23 ديسمبر، 2024 9:01 م

العِرَاقُ … وَ اسْتِرَاتِيْجِيَّةُ الدَّوّْرِ الفَاعِلْ – 3

العِرَاقُ … وَ اسْتِرَاتِيْجِيَّةُ الدَّوّْرِ الفَاعِلْ – 3

فِي هَذِهِ الحَلَقَةِ سَأُبَيّنُ بِاخْتِصَارٍ، مَا يَنْبَغِي عَلى العِرَاقِ فِعلُهُ، لِيَكُونَ صَاحِبَ دَوّرٍ جِيُوسِيَاسَيٍّ مُؤَثِّرٍ، يَفْرِضُ بِمُوجِبِهِ عَلى القِوَى دَاخِلَ وَ خَارِجَ المَنْطِقَةِ مَوَاقِفَهُ، وُفْقَ مُقْتَضَيَاتِ مَصَالِحِةِ الوَطَنِيَّةِ وَ سِيَادَتِهِ الدُّوَلِيَّة.
لَقَدّْ وَضَّحَ (زبغنيو بريجنسكي)، فِي كِتَابِهِ (لاعِبُونَ اسْتِراتِيْجِيّونْ)، دَوّرَ تُركِيَا وَ إِيْرانَ المؤَثِّرِ اسْتِراتِيْجِيَّاً، عَلى وَضْعِ المَنْطِقَةِ بِقَوْلِهِ : (ومهما يكن الأمر ، فإنَّ كلا الدولتين (تركيا و إيران)، هما دولتان محوريتان جيواستراتيجيتان مهمّتان بصورة رئيسية. فتركيا تؤَمِّنُ الاستقرار في منطقة البحر الاسود، و تسيطر على مداخله من اتجاه البحر الابيض المتوسط. و تَوازن روسيا في القوقاز. و هي مستمرة لحد الآن في تقديم الترياق للأصولية الاسلامية، و تخدم بوصفها مرسىً جنوبياً لحلف الأطلسي. و تركيا غير المستقرة، من المحتمل أن تثير المزيد من العنف، في دول البلقان الجنوبية. كما تسهل اعادة فرض السيطرة الروسية، على الدول المستقلة حديثاً في القوقاز. وكذلك ايران، فبالرغم من غموض موقفها إزاء (أذربيجان)، فهي تؤمن على نحو مماثل، الدعم المسبب لاستقرار النسيج السياسي، المتنوع الجديد لآسيا الوسطى. وهي تسيطر على الساحل الشرقي للخليج العربي ….. و بالرغم من العداء الايراني الراهن للولايات المتحدة، فهي تقف كحاجز لأي تهديد روسي، على المدى البعيد للمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي. (تَقِفُ كَحَاجِزٍ لأَيِّ تَهديْدٍ رُوسِيّ: لأَنَّ إِيْرَانَ لا يُمكِنُ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحوَالِ، أَنْ تَندَمِجَ كليّاً مَعَ رُوسْيَا، بِحُكْمِ وَضْعِهَا الآيِدْيُولُوجِيّ، الرَّافِضُ لِلتَّبَعِيَّةِ لِلغَيّرِ. هَذهِ الاسْتِقْلالِيَّةُ الاسْتِراتِيْجِيَّةُ، تَجَعُلها تُشَكِلُ الحَاجِزَ الّذي قَصَدَهُ (بريجنسكي).(تَوْضِيْحٌ مِنَ الكاتِب)). (موقع مركز/أس.بي.آر/ للاعلام والدراسات الاستراتيجية).

إِنَّ وَصْفَ (بريجنسكي)، لِلمَوْقِعِ الاسْتِراتِيْجِيّ، و المواقِفِ السِيّاسِيَّةِ، لِكُلٍ مِنْ تُركيَا وَ إِيْرَانَ، (مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ الاسْتِراتِيْجِيَّةِ الأَمْريْكِيَّةِ)، نَسْتَدِّلُ مِنْهَا عَلى أَهَمِّيَةِ دَوّْرِ العِرَاقِ، فِي مُعَادَلَةِ تَوَازُنِ القِوَى إِقْلِيْمِيّاً. وَ تَزْدَادُ أَهَمِيَّةُ العِرَاقِ، إِذا مَا عَرِفْنَا أَنَّ رُوْسْيَا، تُحَاوِلُ جَذْبَ العِرَاقِ لِجَانِبِها، لِيَكُونَ أَقرَبَ مَا يُمْكِنُ، إِلى فَلَكِهَا الاسْتِرَاتِيْجِيّ، مِنْهُ إِلى الفَلَكِ الاسْتِرَاتِيْجِيّ الأَمْرِيْكِيّ. حَتّى يَصبَحَ العِرَاقُ عُنْصُراً ضَاغِطاً عَلى تُركِيَا، لِلحَدِّ مِنْ تَدَخُلِهَا فِي دُوَلِ البُلقَانِ، إِذا مَا طَلَبَتْ مِنْها أَمْريْكا ذَلِك. وَ الاسْتِفَادَةُ مِنَ العِرَاقِ كَعُنْصُرٍ وَسِيْطٍ، لِتَقْوِيَةِ عِلاقَةِ رُوسْيَا مَعَ إِيْرَان. إِضَافَةً لِمَا تَقَدَمَّ، فَإِنَّ رُوسْيَا تُريْدُ مِنَ العِرَاقِ أَنْ يَكونَ، مِحوَراً جِيُوبُولُوتِيْكِيَّاً، تَضْغَطُ بِهِ عَلى أَمْرِيْكا بِصُورَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَة.
يَبدُو أَنَّ التَّاريْخَ، يُحَتِّمُ أَنْ تَكُوْنَ الأَدوَارُ، دَائِمَةَ التَّغَيُرِ عَمّا كانَ مُخَطَطٌ لَها. وَ سَيَصبَحُ تَسَلْسُلُ أَهمِّيَةَ دُوَلِ المَنطِقَةِ، بِوجُودِ العِرَاقِ كَمِحوَرٍجِيُوسِيَاسِيٍّ، كالتّالي: (إِيران، العراق، تركيا، السُعوية وَ منظومة دُوَلِ الخليجِ الأُخرى، الأَردُن، وَ إِسْرَائِيْل). وَ هذا التّغييرُ إِنْ تَحقَّقَ، يَجِبُ إِعادَةُ النَّظَرِ،  فِي الطَّرحِ الّذي قَدَّمَهُ السَيّدُ (أُوْغْلُوْ)، فِي  كِتَابِه (العُمْقُ الاستراتِيجي/د. أحمد داوود أُوْغْلُوْ/ص375):-
(وفي الوقت الذي تحلّلَ فيه نظام الحرب الباردة القديم في شرق اوربا، بدأ العمل (المقصود عمل أمريكا) على ارساء السياسة الشرعية، للنظام العالمي الجديد في الشرق الاوسط. كما ان التوجه الذي كان من الممكن ان تنتجه، مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الانسان في الشرق الاوسط، وهي مفاهيم يقوم عليها النظام الجديد، توجهت نحو خيار تكامل النظام القائم في المنطقة، مع النظام العالمي الجديد دون احداث تغيرات كبيرة.).
وَ فِي هَذا الطَّرحِ دِلالَةٌ مُؤَكَدَةٌ، تَقودُنَا للاسْتِنْتَاجِ، بِأَنَّ أَمْريْكا رَاغِبَةٌ، بِإِبْقَاءِ الأَنْظِمَةِ الدِّكتَاتُورِيَّةِ كَمَا هِيَ عَليْه. لكِنَّ الواقِعَ تَغَيّرَ، فَهلّ أَمْريْكا باقِيَةٌ عَلى  مَا كانَتْ مُخَطِطَةً لَه؟.
اضَافَةً لذلك، هُناكَ أَوْساطٌ دَاخلَ أَمريكا، تُعارضُ السِّياسَةَ الخارجيّةَ الأَمريكِيَّةَ. وَ كذلكَ وجودُ أَوسَاطٍ مَعنِيَّةٍ، بالشّؤونِ الثَّقافيَّةَ وَ الفِكريَّةِ، أَخذَتْ تُوَجِّهُ الانتقاداتِ الشَّديدَةَ، للمُؤسَّساتِ السِّياسِيّةِ الأَمريكيَّة. وَ تُعيْبُ عَلى أُولئكَ السّاسَةِ، بأَنَّهُم يَدْعونَ، لاحترامِ مَبَادِئ الحُريّاتِ وَ حُقُوقِ الإِنسَانِ، وَ حَقِّ الشُّعوبِ فِي تَقريرِ مَصيرِهَا، وَ التَّدَاولِ السِّلميّ للسُلطَةِ. وَ فِي الوَقْتِ نَفسِهِ، تُقيْمُ أَوسَعَ وَ أَوّثَقَ العِلاقَاتِ، مَعَ دُوَلٍ لا تَحتَرِمُ أَسَاسَاً تِلكَ المبادئِ وَ الحُقوقِ، وَ عَلى رَأسِها السُعوديّةِ وَ مِنْ ثُمَّ دُوَلِ الخَليجِ الأُخرى، وَ بَقِيَّةِ الأَنظِمَةِ الدِّكتَاتورِيَّةِ العَرَبِيَّة.   
هُناكَ أَمْرٌ لا بُدَّ مِنَ الإِلتفاتِ إِليْه، أَنَّ أَمريْكا غَيّرَتْ سِياسَتَها بَعيدَةَ المَدى، إِلى سِيَاسَاتٍ، مَرحليَّةٍ قَصيرَةِ المَدى فِي المَنطِقَةِ، فأَبتَدأَتْ مَعَ مِصر. وَ بَعدَ أَنْ كانَتْ تُجَارِي السُعوديَّةَ وَ تُركيا وَ قَطَرَ، فِي دَعمِ الاخْوَانِ المُسلِميْنَ فِي مِصْرَ، للوصُولِ إِلى سَدَّةِ الحُكمِ، انقَلَبَتْ (أمريْكا) عَلى سِياسَةِ دَعمِ الاخْوَانِ، لتَيَقُنِها مِنْ أَنَّ المَنْهجَ الاخْوَانيّ، سَيكونُ طَرَفاً فِي ازدِيَادِ التَّوَجُهِ الرادِيكالِيّ الإِسلامِيّ. وَ سَيَنتُجُ عَنْ ذَلكَ، نُشوءُ ثَلاثَةَ أَمورٍ هي:-
الأَمْرُ الأَوَّلُ:
تَعاظُمُ دَوّرِ تُركيا فِي المَنطِقَةِ، وَ هَذا مَا لا تَرغَبُ به أَمريْكا، لأَنَّ تُركيا تَلعبُ عَلى ثَلاثَةِ مَحَاور. فَهِيَ مِنْ جِهَةٍ مُوالِيَةٍ لأَمريكا، لأَنَّها عُضْوٌ  فِي الحِلْفِ الأَطلَسيّ. وَ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ، فَهِيَ تَغِذُّ السَيّرَ سَاعِيَةً، للدخُولِ فِي مِحوَرِ الاتّحادِ الأَورُبِيّ. وَ مِنْ جِهَةٍ ثَالِثَةٍ أَنَّهَا جَادَّةٌ لاختِرَاقِ المَنطِقَةِ العَربِيَّةِ، باستِغلالِ الامتِدادِ الاخوَانيّ، الّذي يَربِطُ حِزبَ العَدَالَةِ وَ التَنْمِيَةِ الحَاكِمِ فِي تُركِيا، مَعَ حِزبَ الاخْوَانِ المُسلِميْنَ فِي مِصر.

الأَمُرُ الثّانِي:
تَشكِيلُ مِحوَرٍ، يَربِطُ كُلاً مِنَ السُعوديّةِ وَ تُركيا وَ مِصرَ، بَعضِها معَ بَعض. وَ بالتّالي، فَإِنَّ هَذا المِحورَ، سيَجعَلُ مِنْ مِحوَرِ رُوسيَا وَ حليفَاتِها(الصين، كوريا الشمالية، إِيران، سوريا)، طرفاً أَكثرَ تَماسُكاً وَ انسجاماً، فِي تَحدّي أَمريْكا وَ مُواجَهةِ مَشاريْعِها فِي المَنطِقَة. (فالدول التي تمتلك القدرة على تحديد الاستراتيجيات العالمية في العلاقات الدولية، تحدد أولاً أوجه المصلحة و المنفعة، التي ستعزز بها عناصر قوتها؛ كما تحدد بؤر التوتر والصدام الكامنة التي يمكنها ان تؤثر في هذه المصالح. و يفسح هذا التحديد الاستراتيجي لها المجال، لطرح خياراتها في التوافقات ذات المدى القصير و المتوسط و الطويل، كما يوضح لها خياراتها الصدامية في المراحل المختلفة.)(المصدر السابق).

الأَمْرُ الثَالِثُ: إِنَّ أَمريْكا لا تُريدُ أَنْ تَرى، مَزيداً مِنَ الفَشَلِ فِي سِياسَتِها الخَارجِيَّةِ، الّتي وَرِثَها (أُوْبَامَا)، مِنْ صُقُورِ البَيّتِ الأَبيَضِ، إِبّانَ رئاسَةِ (جورج بوش)الإِبْن.

بِناءً عَلى مَا تَقَدَّمَ فَإِنَّ العِرَاقَ، يمتَلكُ مَفاتِيْحاً مُهِمَّةً، تَجعلُ مِنهُ عُنصُراً نَشِطاً فِي إِدارَةِ الصِّراعِ فِي المَنطِقَة. وَ اجْمَالاً يُمْكِنُ ذِكْرُ بَعضَ هذِهِ المَفَاتِيْحَ وَ هي :
(1). تَوفُرُ الاسْتِثماراتِ الكَبيرةِ وَ الكَثيرةِ، فِي العِرَاقِ وَ بِمُختَلفِ المَجالات. (2). ضَمَانُ استمرارِ، إِنتَاجِ النَّفطِ العِراقِي، وَ الّذي سَيُسْهِمُ فِي خَفْضِ سِعرِ النَّفطِ عالمياً. (3). العِراقُ يُعتبَرُ الآنَ بَلداً مُستورداً بامتِيازٍ، لأنَّهُ لا يَمتلِكُ صِنَاعَةً مَحلِيَّةً تَسِدُّ احتياجَاتَهُ المختَلفَة. (4). العِرَاقُ بَلَدُ جوارٍ لإِيرانَ، وَ شريكٍ اسْتِراتِيجيّ مَعَ أَمريْكا. وَ ذلكَ يُسهِمُ فِي تَطويرِ العلاقَاتِ، بَيّنَ (إِيْرانَ و أَمْريْكا)، وَ بَيّنَ أَطرافٍ أُخرى أَيضاً. (5). تَوظيفُ العامِلِ الجُغرافِيَ (الجِيُوبُولُوتِيْكي)، كعُنصرٍ مُؤثّرٍ، بالجَانِبِ السِّياسيّ فِي المَنطِقَة. (6). الاستفَادَةُ مِنْ وَرقَةِ حِزْبِ العُمّالِ الكُردُستانِيّ، للضَّغطِ بورَقَتِهِ على تُركيا لِتحقِيقِ مَصالِحِ العِرَاق.
لَكِنْ كُلَّ عَناصِرِ القُوَّةِ الّتي ذُكِرَتْ أَعلاه، لا يُمكِنُ الاستِفادَةُ مِنْها، مَا لَمْ  تّتَوفَّرُ عِندَ مُؤَسّساتِ الحُكمِ فِي العِرَاقِ، ثَلاثَةُ عناصِرَ مركزيَّةً مُترابطَةً، لا ينفَكُّ بعضُها عَنْ البَعضِ الآخرِ مُطلَقاً، هي:-
العُنصُرُ الأَوَّلُ:   
            وجُودُ نَشاطٍ دُبلوماسِيٍّ فَاعِلٍ، يَفهَمُ امكانَاتِ الدَّاخِلِ، وَ مُتَطَلبَاتِ الخَارِج. وَ أَنْ يَمتَازَ بِميْزَةِ رَدِّ الفِعلِ السَّريْعِ، إِزاءَ كُلِّ جَديْدٍ يَطرَأُ، وَ  لَهُ تَأْثِيرٌ عَلى الوَضْعِ العِرَاقِيّ، سَواءً كانَ ذَلِكَ فِي المُحِيْطِ الإِقْلِيْمِيّ أَوْ العَالَمِيّ.  
العُنصُرُ الثَّانِي:
وجُودُ رُؤيَةٍ استِراتِيجيَّةٍ دَقيقَةٍ، تَعتمِدُ عَلى التَّخطِيطِ العِلمِيّ، وَ تَوظيْفِ المَوارِدِ المُختَلِفَةِ، للوصُولِ إِلى الأَهدافِ المَنشودَةِ، مَعَ تَحدِيدِ مَراحِلِ تَحقِيقِ كُلِّ هَدَفٍ.

العُنصُرُ الثَّالِثُ:
وجُودُ بيئَةٍ استِراتيجِيَّةٍ داخليَّةٍ مُتكامِلَةٍ، تَشمِلُ جَميْعَ الجَوانِبِ الّتي، تُنَمّي قُوَّةَ البَلَدِ  دَاخليّاً، (تكافلٌ اجتماعي. وَعيٌ جماهيري. تعاونٌ بينَ الدَّولَةِ وَ المُجتمَع. نَشَاطُ الجِهَازِ الإِداريّ فِي الدَّوْلَة. وجودُ نِظامٍ قَضائيٍّ يُطبِّقُ القَوَانيْنَ بِصَرامَةٍ. وجودُ خَدماتٍ مَلموسَةٍ، تُقَدِّمُها الدَّوْلَةُ للمُجتَمَع. أَنْ تُحقِقَ الدَّولَةُ الرَّفاهيَّةَ لعُمُومِ المُجتمَعِ، وِفْقَ بَرامِجٍ مُستَقْبَلِيَّةٍ، وَ إِنْ كَانَ ذَلِكَ سَيَتِمُّ عَلى مَراحِل. القَضاءُ عَلى البَطالَةِ وَ الأُمِّيَة…. الخ). 
إِنَّ الاسْتِخدامَ الصَّحِيحَ وَ المؤَثِرَ، لِتلكَ المَفَاتِيْحِ، سَيَرسِمُ مَلامِحَ جَديدَةً لاسْتِراتِيْجِيَّةٍ  مُتكامِلَةٍ تَشْمِلُ الأَمْنَ، وَ الاقتِصَادَ، وَ بَقِيَّةَ العَناصِرِ المُرتَبطَةِ، بتَطّويرِ البُنْيَةِ الاجتِماعِيَّةِ، وَ العُمرانِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ، وَ العِلمِيَّةِ وَ المَعلومَاتِيَّة. كمَا أَنَّ تَرصِينَ بُنيَةُ الأَمْنِ الوَطنِيّ العِراقِيّ، ليسَتْ بالمُهِمَّةِ المُسْتَحِيلَةِ، إِذا مَا أَحسَنَ السَّاسَةُ العِراقِيُّونَ، اسْتِخْدَامَ المَفاتِيحِ المُؤَثِّرَةِ، فِي إِدَارَةِ الصِّراعِ السِّياسِيّ فِي المَنطِقَة. ليَنتَقِلَ العِرَاقُ، مِنْ مَرحَلَةِ البَلَدِ المُتَأَثِّرِ بالاسْتِراتِيْجِيّاتِ الخَارِجِيَّةِ، إِلى دَوْرِ البَلَدِ المُتَمَكِّنِ، فِي التَّأْثِيرِ عَلى الخَارِجِ، باستِخدَامِ اسْتِراتِيجِيَّةِ الدَّوْرِ الفَاعِل.

[email protected]