بعد ان عجزت الاصوات المنادية بان يكون الحزب الحاكم وفي مقدمته رئيس الحزب الاستاذ المالكي على قدر المسؤولية في انصاف الشعب العراقي واحترامه ولو بمقدار بسيط جدا جدا في مسألة لا اعتقد ان هناك خلافا حولها وهي ان كرامة الانسان فوق كل الاعتبارات فالإنسان العاقل السوي يقبل ان يموت جوعا ويقبل ان يتعرض لأبشع انواع التعذيب ويقبل ان يعيش في اقسى ظروف الحياة بل ويقبل في النهاية ان يقتل وان يفعل به ذاك سبعين مرة ولكن لا يقبل ان تداس كرامته ويعتدى عليها باي نوع ومهما كانت الاسباب وهو الذي تعلمناه من قادتنا المعصومين عليهم السلام فالموت اولى من ركوب العار وانا اعتقد ان هذا المفهوم(الحرص على الكرامة) لا يتقيد بالإسلام والمؤمنين فقط فهو مطبق عند كل البشرية وعلى مر الازمنة ولكن ونقولها بمرارة ان حكامنا الجدد وبعد ان رفعوا شعار يجب الوصول الى الهدف باي وسيلة ومهما كانت النتائج اخذوا على عاتقهم اهانة الشعب العراقي عامة والشيعة خاصة عندما تبنى الحزب الحاكم وكتلته المجرم مشعان الجبوري والذي لاخلاف على اجرامه واحتضانه للإرهابيينوتقديم يد العون لهم ماديا ومعنويا والسؤال الذي يطرح نفسه انه لماذا يقدم المالكي على هكذا امرعلى الرغم من انه يجر عليه الويل والخسران وانا حسب فهمي اعتقد ان هذا الامر له عدة اسباب منها :
اولا. المالكي وصل الى قناعة تامة بانه لن تكون له مقبولية في الاحزاب الشيعيةوبذلك فهو يأمل في حالة حصوله على مقاعد تؤهله لنيل الولاية الثالثة الحصول على حلفاء من خارج المنظومة الشيعية لذلك فهو لايجد افضل من مشعان الجبوري لانه من الطائفة السنية وغير منضبط عقائديا واخلاقيا فهو في حل من الالتزام بالثوابت السنية والتي من اهمها رفض المالكي .
ثانيا. من المحتمل جدا ان مشعان الجبوري وتسوية جرائمه وتبرئته منها ومن ثم مشاركته في الانتخابات قد تم فرضه على المالكي من قبل دولة معينة وكما يقولون من متطلبات المعادلة الاقليمية .
ثالثا . محاولة خداع الرأي العام العربي الذي يعتقد بان حكومة المالكي هي طائفية بامتياز لذلك اقدم المالكي على احتضان مشعان الجبوري ليثبت انه ليس بطائفي .
رابعا. من المؤكد ان هناك مستشارين يقومون بتقديم الاستشارة للمالكي وهؤلاء متهمين بالكثير من التهم اهمها الولاء للبعث والفساد وغيرها ولذلك فهم قد زينوا للمالكي هذا الفعل القبيح باحتضان مشعان واوهموه بانه يصب في مصلحته واكيداً فان المالكي يقبل كل شيء في سبيل الحكم والكرسي .
ولعل هناك غيرها من الاسباب التي تخفى علينا ولكن النتيجة ان هذا الفعل القذر الذياقدم عليه المالكي لااعتقد ان احدا من المبوقين للمالكي يستطيع ان يقدم لنا تفسيرا واقعيا له واما القول بان الموضوع برمته قضائيا وان القضاء قد قال كلمته واثبت براءة مشعان فهذا القول لانملك قولا امامه الا نقول لهم بالعراقي “سولفه على الدبة” اخيرا انا اعتقد ان احتضان مشعان الجبوري يقدم وبما لايقبل الشك الكثير من التفسيرات حول تهريب الهاشمي وتهريب المئات من الارهابيين وقادة القاعدة والكثير من عمليات القتل والتهجير التي يتعرض لها الشعب العراقي المظلوم … فإنا لله وانا اليه راجعون .