26 نوفمبر، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

الغباء ألآعلامي بين داعش وأنظمة المنطقة

الغباء ألآعلامي بين داعش وأنظمة المنطقة

لايحرق بالنار ألآ خالق النار – حديث شريف – بعد قيام عصابات داعش بقتل الطيار ألآردني معاذ الكساسبة حرقا بالنار
يحتدم نقاش ضيوف الفضائيات التي تكاثرت في العراق والمنطقة كتكاثر المليشيات والعصابات ألآرهابية التكفيرية , ويقرأ هؤلاء الضيوف مشاهد مايحدث بلغة ركيكة وعقلية متعبة لايبدو أن أصحابها أستفادوا من ثروة ثقافية مدخرة في الديوان الثقافي للآمة عبر قرأنها الذي يقول ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا أن الله لايحب المعتدين ” – 190- البقرة- وعبر سنة رسولها التي تقول عندما رأى رسول الله “ص” أحد أصحابه يحرق بيتا للنمل , فقال “ص” : لايحرق بالنار ألآ من خلق النار ” أن معاني الجهاد ومفاهيمه , والقتال وأنواعه الضرورية  , وأهمية القيم ألآخلاقية في سلوك الفرد وألآسرة والجماعة , وخصوصية ألآقتصاد وعلاقته بألآعمال العبادية كالصلاة والصوم والحج والزكاة , وحاجة الذوق الفردي والجمعي للنظافة والمتع الشخصية وتوضيح مغزى اللذات المحللة بين الرجل والمرأة ,  واللهو البرئ , وأستنطاق وأستلطاف الصور الفنية في الحياة  , وعلاقة النشاط البشري في الميادين المختلفة بالفن , ومتى يكون العمل فنا , ومتى لايكون فنا وكيف ؟ كل ذلك تم أهماله في مدارس العرب والمسلمين التي وضع المستر ” جب ” فكرتها في بداية القرن العشرين ” 1905 ” م , أن الجامعات والمدارس العربية هي بهوية عربية ولكنها بمضمون غير عربي وغير أسلامي وغير حضاري , والحوزات والجامعات الدينية هي بقوالب موروثة غير مطورة بما يلائم روح وحاجة العصر , ولهذا ظلت تكتب للموتى ونسيت ألآحياء الذين غزتهم حضارة ألآخرين عبر وسائل ألآستخدام المنزلي ” مطبخ وأدواته , وأنارة , وتهوية وتدفئة , وأتصالات “راديو , تلفزيون ,  هاتف , موبايل , أيباد , أيفون  , وعبر وسائل ومظاهر ” الطعام واللباس : هبمبركر , بيتزا , مشروبات غازية وكحولية , موضات اللباس المختلفة : جينز , التنانير والفساتين القصيرة , وموضات التعري وألآثارة الجنسية , وملابس الشباب الضيقة , وقصات الشعر التي تخلط ألآنوثة بالرجولة وبالعكس , هذه المظاهر تقف ورائها صناعة تقود التسليح العسكري مثلما تقود السفر الى الفضاء , وهذه الميادين هي ميادين قيادة في مجال التنافس والسيطرة عندما تكون الغلبة للآقوى , ولهذا غلبنا الغرب بقوة وسائلة وتقنياته وعلومه التطبيقية , فأصبح هو المؤلف والمصنع والمنتج والمخطط , وأصبحنا نكتفي بالتلقي والتقليد في كل شيئ .

لهذه ألآسباب ظل قرأننا وظلت سنة رسولنا “ص” تدغدغ النفوس والعقول بشكل نظري يفتقد للواقع التطبيقي الذي أختطف منا وأصبح بيد غيرنا , والذين يعيشون الدغدغة العاطفية ولايجدون المصاديق العملية يأخذون ماتشابه منها وهم لايعرفون أن المحكم موجود , لذلك تأخذهم العزة بألآثم وهذا ماجعل العصابات التكفيرية تجد غوغاءا ورعاعا يسهل تسييرها وأستخدامها وقودا للفتنة ودمار الحياة , وداعش بذلك لاتكون تمتلك أعلاما ذكيا كما يذهب الى ذلك من هم ليسوا من أصحاب الملكة في فن الحوار , فألآمة العربية وألآسلامية رغم أبعادها عن صناعة الحدث ألآ أنها ظلت تحتفظ بموروث ثقافي وأن كان نظريا , وهذا الموروث الثقافي لايزال حاضرا في عقول الناس فهو الذي يدفعهم للصلاة والصيام والحج والزكاة وزيارة مكة والمدينة والعتبات المقدسة للآئمة أهل البيت “ع” وهذه الثقافة تحترم : ألآخلاق , وألآمانة , والصدق ,  والوفاء , والعفة , والحياء , وتحتقر : العقوق , والخيانة , والجفاء , والزنا , والعنف والقتل والجريمة بكل أنواعها , والسرقة , والتخريب , وداعش مارست كل ماهو محتقر ومرفوض في ثقافة ألآمة , وهذا غباء لاتشفع له وسائل التواصل عبر الفيسبوك ولا أستحداث وسائل العنف الصادمة , ولا التفنن بالرعب , فأدمان وسائل الرعب المنحرفة والشاذة هو حرابة وبغي والباغي مصروع , فتدمير المساجد وتفجير أضرحة ألآنبياء والصالحين هو عمل لاتقره غالبية المسلمين بأستثناء الوهابيين , وأغتصاب النساء وفرض نكاح الجهاد وقطع الرؤوس وذبح ألآطفال والرجال والنساء كما تذبح الخراف هو عمل شنيع لاتقبله النفس ألآنسانية , وسبي النساء تجاوز على مقررات الشريعة في باب التعامل مع أهل الملل والنحل , أما قتل الناس في مقابر جماعية وحرقهم بالنار فهي بدعة تجعلهم من كلاب جهنم كما قال رسول الله :ص” ومن يفعل ذلك يمارس أعلاما منفرا وغبيا .

أما غباء أعلام أنظمة المنطقة ومنها غباء ألآعلام العراقي الحكومي وألآهلي والذي لم يكن متسلحا بأدوات اللغة العقائدية التي أستعملها ألآرهاب التكفيري ظاهرا وعمل بما يخالفها واقعا , ولغياب الفهم العقائدي في أعلام ألآنظمة وألآعلام المدني لذلك لم نجد تأثيرا لهذا ألآعلام على مشاعر الناس , والنظام التركي هو من أكثر أنظمة المنطقة التي تبنت دعم العصابات التكفيرية ورحلات الطيران وفنادق المدن التركية وموانئها وبطاقات السفر كلها تثبت قدوم عصابات التكفير ألآرهابي عبر ألآراضي التركية وهي التي فتحت حدودها على مصراعيها مع سورية لتكون مسرحا للعبور , وهي التي بادرت الى أنشاء المخيمات للسوريين داخل أراضيها قبل أحداث سورية بشهرين , ومع هذا العمل الذي لايمكن أخفائه وأنكاره , ألآ أننا نجد ألآعلام الحكومي التركي لايزال والى اليوم لايعترف بذلك وينكر دعمه للارهاب التكفيري ناسيا أن عدم مشاركته فيما يسمى بالتحالف الدولي لضرب داعش جوا هو واحدة من علامات كشف تورط النظام التركي في دعم التكفيريين , وقيام عصابات داعش بأطلاق سراح أفراد القنصلية التركية في الموصل هو ألآخر من علامات العلاقة الحميمة مع العصابات التي عمدت الى قتل ألآمريكيين وألاوربيين واليابانيين وأخيرا الطيار ألاردني مثلما قتلت مئات ألآسرى بل ألآلاف الذين وقعوا في أيديهم غدرا .

والنظام ألآردني هو من ألآنظمة التي فتحت ساحتها لعمليات تسليح وتجهيز مقاتلي العصابات التكفيرية ضد سورية ووجود الخبراء ألآمريكيين وألاوربيين والعملاء السعوديين لخلية أزمة لآدارة العمل ألآرهابي ودخول ألآردن مرغما في طيران التحالف الدولي لضرب داعش , ثم أن مدينة معان هي محطة التجمع الوهابي في ألآردن ولذلك عمدت السلطات ألآردنية الى أعدام ألارهابيين العراقيين لديها ولم تعدم أرهابيا أردنيا رغم كثرتهم وتجاهرهم بمساندة العصابات ألآرهابية .

والنظام السعودي تعتبر بلاده خزين بشري للآرهابيين والمدارس الدينية ومنابر المساجد لسان حال الدعوة للآرهاب التكفيري ومكتبات السعودية هي المصدر الثقافي للثقافة الوهابية التكفيرية بزعامة مؤسسها أبن تيمية ,ولاينفع تنصل السعودية ألآخير عن دعم ألآرهاب , ويكفي أن نعلم أن القيادة السعودية بعد وفاة عبدالله بن عبد العزيز هي قيادة وهابية بأمتياز , ومايقال عن النظام السعودي يقال عن النظام البحريني الغارق بمعاداة الحراك السلمي للمعارضة البحرينية .

وللنظام السوري أخطائه التكتيكية مع ألآرهاب التكفيري فهو الذي سمح بعد أحتلال العراق أمريكيا بعبور المجموعات التكفيرية ألآرهابية ألآراضي السورية الى العراق لضرب القوات ألآمريكية وفاته أن هذه العصابات تعمل بمخطط توراتي يريد تفتيت العراق وسورية ومصر حتى تستريح أسرائيل أمنيا , ويبقى بترول العراق والمنطقة مؤمنا لآمريكا وأوربا , وهكذا أنقلبت المعادلة ضد سورية مثلما أنقلبت ضد العراق ومصر واليمن وتونس وليبيا ولبنان ,ولكن النظام السوري أدرك مخططات اللعبة فسارع لآجراء ألآصلاحات وظل دعمه لمحور المقاومة مما يبعد عنه تهمة ماينسب اليه ظلما , وكل أنظمة المنطقة لم تعي أبعاد المخطط الخفي ولم يعي أعلامها ماذا يراد بالمنطقة , لذلك نرى بعضها بدأ يسوق مفهوم العداء لآيران , والبعض ألآخر بدأ يسوق للفتنة بين الشيعة والسنة , ومن هنا أنطلقت موجة العداء والتشهير بحزب الله اللبناني المقاوم لآسرائيل وللمشاريع النخريبية في المنطقة , فلم يفهم تدخله في سورية لضرب العصابات التكفيرية , ولم يفهم مقاومته لآسرائيل وعملائها في لبنان والمنطقة رغم أنجازاته التي لايشك فيها منذ عام 1996 الى 2000 عام طرد ألآسرائيليين من جنوب لبنان الى حرب تموز عام 2006 التي قهرت أسطورة جيش ألآحتلال الصهيوني , الى عملية شبعا التي أوجدت معادلة جديدة في توازن الرعب مع أسرائيل كان الجانب المقاوم هو الرابح والراجح في المعادلة  ومع ذلك ظل غباء أعلام داعش وأنظمة المنطقة يتخبط بسوء نواياه وأنعزاله الجماهيري ولم يتحرر من أسر العقد الطائفية والحقد الشخصي الذي يجعل من الحشد الشعبي في العراق محاطا بالشكوك والريبة المنطلقة من نفوس مريضة.

أحدث المقالات