منذ الأيام الأولى لغزو واحتلال العراق ,استغلت إيران وجميع دوائرها الاستخباراتية والمخابراتية والأمنية والدينية وبالأخص فيلق القدس الايراني , وكذلك وهو الاهم والمهم عملائها ومرتزقتها من الاحزاب الاسلامية الطائفية والسياسيين الذين تربوا في احضانها ,من نجاحها بالتغلغل إلى كافة مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في العراق , ومستغلة في الوقت نفسه حالة التخبط والعشوائية والغباء الامريكي , والذي ظهرت عليه واضحة من خلال عدم قدرتها في التعامل مع العراق بعد الغزو والاحتلال ,ولعلى تصريح وزير ة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس (1) في زيارتها الى بريطانيا وخطابها حول السياسات الخارجية لبلدها بقولها ” نعم نحن نعتبر بأننا ارتكبنا ألاف الاخطاء التكتيكية , نعم انها الالاف الاخطاء وإنني واثقة من ذلك الان , لأننا لم نكن لدينا تصور واضح وحقيقي حول كيفية أدارة أمور الحكومة بعد اسقاط نظام صدام حسين ” حيث ساعدت الأحزاب الاسلامية وميليشياتها وعصابات الجريمة المنظمة إيران بكل جهد على القيام بعمليات ممنهجة لغرض اغتيال وتصفية كل معارض لوجودها التخريبي بالعراق من الضباط وشيوخ العشائر ورجال الدين والسياسيين وبقية النخبة المثقفة الواعية من المجتمع العراقي, وعملت كذلك بدورها وفي الوقت نفسه ,على خلق وتسليط الاضواء الاعلامية بكثافة على شيوخ عشائر لم نسمع بهم ,وإنما كانوا مجرد نكرة ليس لهم أي قيمة اعتبارية عشائرية مجتمعية تذكر ,ولسياسيين ورجال دين وكتاب وإعلاميين ,وشكلت لبعضهم احزاب لغرض الدخول في الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات وبالأخص منها المحافظات الوسطى والجنوبية !!؟ على انهم هم نخبة المجتمع العراقي الحالي, ولعلى من يكشف لنا هذا السر هو موقع ويكيلكيس بوثائقه التي نشرت حول العراق بالتحديد وحول دور شيوخ العشائر العراقية !!؟ تذكر لنا أحدى الوثائق المسربة من السفارة الامريكية في بغداد , بأنه تم لقاء يجمع بين شيوخ العشائر وأعضاء من السفارة الامريكية حيث تحدث شيخ عشيرة من محافظة الانبار في هذا الاجتماع بعد طرح اسئلة على شيوخ العشائر من قبل موظفين بالسفارة حول كثرة رحلاتهم المستمرة الى إيران ” بان الحكومة الايرانية تقدم لنا في كل زيارة نساء للزواج المؤقت/المتعة في رحلاتنا القصيرة التي لا تتعدى بأحسن الاحوال اسبوع واحد او أقل ويضيف الشيخ بحديثه :”بعد زيارتي الاولى هذه ايقنت ان جميع شيوخ العشائر العراقية الذين زاروا ايران بدعوة منها قد تزوجوا جميعهم زواج متعة خلال زيارتهم حيث اصبحنا بعد كل زيارة ومن كثرة التساؤلات من حولنا نقول لهم ان زيارتنا بهدف العلاج وإجراء الفحوصات الطبية لإمراض مزمنة نعاني منها ” . ولكن ومما لا يعرفه هؤلاء الشيوخ ورجال الدين وكذلك رؤساء الاحزاب الذين زاروا ايران بان جميع ما قاموا به من خلال نساء زواج المتعة مسجل لهم صورة وصوت وبأحدث اجهزة تقنية التصوير !!؟ .
