23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

العيد في العراق هذا العام كسابقاته

العيد في العراق هذا العام كسابقاته

العراق هو واحد من بلدان الشرق الاوسط الاسلامية لكن المميز لهذا لاالبلد هو اختلافه عن بلدان المنطقة بكل شيء و اهم هذه الاشياء هو يوم العيد..بعد ان كان العيد هو يوم الفرح و المناسبة المميزة خاصة بالنسبة للطفولةحيث اماكن اللهو المتعددة من دور السينما الى الحدائق و المتنزهات مرورا بمدن الالعاب بمستوياتها حسب المناطق و المحفاظات لكنها لا تخلو من المتعة بحسب ساكني هذه المنطقة او تلك ..ايام و ليلي تمر وكانها ساعات يتخللها اللعب و الضحك والمرح ..انتهت هذه الايام الحلوة و المناسبة السعيدة مع بداية الحرب العراقية الايرانية اذ حل الموت الاسود اغلب بيوت العراقيين وصارت النجف وكربلاء و بقية المقابر هي الاماكن المفضلة للعوائل العراقية في مناسبة العيد..تحطمت الطفولة و ماتت ضحكات الاطفل و هو يرى الدموع ويسمع النشيج و الاهات من صدر امه و و بقية افراد عائلته ..!! حل التفكير السلبي محل الامال المشرقة الجميلة بغد افضل ..اكتفت الاطفال باللعب خاصة لعبة الموت و القتل( المسدسات و البنادق) التي حلت محل المراجيح و ديلاب الهوى، حتى الملابس الجديدة لم تعد لها قيمة معنوية او فرحة لدى الاطفال، صار العيد مناسبة حزينة كئيبة ذكريات مرة لسنوات العمر، حتى التهاني و التبريكات اصبحت مجرد لغو او اسقاط حجة وكل ما يهم الناس خاصة موظفي الدولة هي العطلة والجلوس في البيت لمشاهدة برامج التلفزيون و الاكل و الشرب..هذه الايام من العيد كسابقاتها تمر على العراقيين و اخبار التفجيرات بانواعها (مفخخه عبوة حزام ناسف قذيفة هاون) تجعله يعيش في كوابيس لا حصر او نهاية لهما اصبح الاب يخاف على اولاده من الخروج الى الاماكن العامة خشية ان لا يعود الى البيت الاعلى شكل اشلاء ممزقة ..خلال عودتي من الناصرية الى بيتي في بابل وفي الطريق السريع لفت انتباهي مشاهدت طوابير السيارات و هي عائدة بالعوائل من النجف و كربلاء..!! كل ما يهم هذه العوائل الجنوبية هو زيارة عرفة (زيارة الموتى) و ما اكثرهم بفضل سياسات الحكام الفاسدة والحمقى و الغبية التي تقود البلد(حرب ايران ،حرب الكويت ، الحصار ، احتلال العراق من قبل امريكا …و اخرها داعش) ..داعش ياخذ النصيب الاكبر من حصة الموت تليه المفخخات وحوادث الطرق بسبب عدم اكمال المشاريع الصحيحة بتحديث الطرق و تعبيدها التي اصبحت لا تستوعب هذا الكم الهائل من السيارات ..مناسبة عيد الاضحى هذا العام اخذت مدة زمنية تزيد على ثمانية ايام..!! هذه العطلة الطويلة تزيد في معاناة العديد من الناس حيث تتوقف كل مناحي الحياة و يتوقف اقتصاد البلد ان وجدت بعض المشاريع..!! البلد يعاني من حرب ضروس ضد الارهاب ناهيك عن
فساد اداري و مالي و سرقات المسؤولين التي لا حصر لها..الانترنيت و خاصة الفيسبوك كانت له حصة الاسد في قتل فراغ العيد ..وانت تشاهد صفحات الانترنيت تجد الطائفية تطفو على السطح ،تجد الكلمات البذية تملأ صفحات الفيس بوك و تحول الانترنيت من وسيلة ثقافية متطورة سريعة الى الة تدمير لما تبقى من الشخصية العراقية ..بعد كل هذا نجد ان هناك فسحة من الامل.. لولا الامل لبطل العمل ، العراقي نراه يبتسم في احلك الظروف و اشدها ..هذا يعطينا بعض من التفائل ان هناك تبديل و زوال لهذه الحالة السلبية خاصة في مناسبات الاعياد التي هي عنوان السعادة المحبة و ليس الحزن والكراهية