25 مايو، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

الغباء الغليظ

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
قيل في تعريف البلاغة ، إنها (مطابقةُ مقتضى الحال)، وحين تَصُبّ (اسرائيل) حِمَمَها على (غزّة) فتقتل أطفالنا ونساءنا بلا هوادة ، وتُحرق الحرث والنسل ، فليس أمامنا إلاّ خيار واحد ، هو خيار الوقوف مع أهلنا المظلومين المعتدى عليهم، من قبل الكيان الصهيوني المجرم ، ونصرتهم بكل الوسائل المتاحة .

وتقع المسؤولية الكبرى في هذا الباب على ” الدعاة” الذين يُنتظر منهم ان يكونوا السباقيّن في مضمار الدعوة ، لتلك النصرة بكل ألوانها …

-2-

ولكننا فوجئنا بان الدعاة السعوديين ، وخاصة أصحاب المواقع المهمة كبعض أعضاء ما يسمى بـ (هيئة كبار العلماء) يستنكرون التظاهرات المساندة لأهلنا في (غزّة) ويشجبونها ويعتبرونها أعمالاً (غوغائية)..!!

الى هذا المنحدر السحيق ، تدحرج هولاء المتزمتون القشريون .

وليت الأمر وقف عند هذا الحدّ ..!!

ان (صالح الفوزان) – وهو من أبرز الدعاة السعوديين – قد تجاوز ذلك بان قال :

لايجوز لَعْنُ اسرائيل ..!!

انه حرّم لَعْنَ الشيطان الماكر الذي لايكّف عن ذبحنا ..!!

لماذا ؟

قال :

لان (اسرائيل) هو اسم بنيّ الله يعقوب (عليه السلام) فاللعن معناه :

ان تنزل اللعنه على يعقوب (ع)

فلابُدَّ اذن ان يقول المسلم – حسب رأيه – :

(لعن الله اليهود)

أو لعنة الله على اليهود ” بدلاً من سبّ اسرائيل “

وهذا كلام مرفوض يثير الاشفاق ، فضلاً عن أنه طُرح في وقت اشتداد الهجمة الاسرائيلية الغادرة على (غزّة) مما يجعل توقيتَه سيئاً للغاية …

وهو يصدر ممن يسمونه عضواً في (هيئة كبار العلماء) وما هو منهم يقيناً ..!!

اننا لانلعن اليهود ، فهم من أهل الكتاب، وللاسلام أحكامهُ الخاصة في التعامل مع أهل الكتاب .

اننا نلعن (اسرائيل) بالذات ، باعتبارها رأس الحربة في عدائها للاسلام والمسلمين ولكلّ مقدساتنا ، وباعتبار مشاريعها الشيطانية المحمومة التي تصادر وجودنا كأمّة عريقة ذات رسالة وحضارة …

إنّ الذي يلعن (إسرائيل) انما يلعن الغدّة السرطانية الجاثمة على قلب وطننا المنكوب باسرائيل …. لا نبي الله (يعقوب) – عليه السلام-

إنّ (اللعن) مرتبط (بالقصد)ارتباطا عضوياً لا انفكاك له ،

فما طرحه (الفوزان) هو الهذيان بعينه .

ثم انَّ عقيدة المسلم تقضى بتقديس انبياء الله جميعاً ، وهذا هو الفرق بينه وبين غيره من أتباع الأديان الاخرى .

انه أوسع أُفقاً ، وأرحب صدراً منهم …

انه يقدّس الأنبياء جميعاً ، ويعترف بهم جميعاً ، ولكنه يعتقد بأنَّ سيدهم وخاتمهم هو النبي المصطفى محمد (ص) الذي بُعث رحمةً للعالمين وخاتما للأنبياء والمرسلين .

ان هذه الحقيقة من أبرز الحقائق التي لاتغيب عن ذهن اي مسلم حيثما كان …

اننا ندعو (هيئة كبار العلماء) في السعودية ان تعيد النظر في عضويته فيها ، والاّ فان عليها ان تغيّر اسمها لتكون (هيئة كبار الأغبياء) ..!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب