23 نوفمبر، 2024 6:11 ص
Search
Close this search box.

الغاء البطاقة التموينية … زوبعة في فنجان

الغاء البطاقة التموينية … زوبعة في فنجان

العراقيون  بصورة عامة مازالوا يعيشون بنظرية القائد الاوحد الذي يتخذ القرارات ويتفرد في كل شيء وينسبون كل ما يصدر من الحكومة العراقية الى راس السلطة حيث انهم والى الان يقولون فعل هدام وهذا عمله هدام وهكذا وحتى في الوقت الحاضر ينسبون كثير من الامورالى راس السلطة وهو السيد المالكي وهذا الاعتقاد هو الذي دفعهم الى الاهتمام بالانتخابات الامريكية ظنا منهم ان هناك شيئا سيتغير بتولي (رومني) او بتجديد ولاية (أوباما) وانا وحسب تصوري ان هذه الحالة تحتاج الى سنوات طويلة حتى يستطيع الشعب العراقي الخروج من هذا التصور الساذج وان يلحقوا بركب الشعوب التي باتت تتيقن بان هناك سياسة للدولة ليست لها علاقة براس السلطة او راس الهرم وانما هناك ثوابت ليس بالإمكان تجاوزها, نعم يبقى لراس السلطة او الرئيس ان يتفنن بكيفية التنفيذ وتسيير الامور التي لا تتصادم مع السياسة العامة للبلد . واما ما حدث من موضوع الغاء البطاقة التموينية فهو من هذا القبيل فالكثير من فئات الشعب ومن الشخصيات يتصورون ان القرار صدر من السيد المالكي حصرا متناسين ان هناك مجلس للوزراء ونواب لرئيس المجلس وان القرار لا يصدر الا بالأجماع وبعد المناقشات المستفيضة وللمالكي راي كما للآخرين راي في القرار واما الدور الرئيسي للسيد المالكي فهو ينحصر في اختيار التوقيت المناسب والية الطرح واستخدام نفوذه في التأثير على بعض الوزراء وامور بسيطة اخرى والا فان القضية منحصرة بمجلس الوزراء وبممثلي الكتل في المجلس وهم الوزراء لا غير واما كيف نقرأ موضوع الغاء البطاقة التموينية فهذا هو المفروض ان ينتبه له الشعب العراقي حيث انني اعتقد ان له ابعاد وتداعيات يمكن ايجازها بعدة نقاط :
1. ان موضوع البطاقة التموينية من اهم المواضيع التي تمس الشعب العراقي كافة(ماعدا اقليم كردستان) فاذا كان الارهاب قد تم توجيهه الى جهة معينة او محافظات معينة فان البطاقة التموينية تشمل جميع ابناء الشعب العراقي لذلك فان امرها يحتاج الى وقفة وتأمل .
2.  في هذه الايام ينشغل العراقيين اضافة الى الموت اليومي بأمور مثل الموازنة والبنك المركزي وتجديد الولاية لذلك فان طرح موضوع الغاء البطاقة التموينية في  هذا الوقت يجعل الانظار تتوجه اليه تاركة الامور الاخرى ومن باب والجرح يسكنه الذي هو أألم .
3. مرت فترة ليست بالقصيرة ولم يحدث شيء يحرك العراقيين ويشدهم الى الاحداث فكل ما يحدث اعتادوا عليه لذلك فالأمر يحتاج الى حدث مهم .
4. قد يراد من موضوع الغاء البطاقة التموينية هو التهيئة لإبراز جهة او شخصية تتصدى للموضوع تقوم بمطالبة الحكومة  بإلغاء القرار (وطبعا ستنفذ الحكومة ذلك) وبذلك تكون تلك الجهة او الشخصية صاحبة الفضل في الدفاع عن الشعب العراقي .
5. نفس هذه الجهة او الشخصية ستقوم بتحشيد الشعب العراقي لأمر يخدم الحكومة وراس السلطة حصرا واعتياديا سينصاع الشعب لتلك الجهة الشخصية على اعتبار انها  هي التي انقذته من فقر مدقع .
6. البطاقة التموينية هي المستمسك الرسمي المهم والذي يعده العراقيون من المستمسكات الاربعة لذلك فان الغائها سيترتب عليه الكثير  من الامور في اثبات او تغيير او انتساب الكثير من  الناس .
7. الغاء البطاقة التموينية قد يكون من ورائه غرض اقتصادي بحت حيث من  المؤمل ان تقوم الحكومة بتوفير المواد الغذائية للشعب وهذا التوفير يحتاج الى جهة لتقوم به وقطعا قد لا تكون الحكومة بل قد تكون شخصية او جهة وبذلك ستجني تلك الجهة او الشخصية ارباحا طائلة من ذلك .
اذن اعتقد ان موضوع البطاقة التموينية يحتاج الى وقفة مهمة والا يتم تسويفه بالمهاترات والقاء التهم على هذا او ذاك  وان علينا الاستيقاظ من هذا النوم العميق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات