6 أبريل، 2024 7:11 م
Search
Close this search box.

العيد بين الماضي والحاضر

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد تغيرت ملامح هذه المسرة كلياً وقتل الزمان أفراحه فلم ارى في هذا العيد الا بطاقات تهنئه على الفيسبوك وأغلبها معاد وغير نابع من قلب الكاتب لم ارى طعم وأجواء العيد ويبدو أن هذه الأجيال المنكوبه أصبحت اعيادهم فقط مادية أو المناسبات الاخرى كعيد الميلاد وغيرها وعيد استلام الراتب ..لم ارى من عيد الاضحى وانا بين اهلي واخواني واحبابي شيء يدل على أنها مناسبة العيد .رغم كثر ذبح الأضاحي هذه المرة والخير المتوفر في الأسواق الا انني تذكرت طفولتي وانا استيقظ قبل شروق الشمس والبس دشداشة العيد البازة المقلمة وحذاء الرجل من الاسفنج أو البلاستيك المعاد واول ما أذهب إلى المقبرة في القرية لكي يضعن لي زائرات المقابر ماتحمل داخل حقيبتها والتي غالبا ماتكون من الكليچة المعوملة منزليا وعلى تنور الطين ..
بعدها نرجع الى القرية لنتجول فيها بيت بيت نعايد أهلها وتكون العيدية أما عينية من الميسورين أو قليل من حلويات زماننا والتي لا يعرفها الا من عاش تلك الأيام …
بعد هذه الجولات يبدأ أبناء القرية من الشباب والاصغر منهم باللعب مجتمعين كلعب الدعابل (( الاتبال )) أو العاب بدائية أخرى …
أما في المدينة فيذهب الاولاد إلى رؤية فلم سينمائي أو الذهاب الى مدينة الألعاب …
أما عيد الرجال الكبار فيبدأ بصلاة العيد اذا كان هناك مسجد في القرية أو في منزل المختار وترافقه دعوة فطور بعد الصلاة ..وكانت ممنوعة على الصغار طبعاً ..
كانت فرحة العيد في داخل قلوبنا لاتوصف رغم بساطتها ورغم انعدام كل شيء مقارنةً بالعصرنة الحديثة …
اليوم جيل الشباب أما يجلس متأخر من النوم اوحتى من يذهب إلى صلاة العيد تجدهم يختفون تماماً بعد الصلاة.ولوكان هناك الواي فاي والانترنت في الجامع ربما لانجد من يسمع خطبة العيد …
لقد اختلف كل شيء من ملبس ومأكل حتى أن اغلب الاطفال لايعرف معنى العيد ناهيك عن الموت الذي عصف بهذا البلد وأخذ من كل العوائل ناس اعزاء علينا ..ولانستطيع حتى أن نحسب إعداد المفقودين بين سنة وأخرى بين عيد وآخر ..لقد أصبح الموت اكثر من الحياة احيانا …لقد كان الموت في الستينات والسبعينات قليل جدا وكنا نسمي السنة بأسم المتوفي فيقولون ولد فلان سنة وفاة فلان ..
نعم أيها العيد أصبحت مثل حياتنا عيد الواي فاي والانترنت ولم تأتي ايامك الأربعة بأي شيء جديد فاعذرني اذا هيجتك بهذه الابيات ……..
ياعيد وين الربع وين أليجونا بعيد
ياعيد مالك ذكر ماشفت ناس العيد
حتى الاطفال تغيرو مالگو طعم العيد
چنا اصغار من الفجر بچياسنا نفتر
ونطوف المگابر والعرب وشطيبها نفتر
وأسع زماني وحش ياعيد بينا افتر
ياعيد بس الأسم ظليت منتا العيد
تحياتي للجميع وكل عام وانتم بخير أو كما كنا نقولها سابقاً ….(( أيامكم سعيدة ))…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب