22 نوفمبر، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

الغاية في العطر..والوسيلة في الدين

الغاية في العطر..والوسيلة في الدين

“الدين غاية ام وسيلة”؟
لا يزال هذا السؤال يشغل عقول المفكرين والباحثين وعلى الرغم من ان النتيجة ظهرت قبل قرون بأن الدين هو الغاية وكل الوسائل التي توصل اليه يجب ان تكون طاهرة, لكن في ديننا الحنيف اتضح ان البعض يستخدمه كوسيلةً لجمع المال وكطريقاً للوصول خلاله للسلطةِ.
الامثلة على ذلك كثيرةُ, اولها ساستنا و”بعض” رجالات الدين المرتزقة واخرها طريقة لربما تفاجئنا بها قليلاً حيث نقف مستغربين شعبنا عندما يؤله طبقة جديدة تدعى طبقة “مطربي الدين” او (الرواديد). صحيح ان الانسان بطبيعته يميل الى النغم, لكن خطأ ان يطرب الانسان ويرمي كل ما بجيبه على خشبة مغني مخمور. وبمثل هذا استطاعت هذه الطبقة الاستخفاف بعقولنا وجمع المال واكتساب الشهرة عبر سذاجة بسطائنا.
هذه الطبقة استغلت عواطف البسطاء وما اكثرها في مجتمعاتنا لسلب اموالهم بطريقة “اشتري عطري وتدخل الجنة”. نعم, انها كذلك, فخلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي وجدت الكثير من مستخدمي الفيسبوك يعتبرون هذا العطر هو “مستحب” و”يجب” التعطر به اثناء التعبد كي يبارك الله بأعمالنا. انها هرطقة حديثة يا سادة.
استغربت لأن اغلب هؤلاء المستخدمين هم من طبقة تُعتبر نفسها مثقفة, ثم تريثت لوهلة, فوجدت بأن هذه الثلة لا تعرف للثقافة طريقاً. لكن المشكلة انهم كثر. وبعددهم هذا لربما يعملون الدعاية او الـ (بروباكاندا) لمنتج هذا الانسان المستخدم, اقول مستخدم واقصدها, والحليم تكفيه الاشارة.
فهذه الايام اطلق هذا المستخدم والمدعو الرادود بي كي حيث اعتبر هذين الحرفين اسماً لشركته التي تنتج عطراً يفوق سعر القنينة الواحدة المئة دولار امريكي. وهو يستخدم افضل طريقة ترويج لتسويق بضاعته وهي استخدام القضية الحسينية كوسيلة ممتازة لبيع اكبر عدد ممكن من قناني عطره. حيث يضع على قنينة العطرشعار يرمز لثورة الامام الحسين (ع) وايضاً يضع اسمه واسم مدينة كربلاء التي اتخذها هي الاخرى اسماً لشخصه لتسويق نفسه. نعم, ان صوته جميل, لكن ليس اجمل من صوت الكثير من الطيور المحرمة.
لا اريد ان اقف متفرجاً لما يحصل من مهازل يحاول الساسة والبعض من هذه الطبقات الشاذة امثال صاحب الشركة اعلاه, بل وجب القول وحان الوقت لأخبار القليل ممن يسمع, فعلى الرغم من انني مدرك ثمن هذا الكلام, ولربما سيعتبر الكثير بأني اهاجم مذهبا انا منتمياً اليه, والصحيح انني ادافع عن دين ومذهب وعقيدة تريد هذه الطبقة المستخدمة من قبل اجهزة مخابرات دولية تحقيق اهدافها التجهيلة والمكسبية من خلالها. بالضبط كما استخدم جهاز المخابرات النازي (الجيستابو) شركة هوكو بوس لدعم المشروع النازي وكذلك لتغطية جرائم النظام اثناء الحرب العالمية الثانية ولا تزال.
لكننا لن نضعف او نهاب تلك الطرق التي تستخدمها تلك العصابات السياسية ومافيات الدين ومليشياتهم, ونأمل دائما بأن جيلنا القادم وشبابنا الواعي يدرك يوماً قذارة تلك الانظمة المنظمة بأحكام وعملها الرذيل واستخدامها للدين كوسيلة لكسب المال وطريقة ناجحة لتجهيل الانسان.
فأحذروا وسيلة الدين يا اخوة.. والله من وراء القصد عليم..
((وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم اجمعين))

أحدث المقالات