وسط عودة القطعات الامريكية للساحة العراقية وبوتيرة عالية ومتصاعدة يتأكد لدينا أنه من غير الممكن ان تفرط أمريكا بهدف مهم مثل العراق وهي التي قدمت الخسائر الجسيمة كي تهيمن عليه وتفرض وجودها ونتذكر جيدا كيف انها حاولت مسكه وتطويعه بالشكل الذي يلائم ثقلها الدولي ومصلحتها الاقليمية. وبما أن للعراق خصوصية في بعض المجالات وبسبب التدخل الاقليمي من قبل أيران لأرباك التدخل الامريكي من اجل طرح نفسها منافس او شريك!! وعندما فشلت في تحقيق هدفها راحت تثير القلاقل وتزعزع الوضع على حساب مصلحة العراق وكيف قامت ايران بتحريك أدواتها في المنطقة في طرح جديد (للحرب الدافئة) التي تعتمد على حرق المنطقة من أجل التدفئة!! وهذا ما حصل فعلا في العراق وسوريا واليمن! اليوم عندما تعود القوات الامريكية من جديد وسط صمت مطبق من قبل ايران وادواتها في العراق نستنتج عدة امور نستعرضها في كلامنا هذا. بما ان أيران إبتلعت الطعم في العراق ووقعت في فخ الصراع الدائر وكيف أستنزفت قدرات ايران نجد سكوت ايران واذنابها من اجل إيقاع امريكا في المستنقع العراقي وبهذا تعيد ايران رص صفوفها وتحريض (مليشياتها لضرب المصالح الامريكية) بحجة(المقاومة)!! وايقاع امريكا بين فكي كماشة سوريا والعراق! لكن هذا التفكير الغبي سيمنع التمدد الايراني بين العراق وسوريا فيما ستجد امريكا (مقبولية)من اهل السنة للتواجد من اجل حمايتهم من شر ايران! اما الامريكان لديهم من الاوراق الكثير ابرزها ورقة(داعش) ممكن أطلاقها للتمدد اكثر وهناك ورقة اخرى وهي (سد الموصل) الذي تكرر امريكا مخاطر(انهياره)! من اجل إرعاب (الحكومة والسنة) على حد سواء وقد تكون الورقة التي تربك الجميع في حال تفعيلها. فيما اطلق المجتمع الدولي حرية التصدي لداعش بقيادة امريكا هذا يعني ان الحرب على داعش ممكن ان تأخذ وقت أطول تستطيع من خلاله امريكا استنزاف الجميع وبالتالي ممكن ان تنظم اي جهة او منظمة او دولة لقائمة(الارهاب الدولي) بحجة عرقلة مساعي امريكا للتخلص من داعش!!ليوم المهم لدينا هو سكوت (قادة المليشيات) عن عودة القوات الامريكية فهل هذا السكوت مرتبط بالقرار الايراني؟!! أو بخوف هذه القيادات من الاستهداف والتعرض للتصفية من قبل (القوة الخاصة الامريكية) كل الذي نريد قوله ان ايران عاجزة عن مقارعة الاحتلال الامريكي وخرجت من يدها خيوط اللعبة في سوريا والعراق.ا ليوم امريكا عادت وبقوة لمسك العراق وانتزاعه من مخالب ايران وهنا نقول ممكن ان تفرط ايران باليمن وسوريا ولكن تفريطها بالعراق امر صعب على امن ايران واقتصادها! فالقوات الامريكية عادت لمسك الارض ورسم خارطة جديدة تفتح لها الباب لإعادة نفوذها برعاية(المؤسسة الدينية للسيستاني ومشتقاته)!! وكيف عملت هذه المؤسسة على دعم الاحتلال المادي والمعنوي!! فعودة القوات الامريكية يعني العودة (للمربع الاول) في رسم خارطة المشهد وكيفية أزاحه العناوين الموجودة بعد أن ثبت فشلها بالإدارة والقيادة{كل هذا يذكرنا بكلام المرجع الصرخي الحسني (دام ظله ) حين قال ووصف أيران بالغباء واعتبر ان أمريكا تتمتع بذكاء نسبي لذلك ستكون الغلبة لها في صراعها مع ايران التي ستنهار في النهاية وينتهي حلم الامبراطورية الفارسية الكبرى