حاليآ تعمل إيران بكل جهدها إلى أنشاء أحزاب وتنظيمات سنية لغرض إدخالها في العملية الانتخابية القادمة ,وبالأخص في محافظة الموصل وكركوك ,لغرض احكام قبضتها وسيطرتها التامة وتأمين الطريق البري لسوريا ولبنان عبر العراق, وكذلك دعم هذه الاحزاب السنية الصنيعة بالسلاح والمال وبإنشاء ميليشيات مرتزقة لها بحجة مقاتلة فلول تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الاخرى التي سوف تنشأ في المستقبل القريب من رحم داعش ومخابرات إيران ,وحسب سير الاوضاع والظروف الجيوسياسية التي سوف تنشأ في المنطقة وسير العلميات العسكرية في سوريا ومدى وصول التأثير الامريكي على القرار السياسي والعسكرية بالمنطقة.
عملت اجهزة ايران الامنية المختلفة على تقديم الدعم والإسناد اللوجستي لمختلف للتنظيمات الارهابية ومن ابرزها تنتظم القاعدة ,وما يسمى بعدها بدولة العراق الاسلامية في الشام والعراق ,ما دام تحقق لهم اهدافهم المرسومة بعيدة المدى لغرض احياء طريق حرير الهلال الشيعي الايراني الممتد من أفغانستان لغاية لبنان والبحر المتوسط مرورآ بالعراق وسوريا ,ولعلى عملية غزوة “هدم الاسوار” التي أعلنها في حينها أبو أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش , تعتبر أحدى أهم وأكبر منجزات التعاون الوثيق بين ايران وهذا التنظيم في داخل العراق لغاية الان ,حيث استطاعت هذه الغزوة من أطلاق سراح المئات من المعتقلين وبكافة المستويات والترتيب التنظيمي من القادة الكبار والأمراء , بحيث حيث استمرت المعارك في حينها من ليلة يوم الاحد 21 تموز 2013 لغاية ساعات الصباح الاولى ليوم الاثنين وبلغ عدد الفارين بأكثر من 1400 شخص(2) .
معظم المحللين والصحافة العربية والغربية يؤيدون وبشدة بأن العراق قد تم تسليمه من قبل أمريكا إلى إيران على طبق من ذهب !؟ مستغلة في الوقت نفسه حالة الفوضى التي أعقبت سقوط محافظة الموصل بيد تنظيم داعش ومن خلال تفاهمات وأوامر اسندت في حينها الى رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته ما يسمى بالقائد العام للقوات المسلحة , وذلك بعدم التصدي لتنظيم داعش او حتى مقاتلته ,وهم كانوا لا يتجاوزون بأحسن الاحوال لدى احتلالهم محافظة الموصل ولغاية وصولهم الى مشارف العاصمة بغداد ,بضعة مئات , وفي احسن الاحول وصلت التقديرات في حينها بأنهم بين 1200 الى 1500 عنصر مسلحين بسلاح خفيف ومتوسط وبعضه ثقيل محمول على شاحنات دفع رباعي مدنية !!؟ واستيلاء هؤلاء المسلحين بدورهم على جميع المعدات والآليات والتجهيزات العسكرية, والتي كانت مخزنة هناك وبلغت اقيامها بحدود 27 مليار دولار ,واستغلت إيران وفيلق القدس في الوقت نفسه فتوى المرجع الشيعي في النجف علي السيستاني بفتوى ((الجهاد الكفائي)) لإنشاء ميليشيات وتنظيمات مسلحة تتبع اوامره تحت حجة حماية المذهب الشيعي والعتبات المقدسة لغرض مقاتلة تنظيم داعش ,وهو الهدف الاستراتيجي الذي كانت تعده ايران في حينها ,حتى ان التدخل الامريكي العسكري بمحاربة تنظيم داعش وشبه إنهائه من الوجود استغلته اجهزة الاستخبارات الايرانية لمد اذرعها من خلال مرتزقتها من الميليشيات لتامين الطريق البري الاستراتيجي والذي اصبح سالك حاليآ ويؤمنه لهم مرتزقة ميليشياتها والذي يصل حاليآ من مدينة قصر شرين الإيرانية على الحدود وبمرورآ بمحافظة ديالى ثم قرى ومدن محافظة الموصل والى مدينة دير الزور السورية , وهذا الطريق البري يكاد يكون نسخة طبق الاصل ولكنه يتميز عن سابقه بأنه منقحة ومزيدة وأكثر تنظيمآ من سابقه والذي كان يسمى بالخط العسكري السوري اللبناني لنقل كافة الاسلحة والاعتدة لحزب الله اللبناني تحت غطاء تمويل والدعم للقوات السورية العسكرية المتواجدة في حينها في لبنان !؟؟ وكما كان سابقآ اثناء الهيمنة السورية على لبنان ,والذي كان الخط العسكري ونقطة المصنع الحدودية يتم فيها تهريب البشر والحجر ,وجميع ما يتخيله العقل البشري ,حيث لا يخضع هذا الطريق لأي سلطة حقيقية للحكومة اللبنانية !!؟ والعراقيون الذين تواجدوا في العاصمة دمشق / السيدة زينب ثمانينات وتسعينات القرن الماضي يتذكرون جيدآ كيف كان يتم تنقلهم عن طريق الخط العسكري بين سوريا ولبنان وبمبلغ خمسون دولار للشخص الواحد حيث كان من ابرز المهربين القصاب ابو مجاهد الركابي وكذلك ابو حيدر الكرادي ! اضافة لتهريب العملة الصعبة ومختلف المواد الغذائية الصالحة والتالفة ومختلف المشتقات النفطية وتجارة السلاح والمخدرات والمواد الانشائية والسيارات وقطع الغيار وسبائك الذهب وكل شيء يمكن ان يتخيله العقل البشري , وحتى ان عصابات الجريمة المنظمة والمافيا وعصابات الاختطاف كانت تستخدم هذا الطريق لعدم خضوعه لسلطة الدولة اللبنانية !!؟ وحاليآ سوف يتم أعادة نفس السيناريو السابق من قبل الايرانيين بعدم تفتيش اي شاحنة او سيارة من قبل حكومة حيدر العبادي ,لان هذا الطريق البري أصبح بالفعل تحت السيطرة التامة والفعالة لمرتزقة ميليشيات الحشد الشعبي ,والمتمثل بأبرزها ما يسمى بعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وحركة النجباء وغيرها من التنظيمات الارهابية !؟؟ وأهم شيء تجارة المخدرات حيث أن الطريق أصبح سالك من أفغانستان عبر إيران ثم العراق وسوريا ولبنان ومن هناك عبر البحر الى الدول الاوربية ! اضافة الى الاهم تهريب السلاح بمختلف انواعه وكذلك سهولة تنقل مرتزقة الحرس الثوري الايراني في هذا الطريق ذهابآ وأيابآ واستخدامه كذلك لمختلف أنواع التهريب البضائع والمعدات الرديئة والتالفة , وللحديث بقية وما سوف يكشفه لنا المستقبل القريب عن حقيقة طريق حرير الهلال الشيعي الايراني !؟.
(1) وزيرة الخارجية ومستشارة الأمن القومي الأمريكية السابقة السيدة كونداليزا رايس صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط واعترافها العلني والصريح في محاضرة القتها منتصف الشهر الخامس 2017 في معهد بروكينغ الامريكي :”أن الولايات المتحدة الامريكية لم تذهب الى غزو واحتلال أفغانستان 2001 والعراق 2003 من اجل تحقيق الديمقراطية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي لشعوبها ولحقوق الانسان في تلك البلدانِ , بل كان الغزو فقط لغرض الاطاحة بحركة طالبان والتي وفرت ملاذ امنآ لزعيم تنظيم القاعدة , وأسقطنا حكم الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد , والذي كنا نظن أنه كان يعيد بناء ترسانة من اسلحة الدمار الشامل “.
(2) لمزيد من التوثيق والمتابعة راجع تحقيقنا الصحفي الإستقصائي والمعنون :”كشف المستور: حقائق وخفايا عن فضيحة تهريب المعتقلين وسجناء (أبو غريب/ التاجي) وبدعم ميداني لوجيستي من فيلق القدس الإيراني”.