6 أبريل، 2024 11:55 م
Search
Close this search box.

العيد في العراق .. الظروف . والمعاني السامية

Facebook
Twitter
LinkedIn

للاعياد معانيها السامية ومغزاها العميق ، ولها طقوسها وتقاليدها في كل بقعة من بقاع العالم ، واذا تعمقنا بدراسة تلك الطقوس والتقاليد ، لوجدنا انها تطورت في كل مكان نحو الأحسن والانسب ، غير ان ذلك التطور لم يطرق ابواب حياتنا في العراق ، واذا اعتبرنا ان ما اضيف الى مراسيم احتفالاتنا بالاعياد من بهرجة واسراف الى جانب الفوضى التي تكتنف تصرفاتنا خلال هذه الفترة ، اذا اعتبرنا ان هذا الامر بمثابة تطور فان الاسلم العـــودة الى الماضي والتوغل في تلك العودة اذا ما قورنـت بما  نقــوم به اليوم .
في الغرب يشعر المرء فعـلا بيــوم العيــد في الوقت الذي يحس المواطن العراقي خاصة والعربي عامة بأن العيـــد هو لفئـة من الناس دون اخرى ، ولاسباب منها اهتمام الحكومات والمؤسسات العامة في الغرب باضفاء جو من الزينـة وتعميمها في كل قريـــة ومدينــة وقيام البلديـات بتوزيع الهدايـا على المسـنين والا يتــــام وكذلك المعاقيــن ،  وتقــوم وزارة الدفـاع بتكــريم المحاربيـن وتوزيع الهدايا . وبما ان الجمعيات الخيريــة على اختلاف انواعها واهدافها هي جمعيات عاملة وفاعلة فأن عملها بالتحضير لواجباتها في فترة الاعيــاد للفقـراء والمعوزين بارزة وبوضوح ، فالغربي لايخجـل بالتبرع بالقليـل ،  غير انه لا بد ان يتبرع وهو واقعي ومنظـم . وهذه الواقعية تضفي على حياته نوعا من الصدق نفتقــده في مجتمعاتنـا ،  فلا نجده مبالغا في الكــرم بغير موضعه ,
وهكذا نجد ان كل الاطفال في الغرب من دون استثناء يشـعرون بالعيـد ، ويفرحون لانهم وجدوا من فكــر في ادخال تلك الفرحة في قلوبهم ، أما نحن فماذا نفعل في ايام العيد ،  حكومتنــا ماذا تعـّد لأيام العيــد ؟  بالنسبة الى الأفراد ، يبدأ الاعـداد فجأة ، ومن دون تخطيط ، وأكثر الاحيان نفاجـأ  بأن العيد بعد ايام
وتنهال الطلبــات على رب العائلـــة المسـكين الـذي بـدوره يكون ناسيا تلك المصيبة !
نعــم إن قـدوم العيـــد عند بعض العوائـــل مصيبــة لأن امكاناتهم المحـدودة لا تسمح لهم بتلبيـة طلبـات العيـد المتنوعة ،  فاضافة الى الملابس المبالغ فيها  نجد طلبــات الأكــل والاسـتزادة من الطعام وكأنهــم خارجــون لتوهــم  من مجاعــة ويصرفـون ويســرفون وكأنهــم  حفـاة عــراة ، وأما بالنسبة للفقــــــراء فإنهـم ينظــرون فقط ومن بعيــد ….  ولا يجـدون من يلتفـت اليهـم ..  وخلاصة الأمر إن العيــــد فـي مفهومنــا هـو يوم للنفـس فقط  .  ننظر اليه نظرة مادية محضة ، ونمارس طقوســـه بطريقــة تكرس أنانيــة الفــرد فينا وتصرفه عن دينـه وعن المعاني الســاميــة للعيــد .
والمطلوب هنا القول بأننـــا نفكــر في انفســنا في كل يوم من ايــام الســــــــنة ، فلماذا لايكون يوم العيــد هو المناسـبة التي نفكـر فيها من أجل غيرنــا من الفقراء ومن معارفنـــا واقاربنــا ،  نفكـر بالمكسورين والمقهوريـن المحرومـين مــــن أبنــاء وطننـا  ؟  ولأن العيد للجميـع هو للفقـير قبل الغنـي ، على اساس ان الاغنياء كل ايامهم اعيــاد وكل حياتهـم ملابـس جديـدة ومآكل فاخرة .. فإن تعويد أولادهم على القيام بعمـل خيري في يوم العيــد بإمكانه إدخال عنصر جيد وجديد على حياتهم العائليــة والخروج بها من روتينيـة الشـراء والاخذ فقط .. والدخول تجد الكثير من الاغنياء في احاديثهم وندواتهم إن قلوبهــم تقـطـر رحّمـة وحنانا وفي واقــع حياتهــم نجـد ان جيوبهــم فارغـة وأياديهـم لا تعـــرف لعمـل الخيـر طريقــا .. وبعـد ..  نكتـب عن العيــد ،  نشعر بإننــا بما يجري حولنا من احـداث قـد سـلبنـا الفرحــة التي لا يكتمـل معنـى العيـد من دونها ، ونكتـب  عن العيـد  ونحن نشـعر بأننـا بما يجـري حولنا من أحداث ، قد سـلبنا الفرحة
 التي لايكتمل معنى العيـد من دونها ، ونكتب  عن العيد وقد وضعـت الحواجز بيننـا وبين الوصــول الى العيـد .. وكل عام وانتم بألف خير ..  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب