18 ديسمبر، 2024 11:40 م

العيد الوطني العراقي المنسي

العيد الوطني العراقي المنسي

تناسى البرلمان العراقي أو تعمّد النسيان أن يضع في حساباته عند مناقشة قانون العطل والمناسبات الرسمية تحت قبته الثالث من أكتوبر عطلة رسمية.

ذلك اليوم الذي قرره العراق يوماً وطنياً في ذكرى إنضمامه إلى عصبة الأمم المتحدة بوصفه بلداً مستقلاً وصاحب سيادة! في ذلك التاريخ من عام 1932.

وبرغم الجدل الواسع حول أحقية ذلك التاريخ بإعتباره يوماً وطنياً للعراق أو غيره من الأحداث التي غيرت مجرى الأزمنة السياسية لهذا البلد، فقد ألغى البرلمان العراقي العطلة الرسمية وكذلك في مناسبة الرابع عشر من تموز ذكرى الإطاحة بالملكية العراقية من قبل مجموعة من الضباط العراقيين بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف عندما إحتلوا قصر الرحاب في إنقلاب الرابع عشر من تموز 1958 ليتحول النظام السياسي من ملكي إلى جمهوري.

لم يُدخل البرلمان العراقي تلك المناسبات ضمن قانون العطل الرسمية والمناسبات برغم إنها كانت لسنوات قريبة عطلة رسمية تصادف في ذكرى تلك الأحداث، وفي صحوة غريبة تذكّر مجلس الوزراء العراقي إن الثالث من أكتوبر هو يوم وطني للعراقيين ليعلنها عطلة رسمية بعد أن تغافلها البرلمان.

لا أدري بأي مقياس من السيادة والإستقلال يجعل من العراقيين يختلفون حتى في تحديد مناسبة إن كانت تستحق أن تكون يوماً وطنياً أو غير ذلك.

ربما هو إعتراف ضمني إن هذا البلد لم تتحقق سيادته التي ما زالت في طور التخبّط.

غاب الإجماع السياسي والوطني لتحديد معاني ومفاهيم تحدد معنى الوطنية في العراق، والأغرب أن تتحول ثوابت “الوطنية” إلى شعارات يتغنّى بها السياسيين ورجال السلطة دون أن يدركوا أن تلك المناسبات تحددها أسس التاريخ أو الأحداث السياسية أم كل تلك العناوين مشتركة وليس الشعارات، ليبقى السؤال الأكبر وهو هل هؤلاء يمثلون الحقبة السياسية الحالية؟.

في مناسبة كهذه لايشعر المواطن بأي نوع من الفرح، بل تختفي كل مظاهر البهجة في ظل وضع إقتصادي صعب يعيشه المواطن العراقي وإنتكاسة في كل المجالات لهذا الوطن المنكوب الذي يعيش مواطنيه في قاعه الصفصف.

اليوم الوطني للعراق المنسي، تمر ذكراه على العراقيين عندما لم تجد سلطة الإسلام السياسي مناسبة أو ذكرى توثّقها يوماً وطنياً فإختارت هذا اليوم من بين أحداث كثيرة تستحق أن تسجل يوماً وطنياً للعراقيين.

يسخر العراقيون عندما تذكّرهم بيومهم الوطني ومناسبة الإحتفال به وهم يعلمون جيداً إن أصغر موظف في أدنى سفارة وبمكالمة هاتفية تجعل السياسيين يدخلون في حالة إنذار وقلق وذلك هو السبب الذي يقف وراء عدم إحتفال العراقيين بيومهم الوطني المنسي لأنهم متأكدين أن من يحكمهم لا يمثل طموحهم الوطني.