العيد يوم الفرح والسرور ، ومناسبة دينية شرعها الإسلام لتصافح الأيدي وتصفية النفوس من الإضغان فيتقارب فيها البعيدان ويتعاطف فيها القريبان ، لكننا اعتدنا أن نفهم هذه المناسبة فهما خاطئا حيث الكثير من الناس يتهيأ لارتياد أماكن الراحة والترفيه المحرمة شرعا كالنوادي والملاهي الليلية ويمارس اشد المنكرات وكأنما هناك رخصة شرعية قد أقرت لمثل هذه الأعمال المنكرة في هذه الأيام المباركة ، أما الفطرة للأموات فتنحر المواشي وتعد ولائم فيها للأغنياء والوجوه الاجتماعية , وكان الأولى شرعا ان يطعم منها الفقراء واليتامى حتى يصل الأجر على اقرب وجه صحيح هذا هو حال الأغنياء في أيام العيد وترفهم ولهوهم ، أما الفقراء واليتامى والمحرومين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فلا عيد لهم ولا احد يستشعر بهم الا ما ندر وما أكثرهم اليوم في عراقنا الدامي . ان ما يقارب 4 – 5 مليون طفل عراقي يتيم يعيشون في بلد تمزقه الصراعات الطائفية وتعم فيه الانفجارات وغياب الرعاية والأمان والظاهر لم تحرك هذه المأساة احد من المؤسسات الرسمية وحتى الدينية ، اليوم هؤلاء في حاجة الى يد حنونة تعيد إليهم براءتهم التي فقدت بفعل الفقر والقتل والتدمير . أن هذه الأموال المصروفة في الملذات للأغنياء وهذه النحائر الكثيرة لو وزعت على هؤلاء المحرومين لأدخلت الفرحة الى قلوبهم ولأشعرتهم بالعيد حقا وقد صدق أمير المؤمنين علي (ع) عندما قال{ ما جاع فقير الا ما متع به غني }.
دعوة مخلصة وتذكير الى أهل الخير والمعروف أن يمدوا أيديهم الى الفقراء واليتامى في هذه الأيام السعيدة لإدخال البهجة الى قلوبهم والله لا يضيع اجر المحسنين وكما في قوله تعالى{ لن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ – آل عمران – الآية – 92