الانتخابات واحدة من مستحدثات ما بعد التغيير، تهدف إلى تداول السلطة بشكل سلمي! مما يجعل اغلب المرشحين(إفرادا أو أحزاب) في سباق محموم لكسب ود الناخب، وكلا حسب طريقته الخاصة، فمنهم من يقدم برنامجا انتخابيا هدفه خدمة الوطن، والمواطن، وفريق لا يقوى على ذلك؛ مما يجعله يحتال على المواطن لكسب وده، وأصواته، بطرق ملتوية، حتى لو كلفها ذلك دماء الآخرين من خلال الرقص على المذهبية، أو القومية، أو الفئوية، وإلصاق التهم بالمنافسين بدون وجه حق.
داعش: ذلك التنظيم الإرهابي العالمي، يستغل هذه المرة كدعاية انتخابية، وبتوقيت ذكي من قبل البعض؛ الذين أحسوا بان البساط بدا يسحب من تحت أقدامهم معيدين الذاكرة إلى ما قبل انتخابات 2008 البرلمانية، وما حدث في البصرة، ومدينة الصدر، والشعلة ببغداد، ومن ثم إعادة تأهيلها، وتعويض المتضررين جراء الأعمال العسكرية من نفط البصرة، الذي يتباكى عليها المتباكون؛ في حين تجدهم ممن يقفوا في طريق ازدهار، ونموا البصرة بمنعه تطبيق قانون البترو(5)دولارا، أو قانون البصرة عاصمة العراق الاقتصادية إذن قد تكون الانتخابات، ودعاياتها؟.
اليوم، العراق يمر بمرحلة سياسية صعبة تلونت، أو ارتدت جلباب الدين، ليدخل في دوامة طائفية مقيتة أبطالها سياسيون تسلقوا على أكتاف المواطن، فكان من اللازم طمأنة الطرف الأخر، على اعتبار إن الحكومة تحسب على المذهب الشيعي كما يصفها الآخرون؛ مما يردم الهوة الموجودة بين أبناء البلد الواحد، فكان لزاما من شخص يمتطي حصان الحكمة، والاعتدال لطرح مبادرة لحلحلة الوضع الراهن.
لذلك انبرى السيد الحكيم، بمواقفه المعروفة في احتواء المواقف الصعبة بمبادرة وطنية هدفها حقن دماء العراقيين الشرفاء(أقول العراقيين، وليس القاعدة وأذنابها) لكن بعض الأقزام(ممن لا يعجبهم العجب، ولا الصوم في شهر رجب)، الذي يعتبرون هذه المعركة برنامجا انتخابيا مهما لهم يحاولون الالتفاف عليها، وإحاطتها بغبار الحقد، وتشويهها خوفا من النجاح الذي ينتظرها حالها حال جميع مبادرات السيد الحكيم.
الشخصية التي استطاعت أن تجمع الأضداد، بالرغم من الهوة الكبيرة التي كانت بينهم في اجتماع رمزي لاقى ترحيبا واسعا، ونتائج جيدة آنذاك؛ هذه الشخصية تستطيع إخراج العراق من أزمته، ومحنته الذي وضعها به سياسيو الغفلة.
مبادرة تكفل الدعم الكامل لجيشنا الباسل، والوقوف خلفه، ومفاتحة الدول الصديقة، والشقيقة لتسليحه بالطائرات الحديثة، والأسلحة المتطورة، والمعدات، وحتى المعلومات الأستخبارية، واعتقد بان هكذا فقرة لا تضر بالوطن!.
جلوس القيادات العامة مع أهلها في الرمادي، أو في أي منطقة أخرى، لا تضر بمصلحة العراق، وإنما يقدم لها خطوة كبيرة في الرقي، والطمأنينة، وبناء الوطن، وهذه أيضا لا تضر بمصلحة الوطن.
تعويض عوائل شهداء جيشنا الباسل، وأبناء العشائر ممن استشهدوا في الدفاع عن ارض الوطن جنبا إلى جنب جيشنا البطل، وتقليل الإجراءات الروتينية في إستحصال حقوقهم التقاعدية، ودعم عشائرنا الأصيلة في الرمادي للوقوف بوجه الإرهاب، وبناء جيش، أو قوات من أبناء العشائر تكون مرتبطة بوزارة الدفاع لحماية مناطقنا الغربية، والطرق الإستراتيجية؛ على ما أظن هذه الخطوة تصب في مصلحة الوطن .
ليس كل من بكى، أو تباكى على الوطن هو وطني! وليس كل من رفض هذه المبادرة هو يحب مصلحة العراق، وليس كل من رفض تقديم الدعم لرجال العشائر الغربية في العلن، يريد مصلحة أبناء الجنوب، لأنه سيعطي ذلك من خلف الكواليس، وما رفضه لذلك الإجراء في العلن ما هو إلا دعاية انتخابية والله العالم.