لقاء أمس الأول الذي جمع السيد وزير التعليم العالي الدكتور عبد الرزاق العيسى برئيس الهيئة الإدارية لنادي الطلبة علاء كاظم، والمشرف على فريق الكرة الأول باسم عباس، إضافة للكابتن يونس محمود، أنهى كل الأقاويل والإشاعات التي أطلقت ضد إدارة النادي، من خلال القرار الحاسم الذي إتخذه الوزير والقاضي بإبقاء الكابتن علاء كاظم على رأس الهيئة الإدارية، وتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة لها، كما أن الأخبار التي تواردت الينا عن هذا اللقاء كان مفادها.. إستعداد الكابتن علاء كاظم للتنازل عن رئاسة النادي وهو ما أسقط كل التقوّلات والإفتراءت التي طالت شخصه، والتي كانت حول تمسكه بكرسي الرئاسة! إلا أن المفاجأة التي حدثت في اللقاء كشفت تملّص الكابتن يونس محمود عن الوعود التي قطعها وأطلقها سابقاً، ومنها إستعداده التام لدفع جميع المبالغ المالية المترتبة بذمة النادي!.
أما المفاجأة الثانية في ذات الجلسة، كانت.. عندما طلب محمود من الوزير أن تقوم الوزارة بتسديد جميع تلك الديون بدلا عنه!.
إن اللقاء المذكور، كشف الكثير من الأوراق التي أراد البعض التلاعب بها لإيهام جماهير ألانيق بأنه سيكون المنقذ والحامي لهذا الصرح الكبير، ولكن عندما أخذت الامور طابعها الجدي، وجدنا أن كل ما كان يطلق عن لسان ابن محمود وغيره، ما هي إلا فقاعات إعلامية، هدفها الأول والأخير هو الإستحواذ على قلعة الانيق!..
فقط أحب توجيه سوالٍ من خلال منبرنا الحر هذا إلى جماهير الطلّاب، واقول من خلاله.. ماذا قدم الكابتن أبو ذنون لناديه الذي إنطلق منه نحو عالم الشهرة حتى نجد هناك من يريد وضعه على رأس الهرم الإداري؟؟.. نحن لا نختلف مع الآخرين ونقرّ كغيرنا بأن يونس محمود لاعب من طرازٍ خاص.. خدم الكرة العراقية في كافة المحافل والمشاركات الخارجية التي تواجد فيها، لكن في ذات الوقت هناك من قدم لها وخدمها أيضاً ونذكر منهم.. حسين سعيد وعلاء كاظم وأيوب أوديشو وثائر عبد الوهاب والمرحوم علي حسين شهاب وآخرين كثر, عليه فإن هذا لا يعني أن كل من خدم ناديه أو لعب له يجب أن يكون على رأس القيادة فيه.
لقد مرّت أيام وشهور بل سنين صعبة على العاصمة بغداد وأهلها، وتحديداً عندما كان القتل على الهوية يسيطر على المشهد العام، في ذلك الوقت العصيب كان هناك رجال تعمل وتدير وتحمي وتقاتل من أجل إستمرار الحياة، ومنها الحياة الرياضية، وفي الطرف الآخر كان من يتنعّم بأجواء الخليج وشماتته بنا مطمئناً (مرتاح البال) لا يحمل أية همومٍ على عاتقه، كما حملها من بقي بيننا، صابراً يعظّ على نواجذه، بل تحمل وقاتل الإرهاب لكي لا تتوقف عجلة الحياة في بغداد والمحافظات.. هولاء هم من يستحقون تبوأ المناصب وإدارة العمل في كافة المجالات ومنها المجال الرياضي.
هل ينسى البعض منهم أنهم كانوا يرفضون زيارة بغداد حتى حينما فاز العراق ببطولة كأس أمم آسيا في العام 2007 للإحتفال مع الجماهير، بذريعة الخوف من القاعدة والإرهاب؟ إذاً كيف ترضى جماهير الأنيق أن تسلّم رايةً تركها الآخرون وقت الشدة إلى أناس رفضوا الإحتفال مع جماهيرهم في وقت جراحاتهم وأزماتهم؟. على من يريد القيادة، عليه أن يكون على قدرٍ من المسؤولية التي تحفظ تاريخ وهيبة الأنيق وأن ينفّذ ما يعد به، لا أن يطلق (صواريخه) الهوائية، ظنّاً منه بأنّه قادر خداع جماهير هذا النادي.
لا ينكر أنّ إدارة الطلبة إرتكبت الكثير من ألاخطاء في عملها وهي مطالبة بالتصحيح والإستماع لأصوات معارضيها، لغرض الوصول معهم إلى تفاهمات وقواسم مشتركة تخدم مسيرة الكرة الطلابية، وأن تبدأ من الآن بوضع أسسٍ سليمةٍ ومتينةٍ يرتكز عليها هذا النادي، صاحب الإنجازات والأسماء الكبيرة التي لا تنسى ولا تمحى من ذاكرة الأجيال، وعليها أيضا أن تنفض الغبار الذي علق والسعي إلى إيجاد البدائل التي تعينها لديمومة إستمرارية عملها وإعادة البهجة والفرحة إلى الجالسين على رحلات الأنيق الذين إشتاقوا كثيراً للتواجد على منصات التتويج.
اما الكابتن يونس محمود، فعليه أن يكون سنداً وداعماً لناديه وأن لا يتسرّع في قفزاته للوصول إلى أعلى السلم وليعلم أن كثيرون وقعوا بسبب حساباتهم الخاطئة، وعليه أيضاً أن يتانى كثيراً قبل أن يطلق تصريحاته الرنانة التي يعتقدها تحقق ما يطمح أو يصبو إليه..