5 نوفمبر، 2024 6:57 ص
Search
Close this search box.

الغباء السائد والذكاء البائد!

الغباء السائد والذكاء البائد!

العالم المعاصر ميدان لصراع وتفاعل الأذكياء.
وكل أمة تؤهل أذكى أبنائها ليكونوا في مقدمة الركب.
وتحملهم مسؤولية الحاضر والمستقبل , وإرادة المصير.
والمجتمعات القوية ذات قدرات وطاقات ذكية.
والمجتمعات الضعيفة ضحية الكراسي الغبية.
وكلما إزدادت المسافة ما بين درجات الذكاء والغباء , إزدادت الفواصل ما بين الحالتين.
فالذكاء قوة.
والغباء ضعف.
وجمهرة من العقول الذكية المتفاعلة , تؤسس لحالة ذكية فائقة ومتميزة.
ومجموعة من العقول الغبية , تؤدي إلى صياغات أشد غباءً من واحدها.
وفي هذا الخضم القائم في الحياة , تتحدد معالم وإتجاهات الصيرورات الوطنية والمصيرية لكل مجتمع.
ففي المجتمعات المتقدمة يكون القادة , أكثر ذكاءً من المجموع العام , والمجتمع يمتلك آليات لتأهيل الأذكياء للوصول إلى مقدمة الركب وقيادة المسير , فيكون التفاعل والتنافس ما بين جمهرة الأذكياء , والمُعبّرين عن ذكائهم بما أوجدوه من مؤسسات ومشاريع , وصناعات ومبتكرات وإختراعات  , ومنطلقات لرؤية الحاضر والمستقبل.
وفي المجتمعات المتأخرة , يكون القادة أصحاب ذكاء ضمن المعدل العام أو أقل منه , ولا تجد بينهم مَن هو صاحب ذكاء فائق , لأن هذه المجتمعات أوجدت آليات لإبادة الأذكياء , وطردهم وتهجيرهم والتخلص منهم , ذلك أن معاشر الأغبياء هم الذين يتمتعون بالقوة والقرار.
والذكاء يقاس اليوم من الكلام , والخطب والقدرة على إستخدام اللغة , ومن القرارات وإمكانية إدارة الحوار والتفاعل مع الآخر , وفي قابلية حلّ المشاكل والثقافة العامة.
ولو قيّمنا أصحاب الكراسي في مجتمعاتنا , لوجدناهم يعجزون عن حل المشاكل , بل بوجودهم  تتفاقم , والأوضاع تتأزم , وتراهم يتمتعون بإدامتها والتوحل فيها.
ولو قارنا بين أي مسؤول في المجتمعات المتقدمة , وأي مسؤول في مجتمعاتنا , لإتضح الفرق في درجة الذكاء.
فتأملوا ما يحصل في مجالس المجتمعات المتقدمة ومجالس مجتمعاتنا , وقارنوا قدرات الخطاب وإستعمال اللغة , والنباهة والبديهية وسرعة الإجابة الدقيقة , وقدرات النظر والتقدير , وستعرفون لماذا نحن لا نستطيع حل أي مشكلة , وهم مؤهلون لإيجاد الحلول لأية مشكلة؟
فهل من إرادة وآلية لدفع الأذكياء إلى مقدمة ركب الحياة , في مجتمعاتنا المبتلاة بغيرهم , لكي نعاصر ونكون؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات