23 ديسمبر، 2024 7:12 م

العيوب والشعوب !

العيوب والشعوب !

العيوب ليست في الشعوب , ولكن بمن يقودها!!
البشر ومنذ إنطلاق المجتمعات وتأسيس الحواضر والدول والإمبراطوريات , هو ذاته , بهيأته وجيناته الوراثية , وسلوكياته الناجمة عن التفاعل بينه وبين محيطه.

والبشر مهما كان أصله ونوعه وثقافته يتفاعل مع الواقع الذي هو فيه , حفاظا على نوعه وتواصل نمائه الفكري والثقافي والإبداعي.

وبرغم ضعف وسائل الإتصال في الأزمان السابقة , لكن التواصل ما بين المجتمعات قائم وفقا لمعطيات تلك الأيام.

ومن الواضح في مسيرات البشرية , أن القادة هم الذين يصنعون الحالة السائدة في المجتمعات , ويرسمون معايير السلوك والتفاعلات , ولا توجد حالة واحدة تألقت من غير قائد إستطاع أن يستوعبها ويستثمرها لتجسيد رؤيته وتطلعاته.

والتأريخ يحتشد بالشواهد والأدلة الدامغة والرموز , التي أنارت مسارات الناس في بلدانها.

والقائد الوطني هو الذي يجسد الروح الوطنية , ويجمع أبناء وطنه تحت راية واحدة , ويكون النموذج الواضح , ويقوم بالدور الأمثل لتأكيد ذلك.

وعندما تعجز المجتمعات عن إنجاب قادتها الوطنيين , فأنها لا تستطيع أن تكون وطنية السلوك والتفاعل , مهما تصورت أو توهمت.

وفي هذه الأيام , أخذنا نقرأ مقالات غريبة , تتهم الشعب بأنه لا يمكنه أن يكون قادرا على العيش في وطن , والتعبير عن السلوك الوطني , وفي هذه المقالات تنزيه كامل للقادة السياسيين , وكأنهم الأنبياء والأتقياء , والعيب في الشعب الذي لا يريد الوطن والوطنية , وإنما يتمترس في خنادق ووديان , ويسعى إلى الإنتحار الحضاري الخلاق.

هذا تحليل ضعيف , وإقتراب بائس , وربما تعبير عن إرادة ذات غايات!

فلا يوجد شعب على هذه الأرض قد صنع نفسه بلا قائد!!

 الشعوب مواد أولية , أو خامات وطنية بحاجة إلى قيادة ذكية واعية , تمتلك مهارات تصنيعها وإلهامها وتهذيب سلوكها , وتحرير طاقاتها بما هو نافع وصالح.

فالدول الوطنية , صنعها قادتها , وما فيها يزيد عما فينا من التناقضات والتباينات , ومجتمعات البلدان المتقدمة , أشد إختلافا من أي مجتمع في الدنيا , لأنها تضم جميع أصناف البشر الذي يعيش فوق الأرض , لكنها , تعزز السلوك الوطني المتآلف والمحكوم بدساتير وقوانين إنبثقت من رؤية قادتها المتراكمة على مرّ الأجيال.

فليس صحيحا أن نتهم الشعب بأنه مُعاب , وننسى القول بأن العيب الأساسي والكبير في الكراسي المكسورة , وبمن يحسبون أنفسهم ساسة وقادة , وهم لا يصلحون إلا للخراب والفساد , وذر الرماد في العيون!!

فهل سنتعلم كيف ننصف شعوبنا ونحاسب حكامنا؟!!