوي و تاريخه العسكري المشرف ، ولا يعقل ان رجل يمتلك كل هذه الصفات وسجل حافل بالانتصارات ان يتهم بترك المعركة ويسلم الموصل بيد الارهابيين الذين قاتلهم في مناطق اخرى ، اي منصف وصاحب ( حظ وبخت ) يقبل بهذا الطرح العجيب ، فالغراوي اصبح كبش فداء للغير حين رفض المساومة على حب الوطن وأرضه ورفضه تنفيذ الاوامر التي لا تخدم القوات المسلحة وعدم خنوعه لأشباه القادة والرجال ، فهذا العملاق حافظ على قيم البطولة وشرفها وصان شرف الجندية وقدسيتها ، اليوم يريدون طعن تاريخه المشرف وتلويث انتصاراته ولكن التحقيق لا زال مستمرا وشمس الحقيقة يجب ان تعري الخفافيش وما ادلى به الغراوي في لقاءاته التلفازية يجب ان يؤخذ على محمل الجد سيما ان كل ما طرحه مصحوبا بالادلة من وثائق وتسجيلات صوتية وقضاءنا المعروف عنه بالعدل والانصاف هو الفيصل في هذه القضية اما الذين ينعقون ويحاولون تشويه الحقائق فصرخة الحق تكفي لإغلاق أفواههم النتنة .