10 أبريل، 2024 7:29 ص
Search
Close this search box.

العيد الوطني لمملكة البحرين… بصيص أمل في أمة لا تكل ولا تلين

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتزين مملكة البحرين هذه الايام بوشاح مطرز بالألوان كطيف الربيع متناسق جميل، وحق لها أن ترتدي حلة العيد بعد أن تخطت الصعاب وأثبتت للعالم أن شعبها مجبول بحبها، فطاشت في تلاحم أهلها صحائف الباطل وتداخلت السطور بعد أن خطت بألوان باهتة ما لبثت أن تلاشت مع أول بزوغ الشمس بلا رجعة وإلى أفول.
لقد غدت مملكة البحرين اليوم عنواناً للاستقرار وأملاً للأحرار بعد أن كاد يدب اليأس في النفوس لما وصل به حال أمتنا، حيث اجتاحتها الحروب العبثية ثم الفوضى الخلاقة بتسارع وانحدار رهيب، فانفرط العقد بدءا بسقوط بغداد السد المنيع الذي ربما يوازي ألمه جرحنا الغائر في فلسطين.
ولم ننته بعد من رثاء بغداد الرشيد فإذا بنا نفجع بالشام العتيد، قلعة العروبة والإسلام التي تصدعت أركانه، والكل يحبس أنفاسه من هول ما سيحدث إن هوت تلك القلعة الشماء بأهلها المساكين من بطش نظام فاشي مبين.
ثم تدحرجت كرة النار صوب مغربنا العربي الأصيل؛ واستعرت في طرابلس الدهماء لتحيلها إلى مقفرة غبراء، وتطاير الشرر إلى اليمن السعيد ليصهر بلداً كان يوماً داراً للحكمة والإيمان «إنما الايمان والحكمة يمانية». لتبدءا منه مرحلة التفتيت وتوزيع الأدوار وتقاسم النفوذ، وكأنها عقيقة وليد أو أضحية عيد.
ووسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم والرياح السموم يتسلل لنا من بين طباقه المتراكبة شعاع نور متلألئ صاف أضاء لنا فسحة نهتدي بها بعد عتمة أنستنا نعمة النظر، وصدح صوت ساحر ملئ أركان بيتنا سروراً بضحكة وليد من مهد حضارة دلمون، بعد أن سئمت أسماعنا المبكيات من الترانيم ليبعث فينا الأمل بعد أن حز الأسى والحزن في وجناتنا أخاديد، وطبع في جبهاتنا الداكن من الخطوط العديد.
تحل علينا اليوم أعيادك يا بحرين، يا ملاذ الأحرار وموطن الأخيار، ونحن بأمس ما يكون لمن يمسح على رؤوسنا ويكفكف دموعنا، فحالنا يا درة الخليج الغالية أمسى كاليتيم الذي نحر ابويه دون رحمة أمام ناظريه، وكبلت أيدي أخوته بالأصفاد، وانتشر في بيتنا الكبير اللصوص وشذاذ الآفاق.
حرسك الرحمن وشعبك الأصيل، وبوركت يا بحرين يا من لحكمة وأمر عظيم الرحمن قد اصطفاك ، واختارك في ظرف ومخاض عصيب، لقد حفظك الله ونجاك من الكثير من الفتن والمهلكات ورد أيدي المتربصين إلى نحورهم ونجى البلاد من شرورهم ولن يفت في عضدك من يسعى لتشويه سمعتك فالمسيرة معروفة والحقائق مكشوفة والثوابت التي ارتضتها لنفسها تلك المملكة قيادة وشعبا من قضايا الامة لا تقبل المساومة سواءا بتطبيع ولا بتركيع!! .
لن تموت ياسادتي الامم ، لكن ربما لمرض تفتر الهمم، والبحرين هي جزء حي نابض من أمة عظيمة ما زالت بفضل الله متعافية رغم ما يسعى له الاعداء دون كلل او ملل ومنعقد فيها الخير والأمل .
عيدك أصبح عيداً مشاعاً ومناراً لكل العرب والأحرار.. يا رمز الوفاء ويا قلعة الحب والعطاء

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب