8 أبريل، 2024 3:35 ص
Search
Close this search box.

العيد في اعين النازحين

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل هلال عيد الفطر المبارك والعراق يعيش اوضاعا لا تسر احدا من ابناءه فالنازحون بلا مأوى وأطفالهم بلا ابتسامة وبلا ثوب جديد قضوا رمضانهم في المخيمات وعلى الطرقات وعلى موائد الزهد والجوع والحاجة واليوم يتردد الى ذهني ماقاله ابي الطيب المتنبي قبل الف عام ( عيد بأي حال عدت ياعيد …… بما مضى ام بأمر فيه جديد ) انه قاله وكأنه ينشدها اليوم نيابة عنا نحن النازحون ونحن نسال هلال العيد اذا ما مر على بيوتنا وديارنا التي هجرناها ام ان العتمة تلازمها والظلام يخيم على اسطحها وممراتها وكيف وجدها وهي خالية من اهلها وأصحابها وهل لازال بيتي بخير وبيوت حارتنا ومدينتنا وهل لازالت الشمس تشرق هناك وهل لازال صوت المؤذن ينادي الى الصلاة ( الصلاة خير من النوم ) ان ايامنا تشابهت بحبك ظلامها دون ان ندري اي ايام نحن فيها فقد تساوت علينا من شدة اتراحها يا ترى هل يكون عيدنا يعيدنا الى ما مضى من ايام جميله ام يأتينا ببشارة جديدة ام يكون يوما عابرا معدودا كبقية الايام السوداء التي نعيش احداثها وهل يجمعنا هلال العيد بأحبة فارقناهم مرغمين ام كعيد المتنبي تبقى البيداء والتيه بيننا حاجز مضافا اليها المتاريس والرصاص والموانع التي تمنعنا من التواصل مع من نحب وهذا ما يجعلنا نردد قول المتنبي الاخر(بم التعلل لا اهل ولا وطن ….. ولانديم ولا …. ولا وسكن ) فكيف للنفس ان تمتلئ بهجة وفرح وسرور والكدر يلازمها وهي بلا انيس ولا سكن مهاجرة بين اهات الاوجاع والضياع لا ادري ما اذا اقول في عيدنا هذا وماذا اقول لأهلنا الاحياء منهم والأموات وكلنا على طرقات الموت سائرون فماذا نقول لمن كان سببا في ضياع الملاين من الناس وتشريدهم وكيف نفسر موقف السادة اولياء الامر في العراق من وزراء ونواب ورئاسات ثلاث وادعاء عام ومجلس قضاء وهم صامتون يتفرجون على دموعنا وعلى اهاتنا يعتاشون وكيف ممكن لنا ان نقبل صمتهم بعد ان خذولنا جميعا وماذا نقول لاطفالنا ان سالنا احدهم عن اهله واعمامه ومدينته وبيته وماذا نبرر لهم ان ارادوا هدايا العيد ( العيديه ) هل نقول لهم بان العيد لم ياتي ولازالنا صائمون كيف لنا ان نفطر والنازحون في مجاعة وكيف لنا ان نفطر وديارنا مهجورة سنبقى صائمون حتى يحين عيد العوده وسنبقى نصبو الى عيد امة محررة من رق اعجمي كما تمناه شاعر العروبة والمهجر رشيد سليم الخوري وسنعود ذات يوم وحين العوده سننشد ( بنت العروبة جهزي كفني … انا عائد لأ عيش في موطني ) نعم لنا وطن نصبو اليه وهو ابانا الروحي وان حاول الطغاة قتله سيبقى ابانا وان عشنا يتامى سنبقى نترقب قدوم الاب ليحضننا بين ذراعيه ليقننا بان الاوطان لن تموت هكذا هو العيد باعين النازحين بلا امل ولا لقمة عيش ولا ثوب جديد اما انتم يامن تنعمون بالخيرات عنوة فاعلموا بان يد الله طولى ستطال كل ظالم جبار وكيف لكم ان تعيشوا على ماسيينا وماسي الوطن كيف لكم ان تضحكوا على دموع الاطفال والجياع وكيف لكم ان تناموا قريري الاعين وعين الله تراقبكم وفي الختام اقول تحية لكل طفل استقبل العيد باكيا وهو يحتضن وسادة من حجاره وتحية لكل ام تربت على اكتاف طفلها وهي تترقب الهلال وترنوا حيث ديارها المهجورة وتحية لأب وشيخ هجر داره مرغما واحتبس نفسه باكيا خشية ان يراه احد تحية لكل طالب وطالبه يتوسد كتابه وينشد موطني تحية لكل يد نظيفة ابت ان تتلطخ بدم او سحت حرام وألف تحية لكل فم اقسم ان لا يأكل وجاره جائع… وتعسا لكل من اتخذنا وسيلة ليتبوأ منصب او ليملا جيبه ومعدته من سحت حرام وتبا ليد عابثة فاسدة قاتله .
وكل عام وانين الاوجاع تتجدد ,,,,,,, أمتى سواد الليل يتبدد

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب