أبتلي العراق والمنطقة بأنصاف العقول , وهؤلاء هم الذين أصبحوا الحواضن الميدانية لعصابات داعش .
وألآرتدادات الفكرية من حادثة ألآنقلاب على العقب التي أشار اليها القرأن الكريم ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا .. ” وألانقلاب على العقب كان يختزن أرتدادا فكريا تحمله بعض النفوس التي تلوثت بأثام الجاهلية ولكن طموحها الشخصي جعلها تجد في ألآسلام فرصة كما تتصور هي لتحقيق مأربها , فكانت سقيفة بني ساعدة فرصة لآولئك الذين يمتلكون ألآستعداد للآنقلاب على العقب بتبريرات ألآنتماء القبلي الذي لم يجعل له ألآسلام سبيلا لولاية المسلمين ألآ مع ألآيمان والجهاد في سبيل الله , قال تعالى : ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم ألآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون ” ولذلك قال ألآمام علي عليه السلام مبينا رفضه لمدعيات أصحاب السقيفة حيث قال : تمسكوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ؟
ومنطق السقيفة لايزال يشكل أرضية لكل ألآبتلاءات والمصائب والمحن التي يمر بها العالم ألآسلامي نتيجة تجميد الثقافة القرأنية في ألآصطفاء , والذرية الصالحة والعصمة وألآمامة والتقية والبداء والشفاعة والغيب .
وهذا التجميد المتعمد هو الذي خلق فراغا ثقافيا وضعفا روحيا أنعكس على الذين تولوا أمور المسلمين خطأ بعناوين البيعة الصورية أولا ثم تحولت الى قرار فردي عندما أمر عمر بن الخطاب ستة من المسلمين أن ينتخبوا أحدهم ولم يترك لهم حرية الرأي , وأنما أشترط عليهم أذا أجمع خمسة منهم وخالفهم واحد يقطع رأسه , وأذا وافق أربعة منهم وخالفهم أثنان تقطع رؤوسهم , وأذا أنقسموا ثلاثة ثلاثة فمن فيهم عبد الرحمن بن عوف ويوافقوا على رجل منهم يكون الرأي لمن فيهم عبد الرحمن بن عوف ؟
وكان هذا الرأي هو الترجمة العملية لمفهوم ألآنقلاب على العقب الذي تنبأت به ألآية القرأنية الكريمة وحذرت منه , وقد سبق هذا الرأي ألآنقلابي ألآرتدادي رأي من قال عند وفاة رسول الله “ص” وأنتقاله للرفيق ألآعلى : من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ؟
لقد سرت هذه المقولة سريان النار في الهشيم نتيجة وجود نفوس ضعيفة وأخرى مريضة وثالثة جاهلة وهو ما عبر عنه ألآمام علي عليه السلام عندما قال : الى الله أشكو من قوم يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ” كما عبر ألآمام علي عليه السلام عن صورة من صور ألآنقلاب على العقب حينما وصف أحدهم قائلا عن عهده :
” لله در فلان قوم ألآود ودارى العمد أقام السنة وسبق الفتنة , ذهب نقي الثوب , قليل العيب , وتركهم في ساحة لايهتدي فيها الضال ولا يستيقن فيها المهتدي ؟
وظلت تلك الحالة بوعثائها ونتوءاتها يتبرأ من شخوصها حتى الذي ساهم في تشكيل ما يسمى بشورتها ؟
فعندما دنت منيته قال له عبد الله بن عباس : هلا أوصيت لآبي عبيدة ؟ فقال دعك فأنه لايصلح ؟ فقال أبن عباس وهلا أوصيت لعبد الرحمن بن عوف ؟ قال أنه لايحسن أدارة بيته ؟ قال فأوصي لسعيد بن العاص ؟ قال : أنه رجل فرس ورمح ؟ قال أبن عباس : فأوصي لعبد الله بن عمر ؟ قال : لايحسن تطليق زوجته ؟ قال أبن عباس : فأوصي لعثمان أبن عفان ؟ قال : أخشى أن يجعلها لبني معيط ؟
ثم قال عمر بن الخطاب : يا أبن عباس لم تذكر صاحبك ؟ يعني به عليا بن أبي طالب , فقال أبن عباس : أذن مايمنعك من الوصية له ؟ قال : والله أنه ليحملهم على المحجة ؟ ولكنه لم يفعل .
وهكذا حتى صارت الفتنة أيام عثمان فثارت المدينة عندما دخلت أبل عبد الرحمن بن عوف محملة بألآموال فضجت فقراء المدينة ؟
فخرجت السيدة عائشة أم المؤمنين والتي قالت لمعاوية عندما قتل حجر بن عدي : أين كان حلمك عن حجر بن عدي ؟ قال معاوية : غاب عني المرشد ؟ وتنقل كتب التاريخ كما عن الكامل في التاريخ لآبن ألآثير أن معاوية عندما قتل حجر بن عدي الكندي قال : أن يومي معك لطويل ياحجر ؟ يقصد يوم القيامة , وما درى معاوية أن يومه سيكون أكثر طولا ومساءلة لما تجرأ على الولاية الحقة وهي لآهل البيت عليهم السلام .
فعندما ثارت فقراء المدينة خرجت السيدة عائشة لتقول : سمعت رسول الله “ص” يقول : يدخل العشرة المبشرة بالجنة سعيا , ويدخل عبد الرحمن بن عوف حوبا ؟ أي أنها أدخلته الجنة حتى لايستمر الثوار بثورتهم ضد عثمان بن عفان الذي دافع عنه الحسن والحسين بأمر من أبيهما علي بن أبي طالب الذي قال عندما قتل عثمان أستأثر فأساء ألآثرة , وقال عن قتلته : جزعوا فأساءوا الجزع ؟
ونفس تلك المواقف المنية على جرف هار هي التي تتحكم بأغلبية المسلمين وأحزابهم السياسية التي أصبحت معدومة الرؤية بعد أن أصبحت حاضنة لعصابات ألآرهاب التكفيري , فها هي اليوم تعلن أجماعها الذي لم يتحقق لصالح قضية محقة وظلامة معروفة هي قضية فلسطين التي راحت أسرائيل تقتل الفلسطينيين بدم بارد وتحاصر المسجد ألآقصى من أجل تغيير كل شيئ فيه ولم تلق من ألآعراب وأنظمة التبعية للمحور التوراتي الصهيوني سوى الصمت , بينما نرى حواضن داعش يعلنون عن حشرجاتهم المبحوحة نتيجة نزلات ألآرتدادات الفكرية التي أصبحت جزءا من تفكيرهم منذ حادثة السقيفة وألآنقلاب على العقب ؟
والسؤال هنا أمام هذه الحشرجات التي تأخذها الغيرة على عصابات داعش والنصرة وما يسمى بأحرار الشام والتي عاثت فسادا في العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا وتونس والجزائر متخذين من الغارات الروسية الجوية لضرب عصابات داعش في سورية ذريعة لتأليب الشعور ألآسلامي ضد الروس ولآعتبار ذلك واجبا أسلاميا لآعلان الجهاد ضد الروس ؟ ومن أغرب تلك الحشرجات التي لم تعد تجد أذانا صاغية سوى لدى شذاذ ألآفاق ممن لايعرفوا معنى الجهاد ألآ أن يكون نكاحا وقتلا للناس ألآبرياء بصيحات الله أكبر التي ستكون وبالا عليهم يوم القيامة ؟
أن صيحات النفير والزعيق والتباكي من أجل مجرمي العصر والذين سماهم رسول الله “ص” بكلاب جهنم , ستظل حشرجات يغص بها أصحابها ولن يجدوا من يستمع لهم بعد كل الفضائح والجرائم وتهجير الناس الذين مات بعضهم في عرض البحر ومات بعضهم ألآخر نتيجة حادث التدافع المفتعل في مشعر منى والذي ستتكشف أسراره تباعا بأذن الله , فالذين ماتوا غرقا في البحر هم بسبب داعش والتي ينتخي لها اليوم تنظيم ألآخوان المسلمين في سورية مثلما ينتخي لهم أوردغان الذي فتح أبواب تركيا لشذاذ ألآفاق من 82 دولة ليدخلوا سورية والعراق من أجل التخريب والقتل بالمفخخات وألآحزمة الناسفة ولهذا راحت أسرائيل تفتح مستشفياتها لمعالجة جرحاهم , والذين ماتوا في منى بسبب مكيدة عائلة أل سعود التي ستكشف الوقائع بأنها ليست سوء أدارة بمقدار ماهو تدبير تقف وراءه أحقاد طائفية , وستشكل هذه ألآحقاد الطائفية طابورا أرتداديا يتعاون مع أسرائيل من أجل تفتيت المنطقة وزرع الفتن بخلفيات طائفية حاقدة لاتعرف سوى العبث كما تفعل السعودية في حربها ضد الشعب اليمني , أن حشرجات حواضن داعش تكشفت أقنعتها فبان الوجه الحقيقي لكل من ألآخوان المسلمين في سورية والتجمع العالمي لما يسمى بعلماء المسلمين الذي يترأسه القرضاوي الذي أشاد بأوباما والمحور التوراتي وكان وراء أغتيال رئيس هيئة علماء أهل الشام العلامة الدكتور الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي , ولم يعد أمام شرفاء الوطن في العراق والمنطقة سوى مواجهة هذه الحشرجات حتى تلفظ أنفاسها ألآخيرة لآن الباغي مصروع , وهي في طريقها الى ذلك أنشاء الله .