23 ديسمبر، 2024 7:46 ص

الغدير عيدٌ أكبر

الغدير عيدٌ أكبر

الطابع السعيد للأعياد، يأتي من رمزيتها، ودلالاتها،المرتبطة بأحداث معينة.
للأعياد الدينية طابع خاص، فالغبطة والسرور، اللذان يكتنفان أيام الأعياد، يعتبران تجسيد للحالات العبادية، التي تسبق العيد.

فعيد الفطر، وعيد الأضحى، يرتبطان بحدثين عباديين مهمين، وهما صيام شهر رمضان، وحج بيت الله الحرام، فالمؤمن الذي ينهي صومه وحجه، تنتابه حالات الفرح، لأداء هذه الفرائض العبادية الشاقة.

العبادة ملازمة لأيام الأعياد، فالنصوص الصادرة عن النبي والأئمة المعصومين عليهم السلام، الخاصة ببعض الأعمال العبادية، التي تؤدى في أيام الأعياد، ما هي إلا دليل على إن بجانب الفرح والسرور، بإنهاء العبادات المخصوصة، فإن إستمرار الحالة العبادية، ضرورة للمؤمنين، وكذلك هي تأكيد على أن فرحة الأعياد، يجب أن لا تُنسي المؤمن عبادته.

رب سائل يسأل، هل للمسلمين عيد آخر غير هذين العيدين؟! الجواب يأتينا من عدل القرآن، وهم الأئمة المعصومون عليهم السلام، فهذا الإمام الصادق صلوات ربي عليه، يجيب عن هذا السؤال بالتحديد. ففي الرواية؛ أنه سُئِلَ الإمام الصادق عليه السلام “هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر؟” قال “نعم، أعظمها حرمة” قال الراوي “وأيُّ عيد هو؟” قال ” اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، أمير المؤمنين عليه السلام، وقال من كنت مولاه، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة” قال الراوي “وما ينبغي أن نفعل في ذلك اليوم؟” قال “الصيام، والعبادة، والذكر لمحمد واله صلوات الله عليهم، والصلاة عليهم، وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله، أمير المؤمنين عليه السلام، أن يتخذ ذلك اليوم عيدا، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذوه عيداً” .

يتضح من كلام الصادق عليه السلام، إن عيد الغدير أهم الأعياد، وأفضلها، وأعظمها حرمة، فهو يوم تنصيب أمير المؤمنين علي عليه السلام، ولياً للمؤمنين.

هنا يتبادر لدى بعضهم، سؤلا آخر، هو لماذا يكون يوم الغدير أعظم الأعياد؟.

الجواب واضح من خصوصية هذا اليوم، فأعياد المسلمين، الفطر والأضحى، كما قلنا، تأتي بعد إتمام إعمال عبادية معينة، وهي الصوم والحج، وهما يمثلان ركنين فقط من أركان الدين، أما يوم الغدير أو عيد الولاية، فعظمته تأتي من أن به قد تم الدين، وكملت النعمة وإنجزت الرسالة، كما عبر القرآن الكريم عن ذلك “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.

فحق للمسلمين أن يجعلوا يوم كمال الدين، يوم عيد، ويعظمون حرمته، ويحييون ذكراه، بتحديد الولاية لعلي عليه السلام