23 أبريل، 2024 8:10 م
Search
Close this search box.

الغباء والذكاء النسبي : إيران وأمريكا يجهلان العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

صرح الجنرال الأمريكي فنسنت ستيوارت , إن العراق لم يعد بلدا موحدا وإنه من المستحيل إعادته إلى سابق عهده , تصريح خطير يكشف عن مشروع أمريكي استغل السياسية الإيرانية الطائفية  في المنطقة , الأمر الذي يفسر لنا السكوت الطويل لأمريكا عن جرائم الطائفية التي ارتكبتها إيران وممارسات حكومات العمالة المزدوجة في زج الآلف الأبرياء في السجون , ودخول داعش إلى المناطق الغربية , وأمريكا إذ تصرح بالتقسيم فهي تنظر من خلال منظار سياسي وإستراتيجية عمل في المنطقة . لكن ما خفي عن أمريكا وما جهلته إيران , أن التركيبة الاجتماعية للعراقيين لربما تختلف عن باقي الشعوب , فالحروب في داخل هذا البلد ليست وليدة اللحظة وأن كانت ذا وطأة شديدة في عصرنا الحالي , فهناك النزاعات العشائرية التي تشكلت على أساسها الإمارات التي اندثرت في الدولة الحديثة و مرت أيضا صراعات طائفية كالتي حدثت قبل مأتي عام أو أكثر والتي سببتها سياسات الدولة الصفوية  والعثمانية في صراعهما على المنطقة , لكن رغم هذا لم يتجزأ العراق والسبب يعود إلى مبدئية عمرها سبعة ألاف عام اختزلها أبناء هذا البلد , لذا تجد بعد أكثر من عشر سنوات من الشحن الطائفي الذي تمارسه دول ومؤسسات إعلامية كبرى وكتل سياسية ورجال دين , تجد بمجرد خروج التظاهرات يصدح شعار ” إيران بره بره بغداد تبقى حره ” ولمجرد لعبة كرة قدم يصدح صوت “إخوان سنة وشيعة هذا البلد ما نبيعه” وهذا ليس ترفاً فكرياً أو تنظيراً في عالم الخيال أو حلماً في جمهورية أفلاطون . إنما هو واقع تجسد عمليا برفض الطائفية في انتفاضة جماهيرية كبرى تطالب بدولة مدنية وفق رؤية المعارض السلمي والناشط المدني الصرخي الحسني الذي يمثل عاملاً مشترك في وحدة العراق , فأبناء المناطق الغربية من العراق صرحوا مرارا أن الصرخي الحسني يمثل شعباً وليس طائفة وأتباعه أذابوا جليد الطائفية بينهم وبين مختلف الطوائف , أما داعش الذي تتذرع به الولايات المتحدة وإيران , فهو جزء من المشكلة السياسية , والجميع يعلم انه الذريعة التي تتخذها إيران وأمريكا للتدخل في العراق , وعلى هذا يكمن الفرق بين فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيستاني , ومشروع المصالحة الذي أطلقه السيد الصرخي الحسني. فالقتال الطائفي أحدث شقا كبيرا بين أبناء الشعب ومشروع المصالحة والعفو العام كان من شأنه أن يحتضن كل أبناء العراق , لكن رغم كل ما حصل , وعلى الرغم من أن أمريكا قادمة بمشروعها التقسيمي , لنتذكر أن المتظاهر والناشط  الصرخي الحسني قال أن إيران تفكر بغباء وأمريكا تفكر بذكاء نسبي , مما يعني أن أمريكا أيضا تمارس سياسة غبية  فما هو الضامن لأمريكا من تمرير مشروعها إذا أطاحت بالمليشيات الطائفية الإيرانية وداعش , فالطبيعة الاجتماعية في العرق تأبى الانفكاك فمثلا وكما ذكرنا تأريخياً , إن طبيعة النسيج العشائري تمكن من العودة بعد كل صراع للصلح وهكذا ينسون الدماء ويعيشون أخوة , وروح الحضارة تنبعث في عقول وضمائر العراقيين جميعاً وخصوصاً الطبقات المثقفة. ولربما إن إسراع أمريكا للتدخل في العراق هو لإحساسها بفشل المشروع الإيراني بعد التظاهرات , فسارعت بنفسها . لكن لأنها لن تضع يدها بيد المليشيات ,فستجد نفسها أنها مضطرة  للتعامل حتى مع أحرار الشعب من التيارات الوطنية , وسيذوب مشروعها التقسيمي أمام الوعي المتصاعد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب